شهد المتابع للشارع البحريني والمتجول في دروبه وطرقاته عرسا رياضيا كبيرا يوم أمس لم تغب عنه وسائل الإعلام البحرينية ، سيما منها شاشات التلفزيون الوطني ، التي كانت في مقدمة المشهد ، وذلك احتفالاً بالنسخة الأولى من يوم البحرين الرياضي الذي أقيم بمشاركة رسمية وشعبية كبيرة ، وتنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر.

وقد نجحت بامتياز شاشات التلفزيون الوطني في نقل مفردات هذا الحدث الرياضي الكبير بدقة ودأب امتد طوال ساعات البث يوم أمس وحتى اللحظة سواء من داخل أروقة الأجهزة الحكومية المختلفة أو عبر القاعات الرياضية المفتوحة التي خُصصت لممارسة جملة من الأنشطة الرياضية المحببة للنفوس أو من خلال المتنزهات والساحات العامة التي استقبلت المشاركين من كل الأعمار والشرائح.

كان وراء هذا النجاح جهود الجميع هنا داخل وزارة شؤون الإعلام ، حيث تضافرت جهود العاملين بها من أجل تحقيق هذا الامتياز الذي لفت أنظار المهتمين والمتابعين منذ أن تم الإعلان عن الاحتفال بهذا الحدث المهم وحتى الساعات الأولى من الصباح ، حيث توافق مواطنون ومقيمون التقاهم مندوبو ومراسلو وكالة أنباء البحرين والتلفزيون على أن هذا العرس الرياضي المتفرد يعكس بالتأكيد حاضر البحرين وغدها المشرق.



لقد جاءت توجيهات سعادة وزير شؤون الإعلام السيد علي بن محمد الرميحي بتوفير كل الموارد لتغطية وبث فعاليات اليوم الرياضي، حيث تم تشكيل وتأسيس لجان متخصصة من الكوادر الوطنية المؤهلة، وتكريس كل الإمكانات من غرف تحكم واستديوهات ، فضلا عن الفنيين والمهندسين وطواقم التصوير وفرق الإعداد والمتابعين، وذلك لإخراج هذا الحدث المهم بصورة مميزة.

وشملت الخطط الإعلامية المعدة جملة من الفقرات والتغطيات الخارجية، المباشرة والتسجيلية، وشارك فيها نخب من نجوم الشاشة ومن الرياضيين، حيث استطاع التلفزيون الوطني وبكل احترافية نقل وتغطية هذا الاحتفال الرياضي الذي يعد الأول من نوعه في المملكة، وذلك باستخدام أحدث الأجهزة والتقنيات المطورة، كما تم تقديم مادة إعلامية حظيت بكثافة مشاهدة كبيرة جعلت كثيرين لا يحولون أنظارهم عن شاشة التلفزيون الوطني، حسب بعض الآراء المستطلعة.

أبعاد كثيرة للتغطية التلفزيونية لهذا اليوم بينها: هذا الاستوديو الاحترافي الذي نقل مشاهد تحول شوارع البحرين إلى ملاعب رياضية شارك فيها الجميع من كل الأعمار والمستويات، وزراء ومسؤولون وموظفون ومواطنون عاديون ومقيمون، وعملت أجهزة الوزارة المختلفة بدأب على توفير مندوبيها ومراسليها، فضلا عن إمكاناتها، في معظم هذه الاحتفالات الرياضية لتنقلها للمشاهدين بطرق جديدة ومبتكرة وبإشراف من فريق عمل برنامج "الملعب" التابع لإدارة مركز الأخبار في الوزارة.

خلال ساعات البث الطويلة التي امتدت إلى الساعات الأولى من الصباح، تم تقديم مادة إعلامية متكاملة، شهدت تنوعاً كبيراً بتنوع الخبرات المنفذة لها، وبهدف واضح تكاتف الجميع من أجل تحقيقه، وهو وضع المشاهد البحريني وغير البحريني على السواء في قلب هذا الحدث الرياضي الأكبر في المملكة.

لقد كرست الوزارة جل طاقتها وإمكاناتها، ومن ذلك أنها وفرت للحدث ثلاث عربات للنقل التلفزيوني الخارجي تواجدت في مختلف مواقع الفعاليات، عمل بها نحو 40 مختصاً في كادر التصوير، و10 محررين للأفلام والصور(المونتاج)، يرافقهم 12 مهندسا لضبط جودة الصورة والنقل المباشر والحي والمسجل، وقدمها 11 مراسلا إخباريا اضافة الى 5 مذيعين استوديو البث المباشر، وغيرهم من الجنود المجهولين الذين بذلوا ما استطاعوا من عرق وجهد من وراء الكواليس.

تحية واجبة يتعين تقديمها لكل من وقف وراء هذا النجاح، ليس فقط لتميزهم في التغطية، وجهودهم المخلصة والدؤوبة التي استمرت طوال أكثر من 24 ساعة كاملة، وتمكنهم من استقطاب أعين المشاهدين من وراء الكاميرات، وإنما لهذا التوافق والتجانس الذي ساد في أوساط هذا الكادر الإعلامي المميز تحديدا، حيث عملوا جميعا كخلية نحل واحدة دائمة الحركة ومستمرة النشاط ، كلٌ في مجاله وتخصصه لتحقيق هدف واحد واضح اتفقوا عليه جميعا، وهو إبراز يوم البحرين الرياضي بأبهى صورة ممكنة.

لقد كان المشهد التلفزيوني منذ يوم أمس وربما حتى اللحظة برهانا على ما يمكن أن يقدمه هؤلاء الشباب الأفذاذ للوطن، حيث عمل كل واحد منهم من أجل الجميع، وأكمل كل منهم ما بدأه الآخر، بل وتفاعل الجميع في نسق ساده التناغم مع بعضهم البعض إيمانا منهم بأهمية الحدث والرسالة التي يرفعها للاحتفال بالرياضة وأهمية ممارسة أنشطتها.

إن مشاركة فرق العمل التلفزيونية في إخراج هذا الحدث بهذه الصورة المرضية لشيء يدعو للفخر والاعتزاز، سيما مع ما شهده من جماهيرية، حيث انخراط أكثر من 50 جهة مختلفة في فعالياته وأعداد تربو على الألاف من المشاركين والممارسين، وهو أمر يمثل في الحقيقة فخرا وذخرا للوطن من جهة وعمادا لنهضته في المستقبل من جهة أخرى.