كشف مصدر خليجى، حضر اجتماع مجلس التعاون الخليجى الأخير فى 5 مارس الجارى، عن أن السعودية طالبت قطر رسميا بإغلاق قناة الجزيرة ومعهدى بروكنجز الدوحة والعربى للأبحاث والدراسات السياسية، وتسليم المجرمين الهاربين من الدول العربية، وقال المصدر، فى تصريحات لوكالة أنباء «فرانس برس» الفرنسية فى نسختها الإنجليزية أمس، إن وزير الخارجية السعودى سعود الفيصل طلب رسمياً تلك الطلبات الثلاثة من وزير الخارجية القطرى، إلا أن وزير الخارجية القطرى خالد آل عطية، رفض ورد بأن «مطالب السعودية تعد تدخلاً فى الشئون الداخلية القطرية»، فيما قالت الوكالة إنه من غير المعتاد أن تعلق المصادر الخليجية على ما يجرى خلف الأبواب المغلقة، إلا أن الأزمة التى ظهرت للعلن فى الفترة الأخيرة لم يعد فى الإمكان إخفاؤها، وأضافت: «قطر أصبحت الداعم الأساسى للإخوان والمنتمين لها والمقربين منها فى المنطقة بأكملها».

وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، إن قادة السعودية التقوا المشير عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع المصرى، خلال زيارته الأخيرة إلى الإمارات، لحضور المناورات العسكرية المشتركة مع أبوظبى، مؤكدة أن قطر بدأت تلحظ الخطر الذى يهددها، وبدأت الاستعداد لمواجهة أى عقوبات اقتصادية خليجية محتملة، خاصة بعد تهديدات السعودية بفرض حظر على المجالين الجوى والبرى. ونقلت الصحيفة عن مسئولين قطريين، قولهم إن «الدوحة استعانت بخبراء لوضع خطط لمواجهة أى عقوبات محتملة من دول الخليج، رغم أننا نعتقد أن السعودية، والإمارات، والبحرين، لن تصعد من تحركاتها ضدنا فى الفترة المقبلة»، ولفتت إلى أن «البورصة القطرية عانت هبوطاً حاداً منذ سحب السفراء الثلاثة، حيث إن المستثمرين يخشون مستقبل الدوحة واحتمالات سقوطها فى العزلة»، وقال المحلل الأمريكى ريتشارد فيليبس إن «الحدود تعطى الأفضلية للسعودية، حيث إن إغلاقها يعرقل الواردات القطرية، وسيشكل مشكلة خطيرة جداً بالنسبة للدولة الصغيرة».

وأشارت «فاينانشيال تايمز» إلى أن مسئولين قطريين تواصلوا مع شركات التوريد للاستفسار عن إمكانية استمرار التوريدات للجانب القطرى حتى فى ظل الأزمات، إلا أنهم فى الوقت ذاته قللوا من احتمالات توجه السعودية لتلك الخطوة، مؤكدين أن الرياض لا ترغب فى تفكك مجلس التعاون الخليجى فى الوقت الحالى، لأن الأمر يسىء إليهم بقدر ما يسىء إلى قطر.

وقالت وكالة أنباء «رويترز» إن التحركات السعودية الأخيرة ضد قطر، ومن بينها قرار حظر جماعة الإخوان، تعقد العلاقات بين الدول الخليجية، وتسبب نوعاً من عدم الارتياح لدى الدول التى تشارك فيها «الإخوان» فى الحياة السياسية، بسبب مخاوف من تمردهم فى تلك الدول.