يكاد يكون من المستحيل أن يتوقف الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله عن تصريحاته النارية التي تؤجج الطائفية والفتنة الشيطانية في البحرين بين فترة وأخرى، وذلك لعدة أسباب، أولها أسباب شخصية، كأن حسن نصرالله الأمين العام للحزب يعتبر نفسه أنه القائد الملهم الذي يدافع عمن يعتبرهم المظلومين في العالم وشخصية مرضية من هذا النوع تعاني من «جنون العظمة»، لا تجد نفسها إلا في مثل هذه المواقف المشاكسة، وهي التي أدخلت لبنان في عمليات اغتيال وعنف ومنها اغتيال الشهيد رفيق الحريري، وقيادات من حزب «المستقبل» في لبنان حيث ثبت تورط عناصر «حزب الله» في هذه الاغتيالات، وكذلك أدخل لبنان في أزمة سياسية لم تنتهِ بعد، وثانياً، أسباب خارجية، فحسن نصرالله صرح أكثر من مرة أنه يمثل إيران في المنطقة، فهو يرأس أكبر حزب تحت تصرف الحرس الثوري الإيراني وينفذ مخططات إيران في المنطقة.
إن ما يقوم به حسن نصرالله هو أكثر من دعم سياسي للطائفيين ومثيري أعمال الشغب والعنف في البحرين، إنه يقوم بالتحريض وإثارة الفتنة بين الطائفتين السنية والشيعية في البحرين، والتحريض لا يقل خطراً عن التدخل العسكري، إنه يشق المجتمع وينشر التفرقة فيه، ومنذ أن بدأت الأزمة في البحرين وحسن نصرالله مستمر في مثل هذه التصريحات ولكن هذا التصريح الأخير هو أشده، لأنه يعكس كراهيته وبغضه للبحرين. والذي يحز في نفوس البحرينيين وأهل الخليج كافة أن الحكومة اللبنانية لا تستطيع أن تحرك ساكناً تجاه كل هذه التصريحات التي يطلقها نصرالله ضد البحرين وغيرها، لقد بلغت الحكومة اللبنانية من الضعف والوهن لدرجة أنه لا يستطيع رئيس وزرائها أن يطلق تصريحاً واحداً لإيقاف «حزب الله» وأمينه العام عن مثل هذه التصريحات.
إن الأمين العام لـ«حزب الله» هو واحد من أكبر المحرضين ومثيري الفتنة الشيطانية ليس في البحرين فقط، ولكن في أغلب أقطار الدول العربية والإسلامية، وكأن التاريخ يعيد نفسه، حيث إن التاريخ العربي الإسلامي يحدثنا أن كل الفتن الطائفية والحروب التي حدثت في البلدان العربية الإسلامية وجدت منذ أوائل عهد الدولة الإسلامية وبالتحديد بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان يقف وراء هذه الفتن المنافقون لعناصر أجنبية، ومن هؤلاء الذين يحدثنا عنهم التاريخ عبدالله بن أبي بن سلول كبير المنافقين في المدينة، فما الدور الذي يقوم به حسن نصرالله إلا ذلك الدور الذي كان يقوم به عبدالله بن أبي بن سلول كبير المنافقين في المدينة.
إننا في البحرين نقول لمن كانوا ومازالوا يصدرون الحروب والفتن الداخلية ولحسن نصرالله على وجه الخصوص، إنكم أخطأتم الحسابات، فمملكة البحرين خلال تاريخها وتطورها السياسي لم تعرف الحروب والفتن الطائفية والمذهبية بين أبناء الوطن الواحد، وكانت ولاتزال تحيطها دائماً عناية الله، وهي بلد الأمن والأمان، خاصة مع تعدد الانتماءات المذهبية والطائفية والحزبية فيها، ولذا وفروا عليكم الوقت والجهد وأن أحلامكم ومحاولاتكم لن يكتب لها النجاح، خاصة في حرصكم على نقل النموذج الشيطاني لهذا الوطن، حيث القيادة الحكيمة والشعب اليقظ واعون لكل ما يحيط بهم من أحداث. وأكثر من ذلك أننا ننتمي إلى ثقافة واحدة وهي الثقافة العربية الإسلامية التي نستمد منها وحدتنا ومصيرنا المشترك مع إخواننا العرب والمسلمين وأن التعددية المذهبية والطائفية هي سر وجودنا ومصدر لقوتنا ولله حكمة في ذلك.
أما قادة النظام الإيراني، فعليهم أن يدركوا أن البحرين ليست مثل العراق أو سوريا أو لبنان أو اليمن، حيث الوضع في البحرين يختلف وأن تماديهم في التدخل في شؤون البحرين الداخلية ودول الخليج العربي هو لعب بالنار وأنهم أول من سوف تحرقهم هذه النار والمستقبل يحمل الكثير، وعليهم أن يستفيدوا من الماضي عند حربهم مع العراق! وقد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
إن من ينسق مع الكيان الصهيوني ومن يتحالف معه هو أنت يا من تظن أنك «القائد الملهم»! يا من أدخلت لبنان في حرب ضروس مع إسرائيل في يونيو 2006، وجلبت الدمار والخراب للبنان وشردت شعبه في الجنوب، وهم من طائفة الشيعة العرب الذين تدعي أنك تحارب من أجلهم، يا لها من أكاذيب وتلفيقات، وفي نهاية الحرب ذكرت أنه خطأ ارتكبته عندما خطفت الجنديين الإسرائيليين مما تسبب في قيام هذه الحرب. لقد انكشفت كل أوراقك وما عاد معظم العرب والمسلمين يصدقون تصريحاتك حيث منذ أن تدخلت في سوريا ووقفت مع نظام الرئيس بشار الأسد وساعدت الظالم على المظلوم وشاركت في حرب الإبادة التي يشنها النظام السوري على شعبه بالبراميل الحارقة، لم تعد لك أي مصداقية عند أحد إلا طرف واحد وهو الذي جعلك شوكة في خاصرة العرب وهو النظام الإيراني. إن أبناء شعب لبنان هم إخواننا ومهما حاولت أن تتصيد في المياه العكرة لن تفلح ويومك قريب مهما طالت السنون.
كل هذه الفتن التي تشعلها هنا وهناك وآخرها في اليمن ومن خلال المتمردين الحوثيين الذين دفعت بهم لكي يوقدوا الفتنة والطائفية، كل هذه الفتن سوف ترتد عليك، وها هي إسرائيل تستغل الفرصة وتصطاد قيادات حزبك في الجولان المحتل، وها أنت وقعت في المستنقع السوري العراقي وتستنجد بأي قشة حتى تمسك بها لتخرج منها فلم تجد إلا البحرين تطلق عليها تصريحاتك النارية، ولكن البحرين عصية عليك وعلى حلفائك في قم.