أمران أكيدان، الأول هو أن الساعين إلى تشويه سمعة البحرين والترويج لفكرة أنه لا يوجد في هذه البلاد إيجابي يمكن أن يؤدي إلى توفير حالة فرح وتفاؤل بالمستقبل سيستمرون في عملهم المقيت هذا وفي اعتبار ما يقومون به إبداعاً وعملاً ثورياً، ذلك أنهم لايزالون يؤمنون بقدرات إيران ومن لف لفها ولايزالون يثقون في وعودها التي لا يمكن أن تتحقق مهما تغيرت الظروف في المنطقة وأياً كانت المفاجآت، والثاني هو أن مملكة البحرين، قيادة وحكومة وشعباً، صارت تدرك ما يخطط لها في الخفاء وما يراد لها وستستمر في عملية البناء والتطوير وستهزم ذلك الجمع الذي لا بد أنه سيولي الدبر عاجلاً أو بعد حين.
هذان أمران أكيدان ويشكلان طرفي معادلة، فطالما أن أولئك يبذلون كل ما يستطيعون من جهد بغية الإساءة للبحرين وتشويه سمعتها في الخارج ولا يتوقفون عن عمليات التخريب واختلاق المشاكل في الداخل فالأكيد هو أن شعب البحرين سيزداد التفافاً حول قيادته وسيعمل جنباً إلى جنب مع الحكومة كي يتم إفشال ذلك المشروع السيئ الذي يبدو أن من يقف وراءه لايزال مستمتعاً بتذوق طعم الفشل الذي ذاقه منذ اللحظة التي قرر فيها تنفيذ قفزته المجنونة في الهواء.
استمرار ذلك البعض في عمله السالب هذا يعني أنه لا يريد أن ينهي المشكلة، ويعني أن كل فرصة تلوح في الأفق لحلها لا تعني له شيئاً، بدليل أن الفرص تلوح ولا يحاول الاستفادة منها، ويعني أيضاً أنه قرر أن يدخل في مرحلة «كسر العظم» وهو ما ظل يدعو إليه طويلاً أولئك القابعون في الخارج والذين يرسلون الرسائل المعبرة عن هذا التوجه يومياً عبر الفضائيات الإيرانية «السوسة» التي شرعت لهم أبوابها وتعينهم على الترويج لأفكارهم ومواقفهم السالبة.
اليوم يبدو بوضوح أن الدولة لم تعد تثق فيهم، ويبدو بوضوح أيضاً أن الدولة قررت مواجهة هذا الذي يقومون به، وبحزم، فهي واثقة من أنها هي من سينتصر في نهاية المطاف وأياً كان الزمن الذي ستستغرقه مرحلة كسر العظم، بل إن الأكيد هو أنها ستنتصر وستجبر أولئك على الانصياع لما تريده، فما تريده هو الصحيح وهو ما يريده شعب البحرين أيضاً الذي تم استغلاله في السنوات الست الأخيرة استغلالاً فاحشاً من قبل ذلك البعض الذي لايزال يعتقد أن مفاتيح الجنة بيد إيران رغم كل الأحوال السيئة التي يعيش فيها شعبها المغلوب على أمره والذي يعاني من حكومته معاناة كبيرة ووصل معه الحال حد تحويل القبور إلى مساكن يقيم فيها.
استمرار ذلك البعض في نهجه يعني أنه اختار النهاية الأخرى التي منى نفسه بها طوال السنوات الأخيرة، لكن الطريق أمامه مسدود وسيظل مسدوداً حتى مع مضاعفة ما تقدمه له إيران التي صارت تتحدث عن مراميها وأهدافها بوضوح لافت وصارت تجهر بعدائها للسلطة في البحرين ولم تعد تنفي ما تقوم به من ممارسات لا يجوز أن تقوم بها، لأن البحرين دولة مستقلة وجارة ولاتزال أبوابها مفتوحة أملاً في أن يشاغب التفكير العاقل ذات يوم رؤوس الحاكمين في إيران.
سيستمرون في موقفهم السالب وفي محاولاتهم التي لا ينتج عنها مفيد رغم كل شيء، ورغم أن التجربة بينت لهم وتأكدوا أنه ليس معهم من شعب البحرين إلا قلة تعرضت عقولها إلى عبث العابثين فلم تعد قادرة على استيعاب الموقف والتفكير بشكل صحيح. هذا هو الأكيد الأول، والأكيد الثاني هو أن البحرين، قيادة وحكومة وشعباً، ستستمر في مواجهة كل ذلك السالب الذي يقوم به أولئك الذين ضلوا الطريق ويقتربون من لحظة نسيان لغتهم.