توفي أحد المواطنين قبل أيام إثر تعرضه لنوبة قلبية أودت بحياته وذلك خلال مشاركته في ماراثون جواد بشارع البديع، حيث سقط المواطن مغشياً عليه بعد ممارسته هذه الرياضة لمسافة لا تتعدى 500 متر، وعلى إثر ذلك حاول بعض المتسابقين إسعافه أو نقله لأقرب سيارة إسعاف إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة في الموقع حسب شهود عيان.

ما يثير دهشتنا أن يقوم المنظمون بإقامة سباق ماراثون بهذا الحجم دون وجود ترتيبات واستعدادات أمنية تتعلق بسلامة المتسابقين إضافة لعدم توفير مسارات آمنة بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور في جميع الطرق. الأدهى من ذلك هو عدم ترتيب ما يحفظ حياة المتسابقين أثناء السباق وهو عدم توفير طواقم طبية في مكان السباق وفي طريقه كذلك، كما ينقل البعض ومن خلال مصادر مؤكدة أن الإسعاف الذي حاولوا من خلاله إسعاف المريض لم يكن به مسعف وليست به أسطوانة أوكسجين، وهذا ينم عن أن الترتيب لهذا السباق لم يكن في مستوى الحدث بل كانت الثغرات المتعلقة بالسلامة أكبر من الحدث نفسه، وهو الأمر الذي يستحق الوقوف عليه، بل يمكننا مطالبة الجهات المختصة بمباشرة التحقيق في هذا الأمر كي لا تتكرر المأساة في الأعوام القادمة ومن أجل المحافظة على سلامة كل المشاركين.

يجب أن توضع معايير لجميع المسابقات الرياضية والشعبية في البحرين، إذ لا يمكن أن يقام سباق ماراثوني للإنسان أو للخيول أو حتى للحمير دون وجود إسعافات أو مسعفين أو حتى عدم قدرة المنظمين في الحصول على ترخيص رسمي مع توافر البيئة المواتية لسلامة المشاركين، فوفاة المواطن البحريني في ماراثون جواد يفتح أعيننا إلى أهمية توافر كافة الشروط اللازمة لإقامة مثل هذه الفعاليات الرياضية، كما يجب أن تكون هناك اشتراطات للسلامة لا بد أن تتوفر من طرف المنظمين وأن أي قصور في هذا الجانب يكون المنظم للفعالية هو المسؤول الأول عن تضرر أو وفاة أي إنسان يشارك في هذه الفعاليات، أمّا أن يقام ماراثون دون وجود طبيب أو مسعف أو سيارة تخرج بكامل عدتها ومسعفها من قبل وزارة الصحة -وليس من خلال مستشفى خاص كما حدث مع ماراثون جواد- أو مع عدم وجود تنسيق مع الجهات الأمنية بشكل كافٍ فهذا يعتبر استهتار بحياة الناس. إن الحفاظ على سلامة المشاركين في الفعاليات الرياضية وغير الرياضية يجب أن يكون من أولويات الجهات المعنية ولهذا يجب أن تكون هناك قوانين جديدة تتعلق بهذا الأمر تحمي حياة الناس وسلامتهم.