تتفاقم حركة النزوح مع تقدم العمليات العسكرية في مناطق غرب الموصل التي يقطنها 750 ألف شخص.

معظم النازحين في الأيام الماضية خرجوا من أحياء المأمون وتل الرمان ووادي حجر وشقوا طريقهم عبر طريقين بمحاذاة الجانب الأيمن من نهر دجلة.


وتقدر وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة خروج نحو 50 ألف نازح منذ بدء الهجوم في التاسع عشر من فبراير الماضي.


ومنهم 8 آلاف نزحوا منذ يوم الجمعة ليصل العدد إلى نحو ربع مليون نازح منذ بدء عملية الموصل في أكتوبر الماضي.

وتوجه النازحون إلى مخيمات أقيمت في محيط الموصل منها مخيم نارجيزليا ومخيم قيماوة وهما يقعان شمال شرق الموصل في مناطق الأكراد في كردستان العراق.

كما توجه عدد آخر من النازحين إلى مخيمات في شرق الموصل مثل مخيم حسن شام ومخيم الخازر ومخيم حمام العليل ومخيمات أخرى شرق جنوب الموصل وهي مخيم القيارة والحاج علي ومخيم جدعة القيارة.

وقدرت وزارة الهجرة العراقية معدلات النزوح إلى هذه المخيمات خلال الأيام الماضية بنحو عشرة آلاف نازح يومياً.

مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حذرت من أن استمرار تدفق النازحين من مناطق غربي الموصل الذي أدى إلى امتلاء المخيمات الواقعة شرقي المدينة بشكل كامل، أما المخيمات التي تقع جنوبها فهي ممتلئة أصلاً.

ويروي مجموعة من الهاربين من المعارك التي تجري بالساحل الأيمن غرب الموصل. أنهم لم يأكلوا منذ أسبوع نتيجة المعارك ولا توجد أي مقومات للحياة أصلاً.


يروي لـ"العربية .نت" مصطفى البجاري وهو شاب لا يتجاوز عمره الخمسة عشر عاماً أنه وعائلته لم يأكلوا منذ سبعة أيام ولم يستحموا منذ أسبوعين حيث لا طعام ولا مياه صالحة للشرب وأن أقصى ماهو متوفر لديهم هو مادة " الطحينية " والتي هي عبارة عن زيت السمسم تطحن لتستخرج وتأكل فقط وقد بدأت تنفد.

وقال مصطفى إن والده قد اقتادته عناصر داعش إلى جهة مجهولة لأنه كان شرطياً ولم نسمع أي خبر عنه وعند مراجعتنا لمقرات داعش للسؤال عنه كانوا يجيبوننا أنه قيد التحقيق. وأنه سيعود لهم قريباً وقال لم يعد والدي لحد الآن، وأني أعرف ذاك الرجل الذي جاء إلى بيتنا واقتاد والدي، أتمنى أن أراه مكبلاً بالحديد والقوات الأمنية مسيطرة عليه لكي أسأله أين ذهبت بوالدي.

وأكد يونس الجبوري
، وهو رجل مسن، أنه لم يأكل منذ خمسة أيام وأنه سيذهب للمخيمات لعله يجد هو وعائلته الطعام هناك.

مريم طفلة عمرها لا يتجاوز العشر سنين سقطت من درج المنزل نتيجة خوفها من ضربة جوية وكسرت قدمها جاءت بها أمها لكي تعالجها لدى طبابة القوات الأمنية وكانت خائفة جداً لكن أمها تقول لها إن عناصر داعش قد هربوا وسنعود إلى بيتنا قريباً.

وسألناها إلى أي مكان ستذهبين بعد علاج "مريم " قالت سأذهب إلى المخيمات لأن داعش قد أحرق بيتنا، ولم يبق لنا بيت.

يذكر أن الحكومة العراقية أعلنت في السابع عشر من شهر أكتوبر 2016 عن انطلاق عمليات عسكرية كبيرة لتحرير مدينة الموصل وبمساندة قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.