لو أرادت الأجهزة الأمنية في البحرين أن تقبض على المسقطة جنسيته «وكيل» خامنئي في البحرين عيسى قاسم، لفعلت منذ زمن، لكن المتمعن في تفاصيل الأمور سيدرك أن وضع من هدد الدولة وحرض الناس ودفع الشباب لاستهداف رجال الأمن بدعوة «اسحقوهم»، وضع يبين للعالم بأسره، بالأخص من يستهدف البحرين زيف وكذب بكائيات من يدعون أن البحرين تمارس انتهاكات حقوق الإنسان.
هي قراءة شخصية، ولكل منا قراءته، وكثيرون يريدون من الأجهزة المعنية القبض على رأس التحريض والفتنة ومحاكمته لتهم عديدة قام بها، على رأسها التحريض والدعوة للانقلاب وتحقير شرائح المجتمع والتسبب بالشرخ الطائفي وانتهاك بنود عديدة من قوانين الإرهاب والجمعيات السياسية باعتباره مرجعية جمعية «الوفاق» المنحلة، إضافة لفضيحة جمعه أموالاً طائلة خارج القانون، واستغلالها لتمويل منفذي العمليات الإرهابية.
نعم، الأجهزة المعنية وجهت له استدعاءات للمثول أمام النيابة، لكن «وكيل» خامنئي لم يحضر، بدعوى اعتلال صحته، رغم أن صراخه كان يصم الآذان، ورغم أن تحريضه كان يمارسه في كامل قواه، لكن حين المواجهة يتحول مدعي البطولة إلى شخص يبحث عن مكان ليختبئ فيه، وتذكروا ما حصل قبل خمس سنوات، وتحديداً حينما أعلنت حالة السلامة الوطنية، كيف اختبأ من هددوا الدولة ومن صدحوا بأعلى أصواتهم من على منصة الدوار وفي كافة المحافل، كيف خرس علي سلمان، وكيف بلع وكيل خامنئي لسانه، هؤلاء حينما يرون الحزم والحسم يسارعون لتبديل جلودهم ولتهدئة الأمور.
بالتالي من حرض الناس ودفعهم دفعاً للنزول للشارع والتصادم مع رجال الأمن، ما باله يحتمي اليوم بالناس، مؤثراً أن يتصادموا هم مع رجال الأمن، وبدل أن يتصدر هو الصفوف، يختبئ داخل بيته، وكلما جاءت إحضارية، حولوا العملية في صورة «سينمائية» و«فنتازية» هم يبرعون فيها، حولوها إلى «موقعة حربية»!
لأجل إحضارية، ولأجل القبض على مجرمين اختبؤوا في دار وكيل خامنئي، أقاموا قيامة، وصرخوا وتباكوا وهللوا. من يواجه دولة بنظامها الشرعي لا يتفرعن بقوته، وحينما يحق الحق يتباكى ويدعي المظلومية.
في شأن وكيل خامنئي، وجوده في منزله محتمياً بأتباعه، يبين للعالم كيف أنه شخص ضد القانون، وكيف أنه لا يجرؤ على الدفاع عن مواقفه وآرائه، بل يحتمي بالناس ويحولهم لدروع بشرية. إن كان واثقاً من قضيته، صادقاً مع الناس في تضحيته، لماذا لا يمثل أمام النيابة ليدلي بأقواله؟ أصلاً لم يكن هناك حديث عن القبض عليه، حتى الحضور ليتحدث لا يقوى عليه، وبعدها يقارع الدولة ويتحدى القانون!
نكرر القول هنا، لو أرادت الدولة حسم أمره وتسفيره لإيران ليجلس عند قدمي خامنئي سيده ومولاه لفعلت منذ زمن، لكن شكله ووضعه الحالي يبين للعالم بجلاء كيف أن البحرين مازالت تتعاطى بإنسانية غير مسبوقة، وبسعة صدر لا توجد في دول أخرى، وبأسلوب منح الفرص وفتح الأبواب عل هناك من يستوعب المشهد فيتعظ، ويرجع لحضن بلاده وينبذ فكر المحرض الأكبر وكيل خامنئي، الذي بأقواله وأفعاله أضاع مستقبل شباب، ودفع شرائح مجتمعية للعيش في أوهام، بل وقادهم لتخريب بيوتهم وأماكن سكنهم بأنفسهم.
وصلنا لمرحلة من غسيل الأدمغة، نرى فيها ولاء لأشخاص يناصبون بلادهم العداء، وجدنا موالين لأشخاص استخدموا الدين وسيلة، أشخاص ارتباطهم معروف بأعداء البحرين، ولاؤهم لمرشد إيران أكبر وأظهر وأوضح من ولائهم لبلادهم وقيادتهم الشرعية.
هؤلاء هم صناع الوهم، من يدفعون الناس للعيش وكأنهم وقود محرقة، يضحون بأنفسهم لأجل فلان وعلان، ولأجندة معروفة ومفضوحة، فمتى يعون كما وعى كثير من الناس، وعرفوا أن هذا الطريق باطل في حق بلادهم؟!
من قال يوماً بحق رجال الشرطة «اسحقوهم»، هو يخشى اليوم مجرد استلام إحضارية، أي بطولة تدعون، وأي إسقاط للدولة تنشدون؟!
عاشت البحرين قوية بقيادتها وشعبها المخلص وبدستورها وقانونها العادل.