بداية، الشكر واجب لجلالة الملك حمد حفظه الله الذي بفضل توفيق المولى عز وجل له وثم بفضل مشروعه الإصلاحي، رفع قدر المرأة البحرينية عالياً جداً، وأوصلها من ناحية الثقة بقدراتها وكفاءتها لتكون نموذجاً مشرفاً يشيد به المجتمع الغربي والعالم ككل.

مشروع جلالته أوجد المجلس الأعلى للمرأة، وعند هذه النقطة، الشكر موصول أيضاً لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم قرينة جلالة الملك، أميرة البحرينيات والتي فتحت لهن أبواباً واسعة في مجال التمكين والتفويض ومنح الثقة والإيمان بقدراتهن.

مشروع تمكين المرأة البحرينية أحد أبرز مكتسبات المشروع الإصلاحي، وأحد أقوى مخرجات عمل مجلس المرأة، إلى جانب مكتسبات عديدة حققها المجلس من خلال توجيهات الأميرة سبيكة.

هذا المشروع حقق نجاحاً متفرداً في مملكة البحرين طوال عشر سنوات، طبقت فيه مبادئه وحققت التوازن والعدالة بين الطاقات الوطنية من ناحية الذكور والإناث، وأوصل البحرين لمستوى الفخر بأن بلادنا تتميز عن كثير من البلدان بأنها تضم في مستوى القيادات من وزراء ووكلاء ونواب وشوريين وغيرهم كوكبة من النساء البحرينيات المميزات، والمؤهلات اللواتي استطعن عبر كفاءتهن أن يزاحمن الرجال ويتفوقن عليهم من ناحية الإنجاز والعطاء.

اليوم وبعد نضوج التجربة وخلوصها لأرقام ومفرزات رائعة، جاءت الأميرة سبيكة لتنقل هذه التجربة الرائدة إلى المستوى العالمي، وأي مستوى أكبر من هيئة الأمم المتحدة نفسها، والتي شهدت يوماً تاريخياً بحرينياً عالمياً بالفعل قبل يومين، حينما أعلن من نيويورك إطلاق جائزة الأميرة سبيكة لتمكين المرأة؟!

هذه هي البحرين التي تخوض تجربة شجاعة بدأها الملك حمد منذ قرابة عقدين، لم تقف عند مقومات بعينها متعلقة بالحياة المدنية والديمقراطية وحقوق الإنسان، بل جعلت المرأة وهي نصف المجتمع وشريكة الرجل في البناء والتطوير، جعلها حجر زاوية، وعنصراً أساسياً مؤثراً، ولو أردنا سرد أسماء النساء البحرينيات الوطنيات اللاتي تألقن بفضل هذا الانفتاح الذي جاء به مشروع جلالة الملك وبفضل دعم الأميرة سبيكة عبر مجلس المرأة لطال بنا المقام، فالأرقام لم تتوقف منذ الانطلاقة قبل عشرة أعوام، وفي كل عام نرصد ونتابع تطوراً رائعاً للمرأة البحرينية، ومزيداً من الثقة والإيمان بقدراتها من قبل القيادة، وباتت المرأة البحرينية يحسب لها حساب في أية تصنيفات معنية بالنجاح في التخصصات المختلفة أو في القوة الإدارية.

هذه الجائزة اليوم تقدم باسم البحرين، وتمضي في نفس الاتجاه الذي قدمت فيه جوائز عالمية عديدة من قبل جلالة الملك والتي أبرزها جائزة «اليونسكو»، إضافة لجائزة الأمير خليفة بن سلمان للتنمية الحضرية، واليوم جائزة الأميرة سبيكة لتمكين المرأة.

كل هذه الجوائز مرتبطة بالأمم المتحدة، هذا الكيان الدولي الجامع، وفي ذلك دلالة هامة، تبين أن مملكة البحرين مهما حاول المتربصون بها التقليل من إنجازاتها ومكاسبها ومخرجات المشروع الإيجابي، إلا أن العالم الواعي يعرف تماماً كيف يقيم ذلك، وهاهي الأمم المتحدة بنفسها تدعم الحراك الديمقراطي التنموي للبحرين، وتعلن عن جوائز مقرونة باسم البحرين ورموزها السياسية دلالة على تقديرها للتجارب البحرينية الرائدة، والرغبة في تعميمها والاستفادة منها ودعم كثير من الدول من خلالها.

مثلما قاد جلالة الملك حمد رجال الوطن المخلصين للتميز والنجاح والفخر بأنهم يمثلون البحرين الغالية، هاهي الأميرة سبيكة حفظها الله تمضي بقوة لترفع من شأن المرأة البحرينية وتعلي اسمها، وتراهن بقوة على بنات ونساء البحرين المخلصات الرائدات المتميزات ليكن خير مثال نفخر به حين نتحدث للغرب، وباسمهن اليوم وباسم قائدتهن سمو الأميرة، ها هي الأمم المتحدة ترفع من اسم البحرين بجائزة تهم كل امرأة طموحة تسعى لتحدي واقع العالم الذكوري لتنجز وتتميز.

صاحبة السمو الأميرة سبيكة، بوركت مساعيك وخطواتك، فأنت رمز المرأة البحرينية الناجحة بلا منازع.