كتب - علي الشرقاوي:
كلما حضرت أمامنا كلمة إذاعة البحرين، يقفز أمامنا صوت وصورة وطول إبراهيم كانو، كان الأستاذ وكل من جاء بعده كان طالباً في صفه، كان المعلم وكل المذيعين تعلموا على يده، وواصلوا مشوارهم في إذاعة البحرين، حتى وصلوا إلى ما يريدون تحقيقه في عملهم الإذاعي، بحسه الفني المرهف، وأذنه الموسيقية، هو الذي انتقى الأصوات من الطرق وحولها إلى أفعال ساهمت في رقي الفن عبر الميكرفون، وإيصالها إلى المناطق التي تصلها البحرين السلكية واللاسلكية.
ربما لم تكن لي علاقة مباشرة مع الفنان الراحل إبراهيم كانو، ولكني ارتبطت بصوته منذ أوائل الستينات عبر إذاعة البحرين، ارتبطت بصوته المتميز والمختلف حينما قام بأداء دور جان فلجان في المسلسل الإذاعي « البؤساء». عن رواية الشاعر والروائي الفرنسي الكبير فيكتور هيج، إبراهيم كانو بصوته المميز، أخذني معه في الأجواء التي عاشها بطل القصة، جان فلجان، في فترة كمونة باريس، وهو يحمل حبيبة ابنته المتبناة، ويحاول أن يحميه من شرطة باريس، من إبراهيم كانو عرفت معنى أن يكون الصوت إذاعياً، من خلال الحوار مع الذات والآخر، تستطيع أن تتصور المكان الذي تجري فيه الأحداث.
يقول الروائي والباحث حسين المحروس في كتابه « سيرة الكلام» عن تجربة التحاق إبراهيم كانو: بدأت مدرساً ومدرباً رياضياً ومعلقاً على مهرجانات آخر العام الدراسي في مدرسة الهداية الخليفية في المحرق. أعجب الشيخ سلمان بن حمد حاكم البلاد بصوتي وبتعليقي، ناداني في حفلة سباحة أقيمت في عين عذاري، قال:
- يا ولد يا إبراهيم إننا نود أن تعمل لدينا في الإذاعة، «قلت في نفسي: وهل توجد إذاعة؟».
- إنني دائماً في خدمتكم وستجدوني عند حسن ظنكم.
- زين، جميل جداً.
بعد أيام قليلة أرسل السير تشارلز بلجريف يريد لقائي، وكان ولده حمد قد عُيِّن مديراً للإعلام والعلاقات العامة قال لي:
- إنهم يريدون أن يوظفونك لتأسيس إذاعة، يفتتحها الشيخ سلمان.
- ما هي الوظيفة؟
- لدينا الكنترول، فمن تريد عليه؟
- عبدالرحمن عبدالله.
لم يكن غيره من التلاميذ في بالي لقدرته. التقيت به عند باب البحرين وصار بيننا كلام:
- أين صرت يا عبدالرحمن؟
- ليس بعد. قدمت أوراقي إلى شركة «بابكو» ولم أتلقَ منها رداً حتى الآن. لكنهم وعدوني خيراً.
- طيب.. ما رأيك لو نجعل صوتك يطير في الهواء؟
- الصوت؟ صوتي؟ ويطير؟ كيف؟
- هل ترغب في العمل في إذاعة البحرين؟
- إذاعة البحرين؟ لم نسمع بها، أستمعُ لإذاعات كثيرة ليس بينها إذاعة للبحرين؟! أية إذاعة؟ أين هي؟
- لا. لم تبدأ بعد. هي في طور التأسيس يا عبدالرحمن، حكومة البحرين ستؤسس إذاعة.
بدأنا نسجل على آلات تسجيل عادية وليس على الكنترول، أنا أسجل ساعة وعبدالرحمن يسجل ساعة أخرى، بعدها سجلنا تمثيلية قصيرة جداً، فلما انتهينا رحنا نستمع إلى أصواتنا، ما الذي حدث؟ خجلت من صوتي! أخذتها إلى جيمس «حمد» بلجريف، فقال: أوه زين واجد زين.
