خسارة مذلة تلقاها الفريق الكتلوني أمام باريس سان جيرمان في ذهاب دور الـ16 من بطولة دوري أبطال أوروبا قوامها أربعة أهداف دون مقابل، هذا الأمر صعب من مهمة برشلونة في لقاء الإياب على ملعب «الكامب نو» معقل البارسا خاصة وأن أي هدف يستقبله برشلونة سيجعل تأهله «أقرب للخيال».

المدرب الشجاع أوناي إيمري ورجاله وخلال لقائهم الممتع مع العملاق البرشلوني لقنوا المدرب التائه لويس أنريكي ولاعبيه درساً في فنون اللعبة على ملعب «حديقة الأمراء» بباريس، وكان من الممكن أن تكون النتيجة معقدة أكثر من ذلك لو أحسن الفريق الفرنسي استغلال الفرص السهلة التي أتيحت للاعبيه طوال المباراة.

وأثبت المدرب الباريسي أنه من طينة الكبار عبر خطة لعب محكمة كان شعارها السيطرة على وسط الملعب، وأبطل من خلالها مفعول ميسي وسواريز ونيمار ورفقائهم على أرضية الملعب، ويحسب للمدرب إيمري عدم اللجوء للأفكار الدفاعية، رغم تقدمه على العملاق الإسباني وظل يبحث عن المزيد من الأهداف وكان له ما أراد من خلال الانتصار وبأربعة أهداف كاملة.

وتميز الفريق الفرنسي بالضغط العالي في جميع أنحاء الملعب بالإضافة إلى التنظيم والترابط بين جميع خطوطه، وكان نجوم باريس سان جيرمان في قمة التألق يتقدمهم دي ماريا، دراكسلر، وكافاني، ماتويدي، كيفين تراب، ماركينوس وغيرهم من نجوم كتيبة إيمري الذين استحقوا الفوز بجدارة واستحقاق وبأداء مثالي. وفي المقابل قدم برشلونة واحدة من أسوأ مبارياته خلال السنوات العشر الماضية، وظهر في حالة يرثى لها منذ بداية المباراة وحتى نهايتها، وأصبح قريب جداً من توديع البطولة من دور ثمن النهائي لأول مرة منذ عقد من الزمن عندما خسر أمام العملاق ليفربول موسم 2007/2006، والسؤال هنا هل انتهت المتعة الكروية التي فرضها برشلونة في العقد الأخير من الزمن على القارة العجوز؟

منذ وقت طويل جداً لم نشاهد برشلونة بهذا الأسلوب العقيم من جميع النواحي الفنية والتكتيكية حيث لم يتمكن فيه من استلام زمام الأمور، وتطبيق فلسفته في المباراة، كما أن خط الوسط لم نره منذ فترة طويلة بهذه الدرجة من السوء والارتباك، بالإضافة إلى غياب تام لمفاتيح اللعب مثل ميسي وأنييستا وبوسكيتس وغوميز، وبدأ نجوم الفريق الكتلوني كالأشباح في الملعب، وفشل المدرب أنريكي (الفقير فنياً) في إيجاد الحلول من أجل إيقاف الهيجان الباريسي.

الإحصائيات تقول إنه لا يوجد فريق في تاريخ دوري أبطال أوروبا خسر بأربعة أهداف دون رد في لقاء الذهاب وتمكن من التعويض في لقاء الإياب، والسؤال الذي يفرض نفسه الآن هل سيحقق البرسا المعجزة ويكسر هذا الرقم؟ أم يفك الفريق الفرنسي العقدة ويبعد الفريق الذي أخرجه في مناسبتيين سابقتين من الأدوار الإقصائية خلال الخمس السنوات الماضية ؟ هذا ما سنشاهده في موقعة الكامب نو بتاريخ 8 مارس المقبل.