عندما يتعلق الأمر بالرغبة في فقدان الوزن الزائد الذي يثقل كاهل الصحة، فإن العقبة الأهم التي تواجه الجميع تتمثل في كيفية التخلص من الدهون والشحوم المتراكمة، وهي العقبة التي تزداد صعوبة كلما كانت تلك الدهون عنيدة ومستعصية بسبب سرعة تراكمها وبُطء احتراقها، وبالأخص دهون مناطق البطن والخصر والأرداف.

وهناك عشرات – إن لم يكن مئات – من خُطط الريجيم التقليدية التي تسعى إلى مساعدة ذوي الأوزان الزائدة والشحوم الفائضة، وهي الخطط التي ترتكز على إستراتيجيات متنوعة تعتمد بشكل عام على توليفة تراعي نوعا من التوازن بين نمط التغذية وأسلوب الحياة والتمارين الرياضية.

في هذا التقرير نضع بين أيديكم تفاصيل خطة جديدة تسير في هذا الاتجاه ذاته وترتكز على نمط خاص من الصيام، لكنها تتميز عن غيرها بكونها تعمل بشكل تدريجي على حرق الدهون العنيدة سعياً إلى العودة بأجسام ذوي الأوزان الثقيلة إلى مستوى يسمح لهم بالتمتع بقدر عالٍ نسبياً من اللياقة البدنية والصحة العامة.



وفقاً لإحصائيات محلية وعالمية، بما في ذلك إحصائيات منظمة الصحة العالمية، يعاني ما يربو على 60 في المئة من سكان الكويت من إحدى درجات الوزن الزائد والبدانة والسمنة وما ينجم عنها من مشاكل ومضاعفات صحية تستدعي التخلص من مسبباتها.

ويحاول كثيرون مواجهة تلك المشاكل باتباع حميات غذائية على أمل فقدان جزء من الوزن الزائد. لكن المشكلة الأزلية ما زالت تكمن في أن معظم تلك المحاولات تبوء بالفشل أو لا تحقق سوى نتائج هزيلة ولا ترقى إلى المستوى المأمول، فتكون النتيجة أن يفقد الشخص الأمل ويستسلم فيزداد وزنا على وزنه الفائض أصلا.

ومن المهم في البداية توضيح أن السمنة في أساسها تنجم عن اختلال وظيفي يعرف باسم «المقاومة الأيضية للإنسولين والليبتين»، وهي المقاومة التي تنشأ في آلية التمثيل الغذائي بسبب الإفراط في استهلاك السكريات والحبوب، وهي التي تحفز الجسم على الاحتفاظ بالسعرات الحرارية في شكل دهون وشحوم تؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة الوزن التي تتفاقم تدريجياً إلى بدانة ثم إلى سمنة.

وهناك تأثير متبادل بين هذه المقاومة الأيضية وعدد من الأمراض المزمنة – بما فيها السكري، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، وخرف الشيخوخة، والسرطان.

وانطلاقا من هذا التمهيد، نستعرض في التالي خطة فعالة لمعالجة وكبح تلك المقاومة الأيضية التي تعتبر بمثابة المسبب الأساس للسمنة ولعدد من الأمراض المزمنة.

الخطة الجديدة تحمل اسم «الصيام المُتقطِّع»، وما يُميزها عن غيرها هو أنها كفيلة – في حال اتباعها حرفيا – بمساعدتك على إحراق دهونك الزائدة بأسلوب لا يجعلك تتضور جوعا أو تشعر بالحرمان، وعلاوة على ذلك فإنها تصلح كي تتبناها كمنهج صحي طوال حياتك، حتى عندما لا تكون ساعيا إلى فقدان الدهون أو إنقاص وزنك.

وتعرف هذه الخطة بـ«الصيام المُتقطِّع» لأسباب من بينها أنه من الممكن تناول وجبات خفيفة خلال ساعات الصيام للتزود بالطاقة، والسبب الآخر هو أنها تعتمد على توسيع فترة الصيام تدريجيا، علاوة على أنها تشهد في مرحلتها الأخيرة التنقل بين الإكثار من الطعام والتقليل منه إلى درجة الجوع الكامل.

لكن قبل الخوض في التفاصيل، ينبغي التنبيه إلى أن سر نجاح هذه الخطة يكمن في أمور أساسية في مقدمتها الالتزام الكامل، والصبر والمثابرة، والتمسك بروح الصمود والتحدي خلال المراحل الأولى تحديدا. فكل هذا سيوصل جسمك في النهاية إلى نقطة القدرة على التكيف مع حرق الدهون، ولا سيما عندما يتراجع اشتهاؤك للسكريات تدريجيا وصولا إلى مستوى آمن من دون أن تعاني.