تقوم رئيسة الوزراء البريطانية «تيريزا ماي» الشهر المقبل بزيارة رفيعة المستوى لمملكة البحرين، تلتقي فيها جلالة الملك حفظه الله وقادة البلاد، وذلك بالتزامن مع احتضان المملكة لقمة مجلس التعاون الخليجي.
بعد زيارة ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز للبحرين في وقت سابق من هذا الشهر، يأتي إعلان الحكومة البريطانية لزيارة رئيسة الوزراء ليشكل ضربة قوية لمن يحاول التشكيك في قوة العلاقات بين المملكتين.
للتو تم الاحتفال بمرور 200 عام على العلاقات البحرينية البريطانية، والتي نراها تعززت بقوة في الفترة الأخيرة، بل تبين بأن هناك فهماً أكبر للوضع في البحرين من قبل شخصيات عديدة في الداخل البريطاني، من بينهم لوردات وأعضاء بمجلس العموم إضافة للشخصيات الحكومية، وهذه المسألة تحسب للجهود المقدرة التي تقوم بها مملكة البحرين من خلال سفيرها في لندن الشيخ فواز بن محمد آل خليفة، الذي يستحق الإشادة على جهوده وسعيه في أداء مهمته الدبلوماسية، وإبراز «الوجه الحقيقي» لمملكة البحرين في بريطانيا، وفي وسط بات «يعج» بعملاء وخونة يهاجمون البحرين ويشوهون صورتها، ويحظون بدعم بعض الشخصيات التي تشاركهم قاسمهم المشترك المرتبط بـ«التومان الإيراني».
بيد أن إعلان زيارة «تيريزا ماي» بعد انتهاء زيارة الأمير تشارلز يأتي بطريقة الضربة المزدوجة للمشتغلين بداخل بريطانيا ضد البحرين، فإن كان مؤشر الزيارة يقول إن علاقة المملكتين على مستوى العائلتين الحاكمتين على هذا القدر من القوة، باعتبار أن تنظيم الزيارة تم بالتنسيق بين الحكومة البريطانية وبلاط الملكة إليزابيث الثانية، فإن زيارة رئيسة الوزراء تبين أن ذات مستوى القوة في العلاقة يربط حكومة المملكتين.
طبعاً مثل هذا التقارب القوي الواضح لابد أن يثير جنون كثيرين ممن يكيدون للبحرين، وممن يريدون استغلال بريطانيا باعتبارهم «هاربين» فيها وليسوا «لاجئين» نظراً للأحكام القضائية والجرائم الأمنية والمساعي الانقلابية التي نفذوها.
صحيفة «الغارديان» بالأمس، أفردت مساحة واسعة لمهاجمة وزراء الحكومة البريطانية، طبعاً هي لن تجرؤ على مهاجمة الملكة إليزابيث، وإلا لأغلقت وهي أصلاً في حالة مادية متدهورة وهذا أمر واضح، وبما يبرز مجدداً ما تردد عن دعم غريب يصل لهذه الصحيفة ومن هم على نفس نمط طرحها المستهدف لبلدان الخليج العربي، والمتغاضي عن جرائم إيران في سوريا والعراق والأحواز، ودورها في اليمن، وزراعتها الأذرع الانقلابية في عديد من الدول.
الاتهام الموجه للوزراء البريطانيين يقول إنهم يجاملون البحرين، وإنهم يتحدثون عن حقوق الإنسان وكأن هذا الملف شهد تطوراً كبيراً في المملكة الخليجية، وطبعاً هذه حقيقة واضحة، لكنها حقيقة مؤلمة لمن مازال يحاول تشويه صورة البحرين على المستوى الحقوقي.
«الغارديان» تسعى للتأثير على وزراء الحكومة البريطانية، أو أضعف الإيمان «استنطاقهم» بجمل لا تكون منصفة للبحرين، بقدر ما ستكون متحيزة لمن يعمل ضد البحرين ولمن يتشارك مع إيران في أجندة استهدافها للبحرين، وطبعاً كلما باءت جهودهم بالفشل، زاد الهجوم الإعلامي تحت مسوغ حرية التعبير.
في نفس الوقت، ولأن مثل هذا التحشيد لن يفيد، فزيارة الأمير تشارلز التي تمت بنجاح، سبقتها زيارة رفيعة المستوى لجلالة الملك لبريطانيا التقى فيها الملكة إليزابيث، وهي زيارة من عديد زيارات تكررت بكثرة في السنوات الماضية، فإن محاولة التأثير على زيارة «تيريزا ماي» لن تفيد، فالحكومة البريطانية قد تكون أكثر الحكومات قرباً من الخطوات البحرينية الإصلاحية التي اتخذت منذ مشروع جلالة الملك الإصلاحي، وبناء العلاقات التي تم على امتداد 200 عام، وهو عمر زمني يتعدى سنوات وجود الدولة الأمريكية الحديثة التي أقيمت بعد إبادة الهنود الحمر «السكان الأصليين»، هذا البناء ثماره واضحة اليوم من خلال التعامل المنصف والعقلاني، رغم أن سياسة منح اللجوء مازالت تشكل نقطة غير إيجابية في صالح المجتمع البريطاني الذي تؤخذ من حقوقه لتعطى لهؤلاء، وإن كان فتاتاً، إذ بعضهم يوضح بأن بريطانيا آوت مجرماً وإرهابياً، كحال بعض الانقلابيين ضد البحرين هناك.
عموماً، البحرين تمضي بقوة، وصراخ الكارهين على قدر الألم.