أكد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في الرياض أن السعودية "عماد للاستقرار في المنطقة"، مضيفاً أن "السعودية دولة الاستقرار وهي نموذج للسعي للتغير والنمو"، مشيراً إلى أن "الإسلاموفوبيا تغذي الإرهاب". فيما أكد وزير الخارجية السعودي أن "علاقة السعودية بالولايات المتحدة متميزة وتجاوزت العديد من التحديات، ونتفق مع الولايات المتحدة في ملفات عدة أبرزها وقف التدخلات الإيرانية وقضايا سوريا واليمن وليبيا"، مواصلا الإشارة إلى العلاقات الطيبة مع الإدارة الجديدة للرئيس دونالد ترامب.

وفي وقت سابق، اجرى غوتيريس محادثات مع خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد السعودي وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان.

وشدد غوتيريس خلال المؤتمر الصحافي على أن "التعاون بين الأمم المتحدة والسعودية أساسي في مكافحة الإرهاب"، موضحاً أن "الأمم المتحدة تعمل على مساعدة الدول الأعضاء في محاربة الإرهاب، وغياب الحلول السياسية في أزمات كثيرة يسهم في تغذية الإرهاب". واعتبر غوتيريس ان "الاسلاموفوبيا" في أجزاء من العالم تغذي الإرهاب.



وقال "أحد الأمور التي تغذي الإرهاب هو التعبير في بعض أجزاء من العالم عن مشاعر الإسلاموفوبيا والسياسات المعادية للإسلام وخطابات الكراهية الموجهة للإسلام". وأضاف "هذا أفضل دعم يمكن أن يستغله تنظيم الدولة "داعش" في دعايته".

وشدد غوتيريس على أنه "يجب محاربة الخطاب التحريضي الذي يربط الإرهاب بالإسلام".

كما أعرب عن أمله "في نجاح رؤية 2030 وأجندة التغيير في السعودية". واعتبر أنه "لا يمكن هزيمة الإرهاب في سوريا بلا حل سياسي شامل للأزمة". كما شكر غوتيريس السعودية "على مساعدتها السوريين" في تشكيل وفد المعارضة السورية إلى مؤتمر "جنيف 4".

ورأى غوتيريس أن "المصالحة الشاملة في العراق ممكنة شرط تعاون الأطراف كافة على أساس التعايش والاحترام المتبادل".

من جهته قال الجبير "بحثنا مع الأمين العام ملفات سوريا وليبيا ومكافحة الإرهاب".

ورداً على سؤال أحد الصحافيين عن علاقة السعودية بالإدارة الأمريكية الجديدة قال الجبير "علاقة السعودية بالولايات المتحدة متميزة وتجاوزت العديد من التحديات. نتفق مع الولايات المتحدة في ملفات عدة أبرزها وقف التدخلات الإيرانية".

في سياق متصل، توقّع الجبير أن "تعيد إدارة ترامب النظر في قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب - جاستا"، معتبراً أن هذا القانون "شأن أمريكي داخلي وتبعاته ستطال الولايات المتحدة". وتابع الجبير: "علاقتنا المتينة مع واشنطن ساهمت بمواجهة تحديات جمة".

وفي الموضوع السوري، أوضح الجبير أن السعودية تدعم باستمرار "المعارضة السورية المعتدلة عسكرياً عبر التحالف الدولي"، مشدداً على أن للمعارضة السورية المعتدلة دوراً هاماً في الحرب على داعش والقاعدة. وتوقع أن "تؤدي مفاوضات جنيف لمرحلة انتقالية في سوريا".

وقال الجبير إنه يتوقع استمرار الدعم لقوات المعارضة في سوريا على الرغم من سقوط حلب في يد القوات السورية في ديسمبر الماضي ولكنه أشار إلى أن أي قرار سيتُخذ في إطار التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وأضاف أنه يرى أن للمعارضة المعتدلة دوراً مهماً تقوم به. وقال إنه يعتقد أن المعارضة بحاجة لأن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها بالإضافة إلى محاربة تنظيم الدولة "داعش" والقاعدة.

أما في الموضوع اليمني، فذكّر الجبير بأنه "تم إبرام أكثر من 70 اتفاقاً مع الحوثي وصالح ولم ينفذوا أياً منها، وميليشيات الحوثي كانت على وشك إسقاط الحكومة، والشرعية اليمنية طلبت مساعدة التحالف العربي وفقاً لقواعد الأمم المتحدة، وتدخلنا لإنقاذ الشرعية"، مذكّراً بأنها "جندت الأطفال وارتكبت جرائم حرب".

واعتبر الجبير أن "كل جهود المبعوث الأممي في اليمن فشلت بسبب الحوثي وصالح"، مشدداً على أن "هناك حاجة ماسة لإنهاء معاناة الشعب اليمني في أسرع وقت ممكن".

وأوضح أن التحالف العربي يعمل "على خطة لإعادة بناء اليمن"، موضحاً أن "دول مجلس التعاون خصصت مبالغ كبيرة لإعادة إعمار اليمن". وأضاف "رؤيتنا لليمن إيجابية ورؤية الانقلابيين سلبية، نحن نسعى لحل للأزمة اليمنية عبر المفاوضات". ورداً على سؤال أكد الجبير أن التحالف لم يلحظ "أي تراجع في دعم العمليات العسكرية في اليمن".

وعن هذا الموضوع، قال الأمين العام للأمم المتحدة "حل الأزمة في اليمن يجب أن يستند إلى القرارات الدولية. ندعو جميع الأطراف في اليمن إلى عدم استغلال المساعدات".

وأوضح غوتيريس أن "جولته في المنطقة تهدف لمساعدة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد في مهمته في اليمن"، مشدداً على أن "ولد الشيخ أحمد يقوم بعمل مهني وحيادي في اليمن ويحظى بدعمي الكامل". وجاء ذلك بعد أيام من طلب المتمردين من غوتيريس عدم التجديد لولد الشيخ أحمد بسبب ما وصفته بأنه انحياز ضد الحركة المتحالفة مع إيران.

ووصل غوتيريس إلى السعودية آتياً من تركيا وسيتوجه إلى دبي اليوم للمشاركة في القمة العالمية للحكومات في إطار جولته في المنطقة.