بدأنا العمل مع جيمس بلجريف مشرفاً علينا، وعبدالرحمن عبدالله وكريم حجاج في دائرة الإعلام في العلاقات العامة، الذي كان يعد بعض البرامج فنقدمها، إلى جانب برامج خفيفة نعدها نحن ونسجلها.
لم تكن لدينا مؤثرات صوتية في الإذاعة، كل ما لدينا أسطوانات، فعندما نريد أن نسجل صوت الريح، نأتي بمروحة «بانكة»،وخوص من سعف النخيل نضعه أمام المروحة فيعطينا صوت الريح.
عندما نريد صوت صدى، نضع سماعة قرب المروحة. وللحصول على صوت الماء نحضر طشتاً به ماء. أما صوت الخيل فقد كان مقدِّم البرنامج محمد حسن بوهاني يكفينا أمره. في الستينات برز عتيق سعيد، وانضم إلى أسرة الإذاعة فبدأنا نقدم التمثيليات.
كان لدينا أزمة أشرطة. نسجل مادة ممتازة على شريط ما، وفي اليوم التالي نمسح هذه المادة. لم نكن نملك أشرطة كافية.
في إذاعة نشرة الأخبار قصص وقضايا. ماذا يحدث إذا لم يعجب الخبر الناس؟ تراهم يحاكمون المذيع، ويقول له بعضهم: ما هذا الخبر الذي أذعته؟! عندما هزمنا في الحرب عام 1967م أصر بعضهم على أننا لم نُهزم، وكان في رأيهم أن من الواجب علينا أن نقول إننا لم نُهزم حتى لو انهزمنا، تسمع بعضهم يقول: أغلق الراديو! ما الذي يقوله هذا؟ إنه يخربط علينا! هو لا يدرك أن هذا الخبر صحيح.
كنا نقرأ هذه الأخبار ونتأثر كثيراً وأحياناً نبكي. وقد يحدث ذلك أيضاً في قراءة بعض المواد المحزنة. قرأت مرة قصيدة لعائشة التيمورية، ترثي فيها ابنتها التي توفيت في ليلة زفافها، كنت أقرأ النص داخل الأستوديو للتسجيل وما إن أصل منتصف القصيدة حتى أبكي، فلا أرى الكلمات واضحة. ومرة قرأت قصة قصيرة، في برنامج «قصة قصيرة»، فبكيت خلال القراءة
الإذاعة أيام الحرب العالمية الثانية
ويروي الباحث عبدالعزيز يوسف أحمد السيد في كتابه الرائع «مسيرة وطن» أنه في يوم 4 نوفمبر 1940 افتتح حاكم البحرين المرحوم الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة (1772 - 1942) محطة البحرين اللا سلكية، وأقيم الاحتفال في مبنى المحاكم، وألقى الحاكم الذي تفجرت آبار النفط في فترة حكمه الفعلية كلمة عبر أثير الإذاعة.
إذاعة الحرب
ومن قصص الراديو في الزمن البحريني القديم، أنه وفي فترة اشتعال أوار الحرب العالمية الثانية في عام 1939، فقد كانت بريطانيا تصدر بين حين وآخر توجيهات بعدم الاستماع لإذاعات الدول “المعادية” لها، ومن المعروف أن حكومة البحرين من بين جبهة الدول المؤيدة والمناصرة لبريطانيا في حربها العالمية الثانية.
الرسم السنوي
ويذكر الكاتب السيد أن البحرين قرّرت رسماً سنوياً على استعمال الراديو قدره روبيتان سنوياً! وألغي في عام 1945، أيّ بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وكان عدد من يمتلك جهاز راديو في تلك الفترة بالبحرين لا يتعدى 68 شخصاً.
الإذاعة الجديدة في العدلية
وفي عام 1955 افتتح حاكم البحرين المرحوم الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة «جد عاهل البحرين حمد بن عيسى آل خليفة» محطة إذاعة البحرين، وعين الحاكم الراحل إبراهيم علي كانو أول مدير للإذاعة، والذي كان يعمل مدرساً بدائرة المعارف «وزارة التربية والتعليم في الزمن القديم»، وفي 18 يناير 1982 افتتح أمير البحرين المرحوم الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة بافتتاح مبنى الإذاعة الجديد في مجمع وزارة الإعلام.
بقول الباحث الدكتور منصور سرحان في «ومضات مضيئة من تاريخ البحرين الثقافي في القرن العشرين»: إذاعة البحرين إحدى المرتكزات المهمة التي لعبت دوراً مؤثراً في توجهات الكتابة في البحرين وذلك نظراً لحاجة الإذاعة الملحّة إلى تقديم برامج متنوعة تأخذ في الاعتبار رغبات المجتمع ومستويات أفراده التعليمية والثقافية. وقد احتاجت الإذاعة إلى أقلام مختلفة تتناول مواضيع متعددة تبرز نشاط الإذاعة من جهة، وتساهم في تشجيع الواعدين والكتّاب في كتابة المقالات المتنوعة من جهة أخرى.
وقد مرَّت الإذاعة من حيث تأسيسها بمرحلتين هامتين:
المرحلة الأولى: في 4 نوفمبر 1940م: وشهدت البحرين كغيرها من دول العالم أحداث الحرب العالمية الثانية بين دول المحور وبقية الدول الغربية. وقد حاولت ألمانيا عبر إذاعتها العربية من برلين أن تثير مشاعر الناس تجاه الاستعمار البريطاني في منطقة الخليج العربي، وتصب جام غضبها على جريدة البحرين الموالية لبريطانيا.
وما كان من بريطانيا إلاَّ التفكير في عملية مضادة للدعاية الألمانية من خلال تأسيس إذاعة لها في منطقة الخليج العربي لتبصير المواطن الخليجي بأمور الحرب وتكذيب ما تبثه إذاعة برلين من معلومات تجاه الحكم البريطاني في المنطقة.
ويعتبر الرابع من نوفمبر سنة 1940م يوماً مشهوداً في تاريخ البحرين ومنطقة الخليج العربي حيث افتتحت في البحرين أول إذاعة في المنطقة. وبالرغم مما قيل عن توجهات هذه الإذاعة إلاَّ أنَّها تبقى التجربة الأولى في منطقة الخليج العربي في فترة حاسمة من تاريخ العالم حينذاك، وهي تجربة تثير الغبطة في النفوس. وقد عبَّر عن ذلك الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة حاكم البحرين آنذاك في خطابه الذي افتتح به الإذاعة قائلاً: «إنَّ تأسيس هذه الإذاعة الجديدة ينيلنا بهجة عظيمة، وذلك أننا نعتقد أنَّها ستكون مهمة لأبناء الخليج، ولأننا أيضاً نعتقد أنَّها ستقوم بأوسع من ذلك حيث إنها ستحسن علاقاتنا الطيبة مع جاراتنا الممالك العربية«.
وجاءت قصيدة الشاعر الأستاذ إبراهيم العريض التي ألقاها في حفل افتتاح الإذاعة بعنوان «راية العدل» منسجمة مع كلمة حاكم البحرين من حيث الشعور بالفرحة والفخر والاعتزاز بهذا الحدث الهام.
وثائق افتتاح أول إذاعة في البحرين 4 نوفمبر 1940
شهدت البحرين كغيرها من دول العالم أحداث الحرب العالمية الثانية بين دول المحور وبقية الدول الغربية «الحلفاء». وحاولت ألمانيا عبر إذاعتها العربية من برلين أن تثير مشاعر الناس تجاه الاستعمار البريطاني في منطقة الخليج العربي وتصب جام غضبها على «جريدة البحرين» التي أصدرها عبدالله الزايد لوقوفها إلى جانب المملكة المتحدة.
كانت منطقة الخليج آنذاك خاليةً من وجود إذاعات بها، الأمر الذي دعا بريطانيا إلى العمل على تأسيس إذاعة في البحرين لتبصير المواطن الخليجي بأمور الحرب من جانب وجهة نظر الحلفاء، ولتكذيب ما تبثه إذاعة برلين من معلومات تجاه الحكم البريطاني في المنطقة.
ويعد الرابع من نوفمبر سنة 1940 يوماً مشهوداً في تاريخ البحرين ومنطقة الخليج العربي حيث افتتحت في ذلك التاريخ إذاعة البحرين اللاسلكية. واستعداداً لافتتاح إذاعة البحرين، بعث مستشار حكومة البحرين آنذاك السيد بلجريف برسالة إلى حاكم البلاد صاحب السمو الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة مؤرخةً في 29 رمضان 1359هـ الموافق 31 أكتوبر 1940م، ومحدداً فيها تاريخ الافتتاح وعدد المدعوين جاء فيها:
«حضرة الأمجد الأفخم صاحب السمو الشيخ السر حمد بن عيسى آل خليفة المعظم
بعد السلام والاحترام اللائقين بمقامكم السامي
كما في شريف علم سموكم بأنه سيحتفل بافتتاح محطة الإذاعة اللاسلكية في قصر سموكم الملكي بالقضيبية يوم الاثنين 3 أو 4 شوال سنة 1359 الساعة الثامنة والدقيقة40 عربي الموافقة للساعة الثانية إفرنجي. فالمأمول أن الوقت مناسب لراحتكم. لقد عمل ترتيب لدعوة 400 شخص.
هذا ما لزم وختاماً تفضلوا بقبول فائق التحية والاحترام». كان خطاب صاحب السمو الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة حاكم البلاد حينذاك في احتفال افتتاح الإذاعة في غاية الأهمية لما تضمنه من رؤية واضحة حول مجريات الحرب العالمية الثانية، وكذلك أهمية افتتاح الإذاعة التي قال عنها المحطة الإذاعية الأولى في الخليج.
بدأ خطابه حول افتتاح محطة إذاعة البحرين اللاسلكية بقوله: «نحن حمد بن عيسى آل خليفة نتكلم من مدينتنا المنامة عاصمة جزر البحرين مذيعين للعالم الافتتاح الرسمي لمحطة الإذاعة الأولى في الخليج. نغتنم هذه الفرصة فنرسل تحياتنا إلى كافة أصدقائنا الكثيرين في كافة أنحاء العالم والى إخواننا المسلمين الذين يستمعون إلى هذه الإذاعة
إن تأسيس هذه الإذاعة الجديدة ينيلنا بهجة عظيمة ذلك لأننا نعتقد أنها ستكون مهمة لأبناء الخليج ولأننا أيضاً نعتقد أنها ستقوم بأوسع من ذلك حيث إنها ستحسن علاقاتنا الطيبة مع جاراتنا الممالك العربية».
وتناول خطابه الأحداث المؤسفة وما تتعرض له دول أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية قائلاً: «إنني آسف أن أقول إن قسماً كبيراً من العالم اليوم مشغول بتطاحن طويل مر دام، ففي كثير من أقطار أوروبا تلغي المعاهدات بدون أسباب مبررة قطعاً وتزهق نفوس الناس وتباد الممالك، إن الديمقراطية التي تمثلها الإمبراطورية البريطانية تقاتل ضد الدكتاتورية التي تمثلها ألمانيا وإيطاليا»، وتناول خطابه هجوم طائرات إيطالية على البحرين: «كما إن المستمعين إلينا يعلمون إننا قاسينا جميعاً في جزيرتنا الصغيرة هذه - منذ عدة أيام مضت - هجوماً من قبل طيارات إيطالية من قاذفات القنابل وكان ذلك خلال شهر رمضان المبارك فإن هذا الهجوم قد اتبع من الإذاعة الألمانية والإيطالية الرسمية بادعاء غير حقيقي البتة. وسوف لا نسمح لمثل هذا الهجوم أو لمثل هذه الإذاعة الكاذبة أن تغيّر من إخلاصنا الذي أذعناه على العالم أجمع».
وختم خطابه بالقول: «الجو اليوم مملوء بدعايات متناقضة وهذه الدعايات ذات نوعين فهناك نوع من الدعايات أساسه الأكاذيب المختلفة التي قصد بها الإقناع والتضليل وهناك نوع آخر من الدعاية يرتكز على الحقيقة والصدق. ونحن نرغب أن نقول لمستمعينا هذه الليلة وللعالم أجمع أن جميع الإذاعات التي سنذيعها من البحرين ستكون من النوع الأخير ذلك يعني أنها قائمة على الحقيقة كل الحقيقة والحقيقة ليس إلا» والشعوب.
