عواصم - (وكالات): أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم أن مقاتلي المعارضة السوريين المدعومين من الجيش التركي باتوا يسيطرون على مناطق "واسعة" من مدينة الباب السورية، فيما يلف الغموض جولة المفاوضات الجديدة المرتقبة اليوم بشأن سوريا في أستانة، في ظل تأكيد المعارضة السورية عدم تلقيها دعوة وتحذيرها من انهيار قريب للهدنة، وفي ظل بروز خلاف تركي روسي حول جدول الأعمال والأولويات. وقال يلديريم في كلمة بثها التلفزيون "بعد كل هذه المعارك أصبحت مناطق واسعة من الباب تحت السيطرة".

وتدخلت القوات التركية في سوريا في أغسطس الماضي حيث تشن عملية واسعة تمكنت من خلالها من طرد المتطرفين والمقاتلين الأكراد من العديد من المناطق الحدودية، وصولاً إلى مدينة الباب في معارك تخوضها مع فصائل معارضة.

وقال رئيس الوزراء التركي إن هدف أنقرة هو "منع المنظمات الإرهابية من فتح ممرات" تسمح لها بالوصول إلى تركيا. وأضاف أن "جهودنا منذ البداية لم تذهب سدى وحققت أهدافها". ومع تقدم الجيش السوري في الجنوب، باتت مدينة الباب مطوقة بالكامل.



وذكرت صحيفة "حرييت" التركية أن مقاتلي المعارضة السوريين المدعومين من أنقرة أنشأوا مع قوات النظام السوري ممراً أمنياً لتجنب المواجهات بين الجانبين في معركة استعادة مدينة الباب من تنظيم الدولة "داعش".

وشبهت "حرييت" الشريط بمنطقة "الخط الأخضر" المنزوعة السلاح بين القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين في جزيرة قبرص. وتم إنشاء الممر في جنوب بلدة الباب ويتراوح عرضه بين 500 و1000 متر، بحسب الصحيفة، التي أضافت أن اتصالات متفرقة تمت بين الفريقين المتحاربين.

وهي المرة الأولى التي تتحدث فيها وسائل إعلام تركية عن آلية من هذا النوع بين المعارضة المدعومة من تركيا وقوات النظام السوري. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرح أن القوات المدعومة من تركيا دخلت وسط الباب، وأن السيطرة عليها باتت وشيكة. وذكرت "حرييت" أن مقاتلي المعارضة يسيطرون على 40 % من المدينة.

وكانت القوات الحكومية السورية طردت في الأيام الأخيرة تنظيم الدولة من تادف الضاحية الجنوبية لمدينة الباب. وأكدت وزارة الدفاع الروسية حينذاك أن قوات النظام بسيطرتها على المنطقة بمساعدة الطيران الروسي "وصلت إلى الخط الفاصل مع الجيش السوري الحر الذي حدده الأتراك".

من جهة أخرى، أعلنت كازاخستان أن الجولة الجديدة من محادثات السلام في سوريا التي تعقد برعاية روسيا وتركيا وإيران ستجري خلف أبواب مغلقة.

وستبدأ المحادثات اليوم في عاصمة كازاخستان استكمالاً لجولة أولى عقدت الشهر الماضي هدفت بشكل رئيسي الى تثبيت وقف إطلاق النار الساري في سوريا منذ 30 ديسمبر بموجب اتفاق بين موسكو وأنقرة.

ويعتبر الاجتماع الذي كانت وراءه موسكو، مقدمة للمفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة المقرر أن تبدأ في جنيف في 23 فبراير.

وتستضيف جنيف في 23 فبراير مفاوضات سلام برعاية الأمم المتحدة، بهدف استكمال بحث تفاصيل عملية الانتقال السياسي والملفات الخلافية وعلى رأسها مصير الرئيس بشار الأسد.

وتهدف محادثات أستانة بالدرجة الأولى الى تثبيت وقف اطلاق النار الصامد على الجبهات الرئيسة في سوريا منذ شهر ونصف شهر. وقد حض الأردن ولبنان المجتمع الدولي على العمل في اجتماع أستانة خلال اليومين المقبلين على تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا "تمهيداً لإيجاد حل سياسي ضمن مسار جنيف"، وفقاً لبيان صادر عن الديوان الملكي الأردني.

وبحسب البيان أكد الملك عبد الله الثاني والرئيس اللبناني ميشال عون خلال مباحثاتهما في عمان "ضرورة البناء على الجهود الدولية الأخيرة ضمن اجتماعات استانة لتثبيت وقف إطلاق النار في سوريا، تمهيداً لإيجاد حل سياسي ضمن مسار جنيف".

وبحث عون والملك عبد الله في "تطورات الأوضاع الإقليمية، خصوصاً الأزمة السورية وتداعياتها على البلدين".

وفي تطور آخر، قالت فرنسا إن مجلس الأمن الدولي ينبغي أن يرد على استخدام أسلحة كيماوية في سوريا بإصدار قرار يعاقب المسؤولين عن الهجمات المتكررة.

من جهة ثانية، قتل نحو 70 مقاتلاً خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في اقتتال داخلي بين فصيلين متطرفين كانا متحالفين في وقت سابق شمال غرب ووسط سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ووثق المرصد مقتل "69 مقاتلاً في قصف واشتباكات وتفجيرات وإعدامات بين فصيل جند الأقصى وهيئة تحرير الشام" التي تضم كلاً من جبهة فتح الشام "جبهة النصرة سابقاً" وحركة نور الدين زنكي، الفصيل الإسلامي شمال سوريا.