قرار إدارة نادي ليستر ستي بإقالة المدرب الأسطوري كلاوديو رانييري قد يكون في توقيت غير مناسب، حتى وإن كانت الأسباب تردي نتائج الفريق في كافة المسابقات المحلية، خاصة في الدوري حيث يصارع من أجل تفادي الهبوط.

إقالة رانييري تذكرنا بإقالة المدرب جوزيه مورينيو مدرب تشلسي الأسبق، حين كان بطلاً للدوري الإنجليزي وتم الاستغناء عنه في منتصف الموسم الذي تلاه.

المعطيات على أرض الواقع أهم بكثير من العاطفة، فلا شك أن فوز المدرب الإيطالي بلقب البريميرليغ الموسم الماضي يستحق أن يكون عليه بطلاً لفيلم «سينمائي»، وكان لابد على رانييري أن يتنحى من منصبه بعد الفوز بالدوري مباشرة، لكي يحافظ على سمعته ومكانته في قلوب مشجعي النادي، ويكون إنهاء مسيرته مع ليستر تاريخياً. وبكل تأكيد أن العروض كانت ستنهال عليه من كل مكان سواء الأندية أو المنتخبات، حيث كانت هناك مؤشرات تفيد برغبة الاتحاد الإيطالي بالتعاقد مع رانييري بعد بطولة الأمم الأوروبية الماضية.

ما حدث مع ليستر في الآونة الأخيرة لا يتحمله المدرب فقط، فتدني مستوى بعض اللاعبين على غرار محرز، فاردي، درينكووتر وغيرهم من اللاعبين، وعدم وجود بديل مناسب للفرنسي كانتي المنتقل لتشلسي الذي كان له دور بارز في تتويج الفريق الموسم الماضي، وإصابة الحارس المتألق شمايكل في فترات من هذا الموسم، وغياب الروح الذي كنا نشاهده الموسم الماضي، وعودة كبار البريميرليغ بقوة هذا الموسم كل ذلك عوامل تسببت بظهور ليستر بهذه الصورة الكارثية.

ما تبقى من الموسم الحالي سواء محلياً أو أوروبياً سيثبت صحة إقالة رانييري من عدمها، فتجنب الهبوط هو الهدف الأساسي لإدارة ليستر ستي، وأعتقد أن رانييري كان

بمقدوره تحقيق هذا الهدف، ولكن إدارة ليستر كانت لها كلمة أخرى.

بغض النظر عن صحة الإقالة من عدمها، فإن قصة رانيري مع ليستر خيالية، فهذا الفريق حقق معجزة مع العجوز الإيطالي الذي قاد الفريق لأعظم إنجاز كروي في تاريخه المتواضع، وهو تحقيق لقب البريميرليغ في حدث سيظل عالقاً في الذاكرة الكروية للأبد، فأصبح راينيري اسماً محفوراً بحروف من ذهب في تاريخ كرة القدم.

ولا ننسى الإنجاز الأوروبي إلى جانب تحقيقه اللقب التاريخي، حيث قاد رانييري الفريق في أول مشاركة أوروبية «دوري أبطال أوروبا» إلى دور الـ 16، بعد تصدر مجموعته، فهذين الإنجازين «المحلي والأوروبي» يصعب على أي مدرب تحقيقهما مع نادي «مغمور» بحجم ليستر ستي في المستقبل القريب والبعيد.