عقدت هيئة البحرين للثقافة والآثار ومجلس التنمية الاقتصادية مؤتمراً صحافياً ظهر اليوم الأربعاء الموافق 15 فبراير 2017 بمتحف موقع قلعة البحرين، وذلك لإطلاق مهرجان ربيع الثقافة في نسخته الثانية عشرة، والذي يمتد لشهرين من فبراير إلى أبريل 2017 بدعم ورعاية من مؤسسات القطاع الخاص، ومساهمة عدد من سفارات الدول لدى مملكة البحرين.

ويأتي مهرجان ربيع الثقافة الثاني عشر ضمن موسم احتفاء هيئة البحرين للثقافة والآثار بتراث مملكة البحرين الأثري تحت شعار "آثارنا إن حكت" لعام2017 ، كما ينطلق المهرجان بالتزامن مع يوم السياحة العربي، الذي تم اعتماده حين كانت المنامة عاصمةً للسياحة العربية عام 2013، والذي يصادف ذكرى مولد الرحالة العربي ابن بطوطة.

يقام المهرجان بتنظيم من هيئة البحرين للثّقافة والآثار ومجلس التّنمية الاقتصاديّة، وبالتعاون مع مركز الشّيخ إبراهيم بن محمّد آل خليفة للثّقافة والبحوث، ومعرض البارح للفنون التّشكيليّة، ومساحة الرّواق للفنون ومركز لافونتين.



كما ويحظى المهرجان هذا العام برعاية ذهبية من كل من بنك البحرين الوطني، وشركة هواوي، ومجموعة "جي إف إتش" المالية، إلى جانب الرعاية الفضية المقدمة من شركة مطار البحرين، شركة ألمنيوم البحرين "ألبا"،و بنك البحرين والكويت، وشركة "دي إتش إل"، والسوق الحرة البحرين، والدعم المقدم من قبل معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية، وشركة أنفستيت، والهيئة الوطنية للنفط والغاز وشركة البحرين للتجارة والملاحة الدولية بالإضافة إلى الدور المهم للجهات الدبلوماسية كالسفارة الإيطالية، والسفارة اليابانية، والسفارة الأمريكية، والسفارة المكسيكية في إنجاح مختلف فعاليات المهرجان.

وبهذه المناسبة، صرّحت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار "لدينا الكثير لنقدمه، مما لا يسعنا اختصاره في موسمٍ واحد، لذا يتجدد لقاؤنا بجمهور الثقافة من خلال هذا المهرجان، الذي يقدم باقة متنوعة من أهم العروض والفعاليات العالمية والمحلية، ويستحضر أبرز الأسماء والشخصيات الثقافية، وفي هذا اليوم نحتفي بمرور 12 عامًا من العطاء، ولازالت ثقتنا تكبر بقدرة الثقافة وتبعاتها الإيجابية، ولأننا ندرك تمامًا ما يمكن أن يصنعه الفرح في مجتمعاتنا كي تحكي آثارنا قصص نجاح وتاريخ نفخر أن يكون هويتنا الحقيقية التي تروّج بأبهى صورة لعراقة حضارة البحرين" وأضافت معاليها "نتوجّه بالشكر لمجلس التّنمية الاقتصاديّة كشريك يؤمن بأهميّة الحراك الثقافي ودوره في النهوض بالمجتمعات واقتصادها"، كما شكرت "كل الجهات الخاصة والسفارات التي تؤكّد، عبر مشاركتها الفاعلة في مهرجان ربيع الثقافة، حرصها على حضورها النوعي في الحراك الثقافي البحريني".

من جانبه صرح السيد خالد الرميحي الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية قائلاً: "جسد مهرجان ربيع الثقافة مسيرة ناجحة وتجربة مميزة لجهود استثمار القطاع الخاص في الثقافة وتنميتها لتبرز انفتاح البحرين على ثقافات العالم منذ بواكير التاريخ، ويصب ذلك في اتجاه دعمنا لقطاع السياحة الذي يعتبر أحد أبرز القطاعات ذات الميزة التنافسية في خطة مجلس التنمية الاقتصادية التي حققت نمواً جيداً وتتميز بإمكانات كبيرة للتطور وخلقت العديد من الوظائف في السوق المحلي."وأضاف الرميحي: "تأتي استمرارية هذا المهرجان في تحقيقه النجاح والازدهار إلى ما يلقاه من دعم ورعاية كريمة من القطاع الخاص وإلى تعزيز الشراكة بين الجهات الرسمية والأهلية التي حرصت على أن تكون أرض البحرين منصة حضارية تحفل بأبرز الوجوه في عالم الفكر والثقافة والفن والمواهب البحرينية التي أثبتت جدارتها على كافة الأصعدة."

