توقع السلطات الفرنسية الثلاثاء القادم على اتفاق مع خمس منظمات فرنسية مسيحية يعطي الموافقة الرسمية لهذه المنظمات لاستقبال 500 لاجىء سوري "من بين الأكثر حرماناً" في لبنان. وهي المبادرة الثانية من نوعها بعد إيطاليا لاستقبال لاجئين سوريين من دول مجاورة لسوريا. ومن المقرر أن يوقع بروتوكول الثلاثاء بحضور الرئيس فرنسوا هولاند، يقضي بالبدء بتنفيذ عملية "الاستقبال التضامني" للاجئين هربوا من سوريا، التي تعاني من الحرب منذ مارس 2011. ويوقع على الاتفاق كل من وزير الداخلية برونو لو رو ووزير الخارجية جان مارك إيرولت مع ثلاث منظمات كاثوليكية (مجموعة سانت إيجيديو فرنسا، ومؤتمر الأساقفة الفرنسيين، ومنظمة كاريتاس) ومنظمتين بروتستانتيتين هما الفدرالية البروتستانتية الفرنسية، وفدرالية المساعدة البروتستانتية. وكانت منظمة سانت إيجيديو إيطاليا أطلقت هذا المشروع، وباتت فرنسا الدولة الثانية بعد إيطاليا التي استقبلت 700 سوري بالتعاون مع منظمات مسيحية منذ فبراير 2016. ومن المتوقع ان يبدأ استقبال اللاجئين السوريين في أواخر أبريل المقبل. ويتضمن المشروع استقبال "500 سوري في فرنسا خلال الأشهر الـ18 المقبلة بعد التوقيع على البروتوكول، مع إعطاء أولوية للأشخاص الأكثر حرماناً وهشاشة" مثل الأسر التي لديها أطفال، أو النساء الوحيدات، أو المسنين والمرضى والمعوقين .... ومع أن المبادرة مسيحية فإن "لا شروط على الاستقبال" لجهة الانتماء الديني، حسب ما قال لوكالة فرانس برس رئيس الفدرالية البروتستانتية الفرنسية فرنسوا كلافيرولي. كما قالت رئيسة سانت إيجيديو في فرنسا فاليري رينييه لوكالة فرانس برس "لم يعد بالإمكان تحمل وصول زوارق وسقوط قتلى غرقاً. أردنا مواجهة المشكلة من أصولها". وكان نحو خمسة آلاف مهاجر قتلوا عام 2016 خلال محاولتهم عبور البحر المتوسط للوصول إلى أوروبا حسب الأمم المتحدة. وعملياً ستعطي فرنسا حق اللجوء للاجئين سوريين في لبنان يتم اختيارهم من قبل منظمات إنسانية من المخيمات المنتشرة على الحدود مع سوريا. وبعد موافقة السلطات الفرنسية عليهم ينقلون إلى فرنسا بالطائرة حيث سيحصلون فوراً على صفة لاجىء. -تعميم إلى دول أوروبية أخرى- وتأشيرة الدخول هذه الخاصة باللاجئين أعطيت منذ العام 2012 إلى 1200 سوري، وإلى 4700 عراقي منذ العام 2014، حسب وزارة الداخلية. كما استقبلت فرنسا أيضاً نحو 3000 شخص نازح من مخيمات في الشرق الأوسط العام الماضي، ونحو 3000 طالب لجوء عبر برنامج "إعادة الإسكان" الأوروبي قدموا من اليونان وإيطاليا. وأضافت المسؤولة في سانت إيجيديو "نحن لا نطلب من الدولة المساهمة في النفقات بل التحرك سريعاً: إن الحصول على تأشيرة من القنصلية في بيروت يستغرق شهرين، ثم لا بد من ثلاثة أشهر أخرى في فرنسا لكي يعترف المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين بهم". وتابعت فاليري رينييه: إن الأطفال سيدخلون المدارس بعد ثلاثة أيام من وصولهم إلى فرنسا، وسيعرض على أهاليهم على الفور تعلم الفرنسية، وتقدم إليهم المساعدة لإيجاد عمل. وأوضحت "من أجل اندماج أفضل للأشخاص، لا بد من تسوية وضعهم القانوني وجعلهم قادرين على التكفل بأنفسهم سريعاً". وقالت أيضاً إن كل نفقات هذا المشروع ستغطى من هبات ومن شبكات مسيحية. والكلفة قدرت بنحو 11 ألف يورو سنوياً كمعدل لأسرة من أربعة أشخاص. وتشارك الكنائس منذ فترة طويلة في استقبال لاجئين. وتم استقبال أكثر من ألفي لاجىء بين سبتمبر 2015 وخريف 2016 من قبل مؤسسات تابعة لمطرانيات كاثوليكية، ونحو 450 لاجئاً من قبل منظمات بروتستانتية. إلا أن استقبال الأجانب بات موضوعاً خلافياً بسبب الخوف من تنامي التيارات الإسلامية المتطرفة. وقال كلافيرولي في هذا الإطار "إن هذه الأسئلة مشروعة، إلا أن المجتمع الفرنسي قادر على إثبات سخائه" في هذا الإطار. وتؤكد منظمة سانت إيجيديو أن التوقيع الذي سيتم الثلاثاء "ملزم للمستقبل"، إلى ما بعد موعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية، معربة عن الأمل بأن يؤدي نجاح هذه التجربة إلى تعميمها إلى دول أوروبية أخرى.