أكد رئيس مجلس النواب أحمد الملا أن تعزيز العلاقات البرلمانية العربية، وتوحيد المواقف في القضايا الاستراتيجية، وتمكين البرلمانات من تجسيد البعد الشعبي في منظومة العمل العربي المشترك باتت أولويات قصوى، من أجل الحاضر والمستقبل، خاصة في ظل محاولات النظام الإيراني التدخل السافر في الشؤون الداخلية للدول العربية، واحتلال الجزر الإماراتية الثلاث، والتي يتفق الجميع بأنها انتهاكاً لقواعد القانون الدولي، ولمبدأ حسن الجوار وسيادة الدول.

وأضاف أن الإرهاب خطر يهدد الجميع، وليس له دين ولا انتماء وأن الأوضاع التي تشهدها بعض الدول العربية، في ظل التدخلات الخارجية، الداعمة للإرهاب والمحرضة عليه، تستلزم منا دعم الجهود العربية والدولية، التي تضمن الأمن والاستقرار، وأن تنسيق الموقف البرلماني العربي، في المحافل الإقليمية والدولية، وخاصة في الملف الحقوقي، وفي السياسة الإعلامية، بات أمانة قومية، ومسؤولية تاريخية.

وأضاف "انطلاقاً من رئاستنا للمجموعة الخليجية، أؤكد على أهمية تعزيز دور الدبلوماسية البرلمانية العربية لمواجهة التحديات والتطورات، وبيان الموقف العربي الواحد والموحد، في المحافل البرلمانية، وضرورة دعم المشاركة الشعبية في العملية السياسية، ودعم التنمية الاقتصادية، لتكون مجالسنا وبرلماناتنا صوت المواطن العربي، لحاضره ومستقبله".


جاء ذلك خلال كلمة رئيس مجلس النواب في المؤتمر الرابع والعشرين للإتحاد البرلماني العربي المنعقد حالياً في العاصمة الرباط بالمملكة المغربية الشقيقة، برئاسة رئيس مجلس النواب بالمملكة المغربية الشقيقة الحبيب المالكي، ومشاركة رئيس مجلس المستشارين بالمملكة المغربية عبدالحكيم بن شماس، ورؤساء المجالس والبرلمانت العربية.

تم خلال المؤتمر اختيار أحمد الملا رئيس مجلس النواب نائباً لرئيس المؤتمر، ويضم وفد الشعبة البرلمانية لمملكة البحرين أعضاء من مجلسي الشورى والنواب، كما شهد حفل افتتاح المؤتمر حضور عدد كبار الشخصيات السياسية والدبلوماسية.

وأكد رئيس "النواب" خلال كلمته على أهمية التضامن العربي، وصيانة الأمن القومي، والمبادرة السياسية لمعالجة التحديات الداخلية، ورفض التدخل الخارجي في الشأن العربي، وموقفنا الثابت ورفضنا التام من "قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب" المسمى "جاستا"، لأنه يتعارض مع القوانين الدولية حول مبدأ وحصانة السيادة للدول.

وأكد على أهمية دعم خطط التنمية المستدامة التي تلتزم بها دولنا العربية، وضرورة التكامل الاقتصادي العربي، مع السعي المتواصل لتمكين الشباب، وتنشئتهم على الاعتزاز بانتمائهم الوطني وهويتهم العربية، وتوفير فرص العمل، واستثمار طاقاتهم ومواهبهم، وحمايتهم من الأفكار المتطرفة، كما نركز هنا على أهمية الدعم المستمر لتمكين المرأة العربية، إدراكاً بأهمية دور المرأة وتعزيز حقوقها، باعتبارها ركيزة أساسية وشريكة رئيسة في عملية التنمية وتطور مجتمعاتنا العربية.

وأشار رئيس "النواب" إلى أن المؤتمر، يأتي في ظل تطورات سياسية متصاعدة وتحديات اقتصادية استثنائية وتهديدات إرهابية مستمرة، تطال العالم بأسره، وخصوصاً الدول العربية، الأمر الذي يستوجب منا، التعاون الوثيق والتكامل الكبير وضرورة تفعيل الدبلوماسية البرلمانية، وتأكيد دعم القضية الفلسطينية، لا سيما وأن مؤتمرنا هذا يأتي بالتزامن مع قرب انعقاد القمة العربية الثامنة والعشرين، لأصحاب الجلالة والسمو القادة العرب، التي ستعقد في المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في مارس الجاري.

وأشاد بالدور القيادي الرائد لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وإخوانه قادة الدول العربية، على ما يبدونه من العزم والإصرار، في مكافحة الإرهاب ومن يدعمه، وأن ذلك كله، يضاعف من دورنا ومسؤولياتنا البرلمانية العربية تجاه مستقبل دولنا وشعوبنا والأجيال القادمة.

وأشار إلى الإنجازات الإصلاحية الرائدة التي حققتها البحرين في كافة المجالات في ظل قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى
.

وأكد الملا، على حق الشعب الفلسطيني الشقيق، للعيش في وطن آمن، كامل السيادة والاستقلالية، ونطالب العالم بوقف الانتهاكات الإسرائيلية اليومية، التي ضربت بعرض الحائط قرارات الأمم المتحدة، وتجاوزت كل المواثيق والأعراف، والتي ستظل أحد أبرز أسباب تنامي الإرهاب والفكر المتطرف، وعدم الاستقرار في دول المنطقة، خاصة في ظل التدخلات الخارجية الداعمة للإرهاب وجماعاته.

ومن المقرر أن يواصل المؤتمر اجتماعه وجلساته ومناقشاته الثلاثاء، وإصدار بيان ختامي وتوصيات هامة في مجالات عديدة، أبرزها مكافحة الإرهاب، ودعم القضية الفلسطينية، ورفض ومواجهة التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية.