نظراً لأن العسكرية مؤسسة تسودها قيم المسؤولية والمثل العليا إضافة إلى أنها معهد إعداد وثقل الرجال فقد حظيت باهتمام جلالة الملك، القائد الأعلى، منذ أن التحق جلالته في 14 سبتمبر 1967 بدورة في كلية «مونز» الحربية للضباط في مدينة «درشوت همبشارير» وتخرج فيها يوم 16 فبراير 1968.

وعلى إثر عودته إلى البحرين قام بوضع خطة لإنشاء قوة دفاع البحرين في عهد الأمير الراحل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة في عام 1968، وظل جلالة الملك، القائد الأعلى، متبوئاً منصب القائد العام لقوة دفاع البحرين منذ بداية تأسيسها وحتى توليه مقاليد الحكم عام 1999 «ذلك جزء من تاريخ قوة دفاع البحرين الذي أورده كتاب «ملك وخمس سنوات من الإنجازات»، فقد تأسست هذه المؤسسة الأمنية العريقة بناء على فكر عسكري يرى أهمية تعزيز الأمن الدفاعي الخارجي، وأن الأمن الخارجي كما الأمن الداخلي لابد من تنظيمه في كيان ذو طابع عسكري قوي يقوم عليه رجال أشاوس بواسل، فتأسيس قوة دفاع البحرين من الدلائل المعبرة عما تملكه هذه المؤسسة من رؤى وطنية، تأتي ليس لأجل دعم التلاحم الوطني بين القيادة والشعب فحسب، بل أيضاً دعم تلاحم مملكة البحرين مع أشقائها من دول الخليج العربي والوطن العربي ككل وتعزيز التكامل الأمني الدفاعي المشترك.

هذا الأسبوع يحتفي شعب مملكة البحرين بالذكرى التاسعة والأربعين لتأسيس درع الوطن الدفاعي «قوة دفاع البحرين»، هذه المؤسسة العريقة التي تعتبر «قلعة البحرين الأمنية» فالقلعة تعني الحصن الذي يشيد في أي مكان بالعالم، ويصعب الوصول إليه، والقلعة عند العرب تاريخياً لها قيمة عظمى كبيرة وتعتبر مكاناً خطيراً وحساساً وموطن الأمن والأمان عند الشعوب فهي من تؤدي دور بيت الوطن للناس والحصن ومستودع الأسلحة وبيت المال ومركز الحكومة والنظام في الدولة وهي تبنى بغرض الحماية من الأعداء.

إن قوة دفاع البحرين كمؤسسة عسكرية عريقة هي قلعة البحرينيين وموطن أمانهم ووجودها يشكل حصناً منيعاً يمنع عنهم زعزعة أمنهم واستقرارهم ويذود عنهم المخاطر الخارجية، بل هي قلعة الخليج والعرب حيث تعتبر إحدى قلاع العرب الأمنية على مستوى المنطقة حيث إن استقرار مملكة البحرين وقوة أمنها الخارجي يعني ضمان أمنهم الخارجي واستقرارهم لاسيما منطقة الخليج العربي.

إن التطوير المستمر لإمكانياتها العسكرية وتسليحها بأحدث المعدات والأجهزة يرمز إلى أن الفكر العسكري الذي يديرها ليس بمنأى عن تطورات الأوضاع الإقليمية من حولنا، بل إنه يواكب دائماً وباستمرار المنعطفات الأمنية الحساسة الجارية بيننا، بمزيد من الحصانة الأمنية والوقاية الدفاعية اللازمة، والتعزيز المستمر لتطوير كينونتها العسكرية وعلومها الحربية.

هذه القوة العسكرية أثبتت جدارتها ومازالت ولعل آخر إسهاماتها الواضحة على المستوى العربي «عاصفة الحزم» وقد بينت الشواهد الكثيرة مدى تمسكها بشرعية اليمن وعروبته مما يعني أنها جهاز أمني دفاعي يهتم بمصير الأمة العربية والإسلامية، وما التضحيات النفيسة التي قدمها شهداءها الأبرار إلا خدمة للدين والعروبة والوطن، فتحية لعائلات شهداء قوة دفاع البحرين، ولهم كل الفخر والاعتزاز، فأبناءهم مدارس وطنية يفخر بها شعب مملكة البحرين، وتحية لجنودها المرابطون في اليمن، الذين يقدمون اروع التضحيات والجهود المباركة ونسأل الله لهم السلم والسلامة والعودة المحمودة.

كما لا نغفل أن هذه المؤسسة العريقة لها خطوات كبيرة في مكافحة الإرهاب وصميم عملها يقوم على فتح أبواب التعاون المشترك في العمليات الدولية لمكافحة الإرهاب ولعل المستقبل القريب القادم يكشف لنا خطوات وإنجازات جديدة في هذا المجال الذي تهتم به هذه المؤسسة دائماً.

إن الزيارات المستمرة التي تقوم بها القيادة الرشيدة إلى هذه المؤسسة العسكرية تحمل رسائل وطنية مضمونها يقوم على أنها محط اهتمام ومتابعة دائمة كونها واجهه البحرين الدفاعية وكونها خير سفير عن الإمكانيات العسكرية التي تمتلكها مملكة البحرين، حفظ الله قلعة البحرين الدفاعية وبارك في جهود القائمين عليها، وكل عام وقوة دفاع البحرين بألف خير ونماء وتقدم ورفعة.