منذ حوالي أسبوع، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، مبادرة عالمية بعنوان «صناع الأمل»، وكعادة سموه دائماً يفاجئ العالم بمبادرات جميلة تعكس رؤيته في مجال العمل الإنساني والتنموي والمجتمعي، ليس على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، بل على مستوى العالم العربي أيضاً، وتهدف هذه المبادرات إلى تغيير واقع العالم العربي، كما أطلق من قبل مشروع «تحدي القراءة العربي» لتشجيع القراءة منذ الصغر لدى الطلاب في جميع الدول العربية.

مبادرة «صناع الأمل» والتي تبلغ جائزة المركز الأول فيها مليون درهم، تهدف كما جاء في المبادرة «إلى إلقاء الضوء على ومضات الأمل المنتشرة في عالمنا العربي، والتي لمع من خلالها رجال ونساء من مختلف الأعمار عملوا بروح متفانية وقلوب نقية من أجل خدمة مجتمعاتهم ورفعة أوطانهم، وإيماناً وتقديراً للجهود الإنسانية والخيرية المبذولة، سوف تقوم المبادرة بتكريم هؤلاء العاملين وذلك من خلال دعمهم مادياً ومعنوياً وإبراز دورهم الفعال للمجتمع كي يواصلوا مسيرتهم المعطاءة التي تسهم في بناء مجتمع ينعم بالرقي والازدهار في مختلف المجالات كالصحة والتعليم والعمل الشبابي والعمل التطوعي والإعلام الجديد».

وأهم شروط الاشتراك في هذه المبادرة هو أن تكون قصة صانع الأمل ملهمة وصادقة ومؤثرة في المجتمع المحيط، وقد نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تغريدة على حسابه في «تويتر» قال فيها «أطلقنا اليوم مبادرة صناع الأمل للاحتفاء بصناع الخير وصناع الأمل وصناع الحضارة في عالمنا العربي هم النجوم الحقيقيون»، وأيضاً قال «نحن أمة لم تيأس ولن تيأس، وهناك موجة إحباط وتشاؤم في عالمنا العربي لا بد من محاربتها»، والتغريدة الأخيرة، تغريدة الأمل والتغيير من واقع العالم العربي إلى حاضر جميل مفعم بالإيجابية.

شاهدنا الإعلان عن المبادرة في محطات التلفزيون وعبر الإعلام الجديد، ونشر الإعلان أيضاً في صحفنا المحلية، وهذه دعوة للبحرينيين الملهمين وصناع الأمل والإيجابيين للمشاركة في هذه المبادرة الرائعة، وأيضاً ترشيح الأسماء التي لها دور في صناعة الإيجابية والأمل، الغالبية أتوقع سمعوا عن هذه المبادرة والمجتمع البحريني يتفوق بكثير من الملهمين المفعمين بالأمل والحياة، فهل رشحت بعض الأسماء كمبادرة نبيلة من المجتمع البحريني لهؤلاء على ما يقدمونه للمجتمع من دعم ومساعدة؟ أقلها نشر الإيجابية والأمل.

أبداً لا تخلو البحرين من شباب ينشرون الإيجابية ولا من كبار في السن يبعثون الأمل في النفوس، ولا تخلو من أمهات تحدين الهموم والألم حتى يزرعن الأمل والخير في الأجيال القادمة، فالبحرين كما المجتمعات الأخرى تحتضن الكثير من الملهمين وباعثي الأمل وتزرع الخير في كل مكان، نشاهد بعضهم عبر برامج الإعلام الجديد والبعض نراهم منخرطين بل نعيش معهم، فهل جزيناهم بترشيحهم في هذه المبادرة؟ ربما هم لا ينتظرون منا شيئاً لأنهم يرون أن ما يقدمونه هو واجب عليهم، ولكن أعتقد بأنه أقل شيء نقدمه لهم، والمشاركة في هذه المبادرة تجعل الغير يستفيد منهم ويتعلم الإيجابيات في سلوكهم، وهذا ما أتمناه دائماً بأن يكون دور المجتمع التعاون والتعاضد مع من يصنعون البصمة ويتركونها عل وعسى أن يكتب التاريخ عن إنجازاتهم ودورهم الفاعل في المجتمع، وكيف استفاد الكثيرون من تجاربهم وخبرتهم في الحياة، نرجو أن نكون جميعنا فاعلين وصانعين للأمل أيضاً مثلهم في هذه المبادرة الطيبة، والله يوفق الجميع في كل ما هو خير للأمة العربية، وبارك الله في جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على إحياء الأمل والخير والعطاء في نفوس المجتمعات العربية.