اليوم لا نحتاج لفلسفات أو «ترهات» تصدر من أشخاص رأوا في أنفسهم يوماً بأنهم أشبه بفيالق جيوش غازية، أو غزاة من «الفياكنج» أو أي تصنيف آخر، ليتكلموا عن ماهية الارتباط بالوطن.

اليوم على هؤلاء أن يحددوا موقفهم صراحة، هل أنتم مع البحرين أو ضدها؟! رغم أنه حتى عملية التحديد هذه، ليست في موقع اهتمام الشعب البحريني المخلص، إذ من خان وطنه ذات مرة، ومن انقلب على نظامه، وقبل بأن يكون أداة طيعة في يد أعداء الوطن، كيف يمكن تصديقه اليوم إن قال بأنه مع البحرين؟!

أنتم ضد، وعرفنا ذلك منذ زمن، وتصرفاتكم مازالت تكشف «النزعة الانقلابية»، وكلامكم وتحركاتكم كلها موجهة في اتجاه مناهضة الدولة، بالتالي أنتم تقفون من البحرين ونظامها وميثاقها ودستورها وشعبها موقف الضد، وعليه المنطق يقول إنه لا توجد دولة مهما كان ارتقاؤها في الممارسات الإدارية والحقوقية مرتفعاً أو متدنياً، لا توجد دولة تقبل بأن تستمر في التعامل الهادئ مع زمرة انقلابية تعلن بصراحة عداءها.

كل شخص مطالب بأن يحدد له موقفاً صريحاً وواضحاً إن جاءت المسائل لتتحدث عن الوطن، إذ مثلما قلناها مراراً، في الوطن لا يوجد حياد، في استهداف بلادنا لا يمكن الوقوف على الحياد، الحياد هنا بحد ذاته خيانة، فإما أنك مع بلادك تقف بإخلاص وتفانٍ، أو أنك خائن تصنف خانة الأعداء، فيجري عليك ما يجري على العدو، بخلاف أننا في البحرين نطبق القانون والتشريعات.

اليوم ما تتخذه الدولة من إجراءات بحق الجمعيات الانقلابية، ما هو إلا إجراء طبيعي يتم تجاه من تمادى في تطاوله، من أمعن في غيه، ومن دخل أطواراً متقدمة في عداوته وكرهه للبحرين.

من يعادي البحرين وقيادتها ونظامها وقانونها، ومن يعمل على استفزاز مشاعر المخلصين من أهلها، عليه ألا يتباكى إن دارت عليه الدوائر، عليه ألا يسارع لاستعطاف الغرب والأجنبي ليخرج منهم ببيانات وكلمات، من يعادي بلاده بوجه العداوة الصريح، عليه أن يدرك بأنه يعلن الحرب على بلاده، وفي الحرب إما تنتصر أو تكون خاسراً، وفي حالة البحرين الله سبحانه دوماً كتب لقيادتها وشعبها المخلص النصر، فالحق هو المنتصر، والباطل كان وسيظل زهوقاً.

على هؤلاء المستمرين في عدائهم أن يفهموا بأن التاريخ يكتبه المنتصر، وأنتم فيما تسعون إليه لا تحملون أي نوع من الخير لهذا البلد، بل على العكس أنتم تكفرون بنعمة الله التي حباكم بها في البحرين، تكفرون بأمنها، وتكفرون بعدالة قيادتها، وتكفرون بالحريات المدنية المكفولة، وتكفرون بمكتسبات الناس، وتكفرون بشتى دواعي الحياة الطيبة، وكلها أمور لا تتحصلها كثير من الشعوب وتتمناها فلا تجد مقابلها إلا الحرب والنزاعات الطائفية والدمار وضياع الأرزاق، وغياب الأمن.

بالتالي من مع البحرين نعرفهم تماماً، أولئك الذين كان موقفهم ثابتاً على مر السنوات، لم تغيره ظروف تتبدل، ولم تغيره مصالح تدفعهم لبيع مبادئهم وقيمهم، وقبلها وطنيتهم، ومحاولة الانقلاب الآثمة في 2011 كشفت لنا الكثير من المعادن، كشفت لنا الخائن والعميل، وكشفت لنا الكاره والحاقد، وكشفت لنا المتمصلح المتبدل في مواقفه، والمتلون الذي «يذل» حينما يرى قوة الدولة والقانون، والذي «يستكبر» حينما يرى الهدوء والسكينة فيظن أنه تم نسيان سوءاته، وكشفت لنا المتملقين والمنافقين والساعين للمكاسب والمغانم، لكن الأهم كشفت لنا المخلصين ومن هم عشاق تراب البحرين العربية الخليجية، وكشفت لنا المحبين لنظامهم وقيادتهم، الذين لا يقبلون بأن تباع أو تختطف.

وعليه من هو ضد البحرين ويعلن ذلك صراحة، لا بد وأن يوضع في موقعه الصحيح، من عادى بلادي يوماً، ومن عمل ضد قيادتها ونظامها، ومن استهدف رجال أمنها، ومن حول المجرمين القتلة إلى شهداء، هؤلاء هم ضد الدولة بامتياز، مهما قالوا ومهما برروا ومهما خلطوا الأمور، واستغلوا مواضيع معنية بالحقوق والحريات، هم حددوا موقفهم منذ البداية، حينما وقفوا مع المخطط الإيراني الآثم وباعوا البحرين في لحظة، من أجل مكاسب ومناصب ومغانم.

من مع البحرين، هم من لن يرخصوا بالبحرين، الذين لن يبيعوا ذرة من ترابها، والذين لن يتركوا الساحة للكارهين ليعيثوا في الأرض الفساد.

اضرب بسيف الحق.. تقطع كل باطل.