رأى الجنرال ديفيد بتريوس، المدير الأسبق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، أن عبارة "الإرهاب الإسلامي" التي يروج لها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بقوة تحتاج إلى الحذر في استخدامها.

وقال بتريوس، في تصريحات لـ"CNN": "أعتقد أنه يجب الحذر عند استخدام عبارات مثل هذه؛ فهي محملة بالمعاني لمجموعات مختلفة".

وأضاف: "لم أتهرب أبداً من وصف التطرف الإسلامي بأنه المظلة الشاملة التي يوجد تحتها تنظيمات مثل داعش والقاعدة وغيرهم". وتابع: "يجب الحذر بشدة حتى لا تصبغ ديناً رئيساً بأكمله بالتطرف".


وكان ترامب استخدم هذا المصطلح فور تنصيبه رسمياً في أواخر يناير الماضي، إذ أعلن عزمه محو "الإرهاب الإسلامي المتشدد" من على وجه الأرض، دون أن يقدّم تعريفاً دقيقاً لما يعتبره إسلاماً متشدداً؛ وهو ما فتح الباب واسعاً أمام من سيشمله هذا المصطلح من دول وجماعات، وما سيترتب عليه من تداعيات.

بيد أن المصطلح الجديد يبدو بديلاً عن مصطلح "الحرب على الإرهاب" الذي أطلقه جورج بوش الابن مطلع الألفية، والتي أدت إلى غزو العراق وأفغانستان.

وكان هربرت ريموند ماكماستر، مستشار ترامب للأمن القومي، قد أعرب عن رفضه لهذا المصطلح، ونصح ترامب الأسبوع الماضي بعدم استخدام تعبير "الإرهاب الإسلامي"، موضحاً أن "المسلحين مثل عناصر داعش لا يمثلون الإسلام، وأن استخدام هذا التعبير يسيء للمسلمين الذين تحتاج الولايات المتحدة إلى العمل معهم للقضاء على أيديولوجية التطرف"، وفقاً لما قاله مسؤول رفيع بالبيت الأبيض.

وكان نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، قال إن "الإرهاب الإسلامي" يركز اهتمامه على "تدمير الحضارة الغربية"، مشيراً إلى أن الشرق الأوسط تحوّل إلى "جنة آمنة للإرهاب الناتج عن الإسلام المتطرف"، وذلك خلال إلقائه كلمة له في مدينة ميونيخ الألمانية، خلال مؤتمر الأمن الدولي، في فبراير الماضي.

أما المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، فأكدت في المؤتمر ذاته الحاجة إلى محاربة "الإرهاب الإسلامي"، لكنها قالت إنه يجب أن يكون واضحاً أن الإسلام ليس مصدراً للإرهاب وليس هو المشكلة، ولكن الفهم الخاطئ والتفسير غير الصحيح هما المعضلة.

وأبدى الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، حذره من استخدام الإسلام المتطرف، قائلاً: "أنا حذر عندما أصف هذه المشاكل؛ حتى لا أجمع المجرمين مع مليار مسلم حول العالم"، ليعبر عن رفضه لـ"لإرهاب الإسلامي".

كما رفض الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، هذا المصطلح، مؤكداً أنه "غير صحيح ويشعر المسلمين بالحزن". وكذلك كان رأي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إذ رفض هذا المصلطلح واستبدله بـ"الإرهاب الدولي".