وما بين الآثار والثقافة والفن يتوقف الربيع عند محطات استثنائية يستقبل فيها الجمهور من خلال أمسياتٍ ساحرة، بدءًا بالعرض المسرحي المميز لقصة الحب التي جمعت الثنائي الأشهر في "أوبرا عنتر وعبلة" وذلك يوم السبت 25 فبراير بمسرح البحرين الوطني، الذي يحتضن بهوه أجمل إبداعات الفنون البصرية المشاركة في معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية الـ43.. ويمكن للجمهور الحصول على تذاكر الحفل عبر زيارة محلات فيرجين ميغا ستور أو من على الموقع الإلكتروني للمحلات.

ويحل عدد من أهم الأسماء في عالم الغناء والموسيقى العربية والعالمية ضيوفًا على مهرجان ربيع الثقافة 12، من أبرزهم ثلاثي السوبرانو "ميوسيكا سوتول لو ستيل"الذين يقدمون حفلاً بعنوان موسيقى تحت النجوم بمركز لافونتين للفن المعاصر وذلك يوم الخميس 9 مارس، وحفلة "تشيلسي قرين وفرقة المشروع الأخضر" التي تقام يوم الجمعة 17 مارس بالصالة الثقافية، بالإضافة إلى حفل عازف الجيتار المكسيكي الشهير باكو رينتيريا الذي يقام يوم الخميس 6 أبريل بالصالة الثقافية، وحفل مغنية البلوز الإنجليزية دانا جيليسبي يوم الجمعة 31 مارس بمركز لافونتين للفن المعاصر، وحفل الفرقة الإنجليزية "يو بي فورتي" الذي يقام يوم الجمعة 31 مارس بخليج البحرين التي تضم كلاً من علي كامبل وآسترو وميكي فيرتو.

"ومن نجوم الغناء في العالم العربي يشارك كلٌ من: أمير الغناء العربي الفنان ماجد المهندس والفنان وليد الشامي بحفل فني يوم الجمعة 10 مارس بخليج البحرين، إضافة إلى حفل الفنان الفلسطيني عمر كمال يوم الجمعة 17 مارس، وحفل الفنان السوري بشار زرقان يوم الاثنين 20 مارس، وحفل الفرقتين "محمد زويّد ومجاز"يوم السبت 18 مارس بخليج البحرين، بالإضافة إلى عرض فني مميز من خلال الأداء الصوتي يقدّمه في تجربة استثنائية عمّال محجر البحرين الوطني.

وللعائلة النصيب الأكبر في برنامج مهرجان ربيع الثقافة 12 حيث يمكن للجميع الاستمتاع بعروضٍ عالمية تقدمها فرق احترافية مباشرةً في عددٍ من مناطق البحرين، وتبدأ بعرض "فرقة الغروف أونكلز الإيقاعية" والتي تتميز بعزفها الإيقاعي دون استخدام آلات موسيقية، وعرض "تاب فاكتوري" المذهل، والذي تمزج الفرقة العالمية من خلاله بين الحركات البهلوانية والراقصة في قالب كوميدي، ولا يمكن أن تفوّت العائلة عرض فنان السيرك الأرجنتيني إدغار غروول الذي يمتع الجمهور بفنون الخفة والخيال، والعرض المسرحي الكندي "رحلة إلى كوكب الحواس"، بالإضافة إلى الفرقة الأكروباتية الهندية التي تعيد تقديم فنون القتال بطريقة شيقة في عرض "عامود ملاخامب"، "سيرك تريسيز" المصحوب بالموسيقى التصويرية المتنوعة، وأخيرًا الإنتاج المسرحي البحريني المميز للأطفال "ألِف حكاية وحكاية".

