من المعروف أن وسائل الإعلام هي خمس «التلفزيون والإذاعة والسينما والمسرح والصحافة»، حيث إن تلك الوسائل الجماهيرية هي التي تلعب دوراً رئيساً في التأثير على ميول الشعوب في عملية اتخاذ القرار.

إلا أن تلك الوسائل قامت بمهام عديدة لدى ملاكها في توجيهها لما يخدم مصالحهم وبالأخص الدول المساندة لهم، ولعل تلك الوسائل دائماً ما تقوم بمهامها على أكمل وجه، لا سيما عندما تريد القوى السياسية إيجاد قواعد جماهيرية لتأييدها في خطواتها القادمة.

وقد مارست بعض وسائل الإعلام الجماهيرية في أزمة البحرين في 2011، دورها المطلوب في مواجهة الأعداء بكل حرفية خاصة في ما يتعلق بمواجهة نقل الصور وفبركتها بالمشاهد لتخدم القوى الانقلابية التابعة لـ«ولاية الفقيه»، وذلك لتحقيق الغايات الإيرانية في الحصول على القاعدة الجماهيرية التي تنطلق منها في ترتيب الأحداث. وفي وسط هذا الزحام لتلك الوسائل والتي ركزت على نقل الصورة قبل الحرف، وتلاعبت بجميع المصطلحات ورسخت في الغرب مجموعة من المفاهيم الخاطئة عن البحرين لا سيما ما يتعلق بالجوانب الحقوقية، وجد المواطنون الأوفياء إلى هذه الأرض، أنفسهم في خطر، كون القوى الانقلابية تمارس أسوأ أنواع الكذب على وسائل الإعلام الجماهيرية الداعمة لها، فبات المواطنون يبحثون عن حل لهذه الأزمة، حتى حانت اللحظة بظهور المارد في الفاتح ليقلب الموازين بل وصل حداً لأن يكون صفعة في وجه تلك القوى الانقلابية.

تجمع الفاتح هو الوسيلة الإعلامية الجماهيرية السادسة التي يجب أن تنصفها الكتب والمراجع الإعلامية، لأن هذا التجمع هو نقطة التحول والإنقاذ في حرب البحرين على تلك القوى الانقلابية، نظراً لكون هذا التجمع جعل الدول المحايدة في ذهول غير مسبوق، فنقلت وسائل الإعلام هذا التجمع عبر شاشاتها، والذي هو الأول من نوعه بالمنطقة، حيث رأت تلك الجموع بأعداد هائلة تدافع عن تراب هذا الوطن ضد تلك القوى الانقلابية المدعومة من إيران ومجموعة من الدول العظمى بالعالم.

وهذا ليس ببعيد، فقد كان لهذا التجمع مشاهد مشابهة له، خاصة ما جرى في تركيا عندما قام أفراد من الجيش التركي بمحاولة الانقلاب الفاشلة على النظام الحاكم، حتى قام الرئيس رجب طيب أردوغان بنشر فيديو يطلب من الجماهير الخروج للدفاع عن النظام الحاكم في تركيا، وقد خرجت تلك الجماهير ومن ثم فشلت تلك المحاولة الانقلابية، ليسطر التاريخ التركي محاولة انقلابية فاشلة بسبب وسيلة الإعلام السادسة.

وسيلة الإعلام السادسة هي من صناعة المتلقين وليس القائمين على الاتصال ولا ملاكها، فتجمع الفاتح كان للمواطنين، هم من لعبوا الدور الرئيس فيه، مما جعل وسائل الإعلام الأخرى تنظر لتلك الوسيلة على أنها هي خير من يوصل صوت الجمهور، فكل الوسائل الخمس الجماهيرية أصبحت تابعة للوسيلة الإعلامية السادسة كونها تتوفر فيها الرسالة والوسيلة والمتلقي وحتى رد الفعل، فهكذا البحرين سطرت تاريخها المعاصر في تاريخ وسائل الإعلام التي قد أخذت وسائل الاتصال الحديثة البساط من تحتها، إلا أن وسيلة الإعلام السادسة لم تتوفر فيها التقنيات الحديثة للبث لكن توفرت فيها العزيمة والإصرار في أن يكون لصوت الفاتح نموذج حي للوسيلة الإعلامية الجديدة.