فمنذ إنشائها عام 1955 تحرص إذاعة البحرين على التفاعل مع المتغيرات الحياتية وتقديم الخدمات الإعلامية المواكبة لروح العصر والتطور التكنولوجي يساهم في متابعة التحولات الواسعة التي مر بها المجتمع البحريني سياسياً واقتصادياً واجتماعياً فضلاً عن التطور الديمقراطي والاتجاه نحو مزيد من التعددية والتنوع وإفساح المجال أمام حرية الرأي والتعبير وإيلاء الثقافة الوطنية جل الاهتمام والرعاية باعتبار تاريخ الوطن مسألة حيوية لتأصيل مشروع التحديث الشامل.
وتعتبر إذاعة البحرين من أقدم إذاعات دول الخليج العربية إذ بدأت بثها عام 1941 إبان الحرب العالمية الثانية وقد استمرت في بث برامجها حتى نهاية الحرب في عام 1945.
وفى 21 يوليو 1955 بدأ بث إذاعة البحرين بقوة بث كيلووات واحد فقط وفترة بث لا تزيد على الساعتين في اليوم وفى الستينات والسبعينات ازدادت ساعات البث تدريجياً وتنوعت برامج الإذاعة ووصلت مدة الإرسال إلى 18 ساعة متواصلة يومياً
اكتشاف الأصوات الواعدة
وكان إبراهيم كانو هو المشرف على سير العمل في الإذاعة بتكليف أميري وهو المكتشف للأصوات الإذاعية الواعدة وهو نفسه من يحرر نشرة الأخبار ويستقي مصادرها من المحطات الإذاعية الأخرى ويسجل بصوته النصوص الشعرية وقصائد المدح النبوي الخالدة التي يعاد بثها إلى يومنا هذا. يرافقه في مسيرته هذه أسماء أرادت لنفسها موقع الريادة في الذاكرة الوطنية بعملها المخلص وصوتها المميز منها على سبيل المثال لا الحصر عتيق سعيد الذي اشتهر بالتأليف الدرامي والإعداد البرامجي واحتضان الأطفال عبر برنامجه الشهير «ركن الأشبال» وهو البرنامج ذاته الذي خرجت منه بدرية عبداللطيف رئيسة الإذاعة حالياً
كانو الأذن الملتقطة للأصوات
من الجدير بالذكر أن الراحل إبراهيم كانو يملك أذناً إذاعية إن جاز التعبير، فهو ومنذ بداية إدارته لإذاعة البحرين، قام بالتقاط الأصوات التي تصلح لأن تكون حاملة لمشاعر المذيع الإنسان، فهو عمل على توظيف الطاقات التي كان فيها الإمكانية الواسعة لتقديم صوت متميز، من هنا قام بنفسه باختيار هذه الأصوات التي أثبتت جدارتها في الوقوف خلف الميكرفون، ومن هذه الأسماء الأصدقاء القريبون منه، مثل أحمد يتيم وعلي تقي وعبدالرحمن عبدالله وحسن كمال، ومحمد صقور وأصوات أخرى اشتركت في تقديم البرامج الإذاعية المهمة مثل عتيق سعيد ومجموعة الشباب الذين تخرجوا من برامج الإذاعة مثل سعيد الحمد وبروي زينا وعائشة عبداللطيف وبدرية عبداللطيف، والذين أصبحت أصواتهم تمثل الروح البحرينية، كما لا ننسى أن إذاعة البحرين، قامت بتقديم عشرات التمثيليات الإذاعية والبرامج التلفزيونية التي عمل على إعدادها العديد من الأدباء مثل قاسم حداد والشيخ عيسى بن راشد آل خليفة وعلي عبدالله خليفة وراشد نحم وخليفة العريفي وعيسى الحمر وغيرهم من الأدباء والفنانين، وأرى أن كل الأدباء والفنانين مروا على إذاعة البحرين سواء من خلال اللقاءات الإذاعية معهم، أو من خلال اشتراكهم في كتابة البرامج.