«دبي تسبق العالم بـ5 سنوات»، هكذا تغنت المجلة البريطانية الشهيرة «إيكونوميست» في الإمارة الخليجية التي أذهلت العالم المتقدم قبل العالم المتأخر. «قد تبدو دبي الإماراتية وكأنها تعيش في منطقة زمنية تسبق العالم بـ5 سنوات، مع إطلاقها مبادرة جديدة تتمثل في تشغيل «تاكسي طائر» لتغني مبادراتها السابقة. وأطلقت دبي مبادرات سباقة في هذا المجال، من خلال تجريب القطار فائق السرعة «هايبر لوب»، فضلاً عن تشغيلها مترو الأنفاق ذاتي القيادة منذ عام 2009». وذكرت المجلة البريطانية «أن التاكسي الطائر لن يحل مكان النقل الأرضي، فهو يستطيع نقل راكب واحد فقط، كما قد تصل حمولته مع الأمتعة إلى 100 كغ، وستصل مسافة الرحلة في المتوسط إلى 50 كم، مع مدة طيران تصل إلى نصف ساعة. ويمكن أن تتحرك تلك الطائرات الناقلة دون طيار، بسرعة 100 كم في الساعة، قاطعة مسافة 62 كم خلال ساعة كاملة. ومن المتوقع أن تكون تداعيات هذا النظام المبتكر عظيمة، ليس بالنسبة لدبي فقط، ولكن على العديد من المدن المزدحمة حول العالم». هكذا ستظل دبي الشغل الشاغل لكل العقول المطوِّرة للمدن الكبيرة حول العالم، فهي لم تعد تقلد أحداً ولا تسير خلف أي نموذج جاهز من النماذج البليدة وغير الفاعلة عبر العالم، فشوارعها ومبانيها ووسائل الاتصالات والمواصلات فيها وطريقة عمل الحكومة الإلكترونية وتجهيز الإمارة بأحدث وسائل التكنولوجية التي تساعد وتساهم في بناء الإنسان وتأمين مستقبله واستثمار المال والوقت في مكانهما الصحيح أدى إلى «دبي». دبي الإمارة المتفرِّدة «غير»، فهي وكما أوردته المجلة البريطانية قد سبقت العالم بنحو 5 سنوات، وبالنسبة للمدن الجامدة والتقليدية ربما سبقتها بقرون طويلة، فالتجديد هو ما يميز دبي عن غيرها من المدن العربية قاطبة، فهي لم تقتنع يوماً أن تكون مدينة كبقية مدن العالم، بل نهضت عبر سياسات واضحة وقوية وصريحة ومتطورة للغاية ولهذا كانت متقدمة جداً في خططها ومشاريعها واستثماراتها ومستقبلها دون الحاجة للاعتماد على النفط أو أي مصدر آخر للطاقة أو لأي نوع من أنواع الثروات الطبيعية، بل ابتكرت واختطت لنفسها طريقاً مشحوناً بالتحديات حتى نجحت وانتصرت على كل معوقات وصعوبات البناء فغدت الإمارة الأكثر تأثيراً حول العالم. هذا التطور الهائل لم يحدث من «فراغ» وإنما حدث عبر مسيرة من التخطيط والتفكير المستمرين، وعبر رجل متواضع يدعى محمد بن راشد آل مكتوم وذلك حين أكد حضوره في ميادين البناء فنزل للناس متواضعاً ليعلِّم «المواطن» هناك أن البناء الحقيقي يبدأ منه وليس من أي مكان أو جهة أخرى.. «فنجح».