دأب النظام الإيراني من خلال أبواقه الإعلامية وأقلامه المأجورة ومع حصول أي خرق أمني وإرهاب يقع في أي من دول مجلس التعاون الخليجي إلى الإسراع لتهويل وتضليل الرأي العام ببث أكاذيبهم وافتراءاتهم التي لا يصدقها إلا أتباعهم وبعض من السذج. وأغلب الحوادث الأمنية هي أعمال صبيانية، وهي أقرب ما تكون منها للعبث، وتعتبر طائشة في الميزان الأمني ولا ترتقي إلى مستوى يدق لأجله ناقوس الخطر. وآخرها ما وقع في مملكة البحرين صبيحة رأس السنة الميلادية بالاعتداء الآثم والهجوم المسلح على مركز الإصلاح في جو بتمكين محكومين بالفرار منه. ومثل هذه الحالات تقع في العديد من الدول العالمية بل حتى الكبريات منها وبشكل متكرر ولا تتناولها وتتحدث عنها وسائل الإعلام لتفاهتها.
ولم تنبرِ لهذا الموضوع سوى الآلة الإعلامية الإيرانية وبعض من ساستهم معتبرين إياه «عملاً بطولياً ونصراً مؤزراً»، قد تحقق من خلال عملائهم وهو للتسويق الإعلامي الخارجي خصوصاً بعد بروز عوامل ومؤشرات عدة تنبئ أن دورهم قد أخذ أقصى مداه، وهنالك ومضات بل برق ورعد قوي يومض ويزمجر من جنبات البيت الأبيض أن الفترة الذهبية وزواج المتعة المصلحي سينقض مع قدوم ترامب وإدارته الجديدة، والذي معظم طاقمه هو مناهض لإيران ولسياسة أوباما. فهنالك حراك سريع ومشاورات وتحالفات تعرفها جيداً إيران قبل غيرها توحي بأن دورها الإقليمي قد أفل وسينتهي إلى غير رجعة.
كذلك يشعر ويتحسس أقرب عملائها في المنطقة، فترى بوضوح حراكاً سياسياً محموماً يتمثل في إعادة النظر في التحالفات والتفاهمات والتنازلات، وما الانتصارات المتحققة في اليمن وتقزم الحوثيين، وما التقارب العراقي التركي وطرح مشروع التسوية المسلوق على عجالة إلا نتيجة واضحة لهذا التغيير المرتقب.
وبناء على هذه المعطيات التي يعيها الساسة الإيرانيون جيدا؟ً، لم يتبقَ أمامهم سوى إرسال إشارات ضمنية باهتة إلى ترامب وصناع القرار في البيت الأبيض وبعض من عملاء إيران المخدوعين بسياستها الماكرة، بأنها مازالت قوية وأنه مازالت في يديها أوراق اللعب الضاغطة ومنها هذه العملية السخيفة، والزوبعة التي أطلقتها في البحرين والتي ولدت أساساً ميتة.
وتكاد إيران وجوقتها الإعلامية أن يصيبها الخرس والإحباط عندما تتمكن القوات الأمنية البحرينية والخليجية من الكشف عن تنظيماتهم الخيطية ومخابئ أسلحتهم وذخائرهم وتفكيكها ومصادرتها.
فبعد الصفعة المدوية التي تلقتها إيران وأذنابها بفشل مشروعهم الانقلابي عندما وسوس لأتباعهم الشيطان عام 2011 فتقطعت منذ ذلك الحين خيوط اللعب التي تدار من خلالها «قرقوزاتهم» عن بعد وأصبحت حركتهم دون ضابط وإيقاع، فمن يراقب يلحظ النشاز وعدم تناغم الأداء وهي أشبه بالحركات البهلوانية للاعب سيرك عجوز خارج الخدمة، وهو يقفز على الحبال مرعوباً ويهوي مسرعاً وأصبح مثاراً للضحك والسخرية بدل عاصفة التصفيق.
نحن هنا لا نقلل من أهمية الحدث وما يمثله من تحدٍّ صارخ لقانون وهيبة الدولة وأمنها، مما يتطلب أن يعاد النظر بالتعامل بحزم وإنزال أقصى العقوبات بحقه دون تسويف ويجب عدم الاكتراث بصراخ ونعيق بعض المنظمات الدولية التي أثبتت عدم حياديتها مع قضايا مملكة البحرين وليكونوا عبرة لمن خلفهم ممن يفكر مستقبلاً بتحدي سلطة الدولة والعبث بأمن الوطن والمواطن. لكننا في الوقت نفسه نؤكد للمواطن الخليجي والعربي أن ما حدث هو فقاعة وأن الأمن مستتب في جميع ربوع مملكتنا والحياة تسير فيها بشكل طبيعي وانسيابي.
ومن أراد أن يقف على التفاصيل الأمنية وما يحدث من تصرفات لبعض الشرذمة الذين باعوا أنفسهم بثمن بخس للأجنبي، فنصيحة له أن يتابع ويكتفي بما يصدر من بيانات وتوجيهات من وزارة الداخلية أو الخارجية البحرينية والناطق الرسمي في الوزارتين، فهي جهات رسمية رصينة لا يمكن أن تضلل شعبها فضلاً عن شعوب الخليج والوطن العربي.
أما هذه الفضائيات المأجورة التي تنعق بما لا تسمع إلا دعاء أو نداء، فلقد فقدت مصداقيتها منذ أمد بعيد وأرى أنه مضيعة للوقت متابعة تخرصاتها والأولى حذفها وغلق فمها كالأفعى المرقطة، فإن أفضل علاج لها هو قلع أنيابها وترك سمومها في جوفها. وأطمئنكم سادتي فإن البحرين بخير وتعيش أزهى أيامها..