كنتُ «أدردش» مع أمي حفظها الله منذ عدة سنوات وأعاتبها بأننا لا نتنزه كثيراً نفس باقي العائلات، وأن خروجنا من البيت معدود جداً ولا يتعدى الحدود الجغرافية لمنطقة المحرق، بالرغم من وجود الكثير من المطاعم الشهية والمحلات التجارية الجذابة خارجها. فتنتقي أمي الغالية، محل خياطة من البسيتين، وعيادة صحية في عراد، ومطعماً في جزيرة أمواج، حتى لا نتعدى حدود المحرق، وكأن المحرق ونواحيها هي البحرين بكل مناطقها وضواحيها، فإن كانت تريد شيئاً معيناً من المنامة أو الرفاع مثلاً، فإن تلك الرحلة من المحرق إلى المنامة تحتاج أسبوعاً أو أسبوعين من التخطيط للوقت والزمان حتى نقوم بتنفيذها على أكمل وجه.

كبرتُ وكبرت هذه التقاليد معي، وأيقنت بأنني ورِثت هذه العادة ليس من أمي فقط، بل من جدتي وجدة جدتي رحمهن الله جميعاً وأسكنهن فسيح جناته. فعندما يخيم الليل، تهدأ أفكاري وتتباطأ للتفكير بالتنزه، ولم أعد أرى المنامة إلا للعمل صباحاً فقط.

وأيقنت أيضاً بأنني وعائلتي لسنا الوحيدين المتميزين بهذه العادة، بل عرفت أيضاً بأن الكثير من العائلات المحرقية تشاركنا هذه العادة أيضاً. وعندما جاء افتتاح سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، لمركز المحرق النموذجي الشبابي، والذي يضم حزمة نوعية مميزة من البرامج الرياضية والثقافية، أصبحت كل العائلات المحرقية تتنفس الصعداء، وذلك بعد تحقق الحلم بوجود مركز يعتبر معلماً حضارياً ورياضياً وثقافياً في منطقة المحرق ليحتضن أبناءها. ولذلك، فقد هممتُ بدوري أيضاً للذهاب إلى هذا المركز لاكتشافه والتسجيل بأحد برامجه، ووجدت أنه فعلاً مجهز بأحدث التقنيات التي بالفعل تشكر كل الجهود الحثيثة التي قامت بتجهيزه وإعداده بهذا الشكل النهائي المبهر.

الجميل في ذلك أيضاً، أن هذا المبنى المبهر قد خصص مكاناً خاصاً للفتيات، فلم يكن محصوراً على الذكور فقط. مما يضفي أماناً وطمأنينة للعائلات لإشراك فتياتهم في كافة البرامج المطروحة. وبالرغم من حرصي على التسجيل في أحد البرنامج، إلا أن لهفة أهل المحرق التي كانت سباقة للتسجيل قد ملأت كل المقاعد للبرنامج. فهنيئاً لأهل المحرق.

وفي هذا الصدد، أتقدم بالشكر الجزيل لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على مبادرتكم الكريمة التي أضفت جمالاً وبريقاً وحضناً أميناً للعائلات المحرقية، وشكراً لوزير شؤون الشباب والرياضية هشام بن محمد الجودر على متابعتكم الحثيثة فيما من شأنه المساهمة في إعداد برامج احترافية تصقل قدرات شباب مملكة البحرين، وشكراً لكل الكوادر المميزة التي ساهمت في إنشاء هذا الصرح المميز، ودمتم سنداً وذخراً للتنمية الشبابية.