عاشت البحرين في الأيام الماضية أفراحها الوطنية المجيدة، أدام الله على وطننا الغالي أمنه واستقراره في ظل قائدنا حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.
وبالرغم من أن تلك الفرحة واجبة علينا كمواطنين ومقيمين شرفاء تجاه هذه الأرض الغالية، إلا أن في النفس غصة وحزن من الأحداث المؤسفة التي يتعرض لها الإخوة السوريون في حلب السورية، حيث شاهد الجميع تلك الهجمات البربرية التي قادها جيش النظام السوري الفتاك وبمعاونة من روسيا وإيران وما يسمى بـ «حزب الله» و«الحشد الشعبي»، بذريعة حرب ما يسمى بـ «الإرهاب»، بالرغم أن ما شاهدناه من صور ومقاطع فيديو لم تكن لإرهابيين، وإنما كانت لأطفال ونسوة ورجال مدنيين خاصة من كبار السن، الذين هم لا حول لهم ولا قوة، فعن أي إرهاب يتحدثون؟!
لقد تعرضت حلب لأبشع أنواع الدمار والقتل الذي لم يفرق بين صغير وكبير، فلا يمكن أن يكون طفلاً لم يتجاوز الرابعة أو الخامسة من عمره إرهابياً، ولا يمكن أن يكون إرهابياً من بلغ سن الكهولة، وهو بالكاد يسير على الأرض لكبر سنه، ولكن عند تحالف الشيطان «سوريا وإيران و«حزب الله» و«الحشد الشعبي»»، هؤلاء إرهابيون!
ولكن، لأن الحرب هناك طائفية كما يحدث في العراق، فلا غرابة في أن يخرج تصريح صحافي من الحرس الثوري الإيراني ليدعي النصر في حلب، ولا أعرف ما هو النصر في اعتقاده؟ هل النصر على الأطفال والشيوخ والنساء العزل؟! هل هذا نصر تتفاخر به إيران؟!
وبما أن إيران في «الموضوع» فإن النصر الذي ادعاه مسؤول العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني رمضان شريف لا يفهم منه إلا أنه نصر طائفي، أي أن إيران لم تنتصر على الإرهاب كما تدعي، وإنما ما تسميه نصراً ما هو إلا قتل وتشريد المئات والآلاف من أبناء حلب ذات الأغلبية السنية، فهي لا تهتم إن كان بينهم إرهابيون، ولكن الأهم هو أن السنة في حلب انخفضت أعدادهم، وأخلي أغلبهم هذه المدينة العربية العريقة لكي يتسنى لإيران إحلال مواطنين «منتقين» من جانبها، بالضبط كما فعلت في عدة مدن عراقية من قبل.
مسؤول بالحرس الثوري لم يقدر أن يمنع نفسه من الزج باسم البحرين في تصريحه المتعلق بـ«النصر» في حلب، زاعماً أن نصره البائس سيمهد لتسوية أزمة البحرين كما ادعى، ونقول له إن البحرين ليست كحلب أو الموصل، وأن ما تتوهم به يبقى مجرد أضغاث أحلام لا يصل حتى لأن يكون حلماً واضحاً مكتملاً في عقلك المريض بالطائفية والقتل والتدمير كما هي عقول من تأتمر بأوامرهم.
أرى أن إيران وعبر التصريح الصحافي، والزج باسم البحرين «على الفاضي والمليان»، لا يمكن أن نأمل منها الخير أو احترام للجوار، فشرها دائم ضد البحرين، ولا تحترم حق جوار أو حرمة إسلام، لذلك أتمنى من الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي أن تتعامل بحزم مع النظام الإيراني، من خلال التواصل مع المنظمات الدولية وكشف ما يراد للبحرين من نوايا سيئة، وقد لا يكون ذلك حديثاً جديداً عن إيران والبحرين، ولكن لا مانع من تقديم المزيد من البراهين والأدلة، لأن إيران «تجدد» نواياها وأطماعها دائماً بشأن البحرين.
وإذا كان النظام الإيراني يستغل كل مناسبة لزج اسم البحرين فيها، فإن مملكتنا ليست كغيرها، ولا تنطلي على شعب البحرين الشريف المخلص لقيادته ما تدعيه إيران بشأن «حربها ضد الإرهاب»، لأن ايران هي دولة الإرهاب القائمة على الطائفية والقمع لكل من يخالفها، بل إن نظامها يسعى لإضعاف الدول العربية ويمهد للغرب مزيداً من السيطرة على المنطقة، لتنفيذ ما يسمى بـ «مشروع تقسيم المنطقة العربية»، وما أحدثته إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن عبر أذنابها من «حشد شعبي» و«حزب الله» وميليشيات الحوثي خير دليل على مساعدتها للغرب ولإسرائيل في مشروع التقسيم الذي لا يطال إلا دولاً ضعيفة وليست قوية، وإيران تعمل حالياً على إضعاف الدول العربية، وتسليمها لدول الغرب التي تلتزم الصمت تجاه كل ذلك الجرم المفضوح، وإن تحدثت فعلى استحياء، فالتاريخ لن ينسى مواقف وخيانات أمة الفرس ومساعدتها للغرب في سيطرته على العرب.