ما شهدته انتخابات الاتحاد السعودي لكرة القدم من أجواء انتخابية مثيرة ومنافسات محتدمة بين المترشحين وبالأخص منصب الرئاسة يعكس واقع الممارسة الديمقراطية التي تمنح الجمعية العمومية كامل الصلاحية للانتخاب الحر والمستقل بدليل أن السباق الثلاثي على منصب الرئيس لم يحسم إلا بعد جولة الإعادة الثالثة.
المشهد في انتخاباتنا الرياضية مغاير تماماً لذلك المشهد الذي شهدته انتخابات الاتحاد السعودي لكرة القدم، إذ إن جميع انتخاباتنا التي تمت حتى الآن جاءت بالتزكية باستثناء اتحادي السلة والطاولة، ولم يتبق إلا اتحاد كرة القدم الذي لم يحدد موعد انتخاباته حتى الآن ولم يتم الإعلان عن فتح باب الترشح للمجلس الجديد باستثناء قراءتنا لتصريحات الرئيس الحالي الشيخ علي بن خليفة آل خليفة برغبته في الترشح للرئاسة في الدورة الجديدة.
الغريب في مشهدنا الانتخابي هو كثرة انسحابات المترشحين بعد أن يتم إغلاق باب الترشح بأيام إلى أن يتناقص العدد لينتهي الأمر إلى تزكية المجلس دون الحاجة لإجراء الانتخابات! وجه الغرابة هنا هو هذا الموقف المتناقض من قبل المترشح، فلو أن دافع الترشح كان نابعاً من قناعة شخصية تامة على خوض الانتخابات دون النظر إلى ما ستسفر عنه نتائج صناديق الاقتراع فإن المترشح سيستمر حتى النهاية، أما إذا كان الترشح قائم على توجيهات ورغبات وإملاءات خارجية وعدم ثقة بالنفس فإن المترشح هنا يسيىء إلى نفسه وإلى الجهة التي ترشح من خلالها!
لا نريد هكذا أناساً مسيرين لا حول لهم ولا قوة لإدارة مؤسساتنا الرياضية الأهلية، بل نريد كفاءات تثق بنفسها و بقدراتها ولا تقبل أي مساومات مقابل تغيير مواقفها ما دمنا نؤمن بان العمل التطوعي ينبع أساساً من القناعة الشخصية!
لن نستغرب مما قد نقرأه أو نشاهده من تصريحات وانتقادات إعلامية في قادم الأيام من مثل هؤلاء النفر الذين لا يجدون مساحة يستعرضون فيها عضلاتهم إلا وسائل الإعلام وعندما تحين ساعة المواجهة يتوارون الواحد تلو الآخر!
الله المستعان...