ويقرّب مهرجان ربيع الثقافة المسافة بين الجمهور وشخصيّاتٍ بارزة لها ثقلها الثقافي في المنطقة والعالم، حيث يقدم سلسلة محاضرات شيّقة تقام بالتعاون مع مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، يقدّمها عدد من المثقفين والشخصيات الإعلامية والأدبية كالإعلامي والصحفي السعودي داوود الشريان، وزيرة الثقافة التونسية السابقة الفنانة سونيا مبارك، الكاتب والمحرر اللبناني فارس يواكيم، عالم الآثار الفرنسي د.بيير لومبارد، الكاتبة اللبنانية إيفانا مرشيليان، جوشوا ديفيد، الشاعر الفلسطيني إيهاب بسيسو، د.عبدالله المدني، الفنانة والكتابة الفلسطينية رائدة طه، وأخيرًا مدير برنامج الشرق الأوسط وأمن الخليج بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن الكاتب المصري الأمريكي مأمون فندي. كما يقدّم المهرجان عددًا من المحاضرات والحلقات النقاشية حول التصوير الفوتوغرافي، الطعام ثقافة، التماثيل الأثرية التابعة لفترة تايلوس في البحرين.

وتفتتح هيئة البحرين للثقافة والآثار خلال مهرجان ربيع الثقافة عددًا من مشاريع البنية التحتية الثقافية المهمة كدار الرفاع العودة بالرفاع الشرقي، المكتبة الخليفية بالمحرق، كما تسلّط الضوء على عدد من المواقع ذات البعد التاريخي كمسجد الخميس الذي يعد أهم موقع أثري إسلامي في منطقة الخليج العربي يتم استعراض قيمته خلال مؤتمر الآثار الإسلامية بمتحف البحرين الوطني، ومنطقة باب البحرين التي اشتهرت بصناعة وصياغة الذهب البحريني النقيّ. ويساهم المهرجان في التركيز على التراث البحريني غير المادي عبر التركيز على فنّ الصوت والطرب الشعبي من خلال حفلات أسبوعية لفرقة محمد بن فارس، وأمسيات فن الفجري بدار المحرق.

أما المعارض الفنية والثقافية فهي بوابة عبور الزوار إلى عوالم وآفاق مختلفة، كمعرض "وقت مستقطع" الذي يجمع 20 من فناني العالم في موقعٍ واحد، معرض "معماريان ورؤيتان" الذي يقدم أعمال ثنائيٍ سعودي-إيطالي، معرض "أرض الإيثار المقدسة" الذي يصوّر التناقض بين الدلالات الروحانية والدينية للشعائر المقدسة، والطبيعة البشرية، "معرض طريق اللؤلؤ" المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو، و "هل تثق بي؟" الذي يعرض مشاريع الأعمال الفوتوغرافية.

ويكون عشّاق الفن السابع على موعدٍ مع مهرجان السينما اليابانية المقام بالتعاون مع السفارة اليابانية في المملكة ومؤسسة اليابان، بالإضافة إلى فيلم غواص اللؤلؤ الذي يسرد تاريخ غواصي اللؤلؤ الطبيعي في دول الخليج العربية، وغيره من الأفلام المميزة.

ويمكن للجمهور المشاركة في البرامج والورش التعليمية المقدمة كورشة عمل "كيف نصنع مجوهرات اللؤلؤ" لتُروى من خلالها حكاية اللؤلؤ وطريقه الممتد كمتحفٍ مفتوح على مسافة تزيد عن 3 كيلومترات في المحرق، بالإضافة إلى ورشة عمل تُعنى بفن الطهي بعنوان "طبختي هديتي" والتي تأتي قبل الاحتفال بتدشين النسخة الثانية من كتاب "الطعام ثقافة"، وضمن احتفاء هيئة البحرين للثقافة والآثار بتراث البحرين الأثري لعام 2017 تحت شعار "آثارنا إن حكت". هذا إلى جانب ورشة عمل موسيقية إيقاعية تتبع عرض فرقة "الغروف أونكلز"، كما ويقدم هذا العام أيضاً مسرح دفا للدمى/ المسرح الأردني التشيكي المتخصص في مجال العرائس المتحركة ورشة عمل بعنوان الدمى الورقية، بالإضافة إلى تقديم فرقة "تريسيز" ورشة عمل أكروباتية. وتقام الورشة الأخيرة للأطفال بعنوان "أنكيرو في رحلة عبر العصور" لتعزز عند الأطفال روح الانتماء، وتقدم لهم معلومات تاريخية عن حضارة هذه الأرض.

وفي ذات السياق تقام أيضًا ورشتا عمل حول صناعة السجاد، وفن صياغة الفضة في محاولة لإعادة الحياة للحرف التقليدية التي كانت تمارس في البحرين قديمًا، وغيرها من الورش التعليمية.