أكد السفير المغربي لدي مملكة البحرين أحمد رشيد الخطابي أن مشروع "مدينة محمد السادس طنجة تيك" يجسد الإرادة المشتركة بين بلاده والصين للسير قدما بالشراكة الاستراتيجية نحو آفاق أرحب، وذلك في اطار رؤية بلاده الهادفة إلى تنويع وتكثيف الشراكات مع القوى الاقتصادية فضلا عن شراكاتها المتقدمة الأخرى وخاصة مع مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وأوضح الخطابي في تصريح لوكالة أنباء البحرين أن الواجهة المتوسطية أضحت في قلب هذه الشراكات من خلال المشروع الكبير الذي سينجز بطنجة على مساحة 2000 هكتار والذي سيحدث قطبا اقتصاديا يشمل صناعات متعددة ومتطورة كالطائرات والسيارات والإعلام الالكتروني باستثمار إجمالي قيمته حوالي 10 مليار دولار بعد 10 سنوات سيوفر 100 الف وظيفة 90 في المائة منها، على الأقل لفائدة السكان المحليين على أن ينجز تدريجيا المرحلة الأولى على 500 هكتار وتخصص لتجهيزات النقل والطاقات المتجددة والصناعات الغذائية.

وقال ان المرحلة الثانية تستهدف اقامة منطقة لوجستية على 500 هكتار والأخيرة على مساحة 1000 هكتار لبناء منطقة أعمال محفزة لاستقرار الشركات متعددة الجنسية.



وتابع قائلا .. المشروع الذي سيتوج بإنشاء مدينة ذكية تدمج البعد الإيكولوجي مع المجال العمراني والصناعي يكرس، بفضل العناية الملكية السامية، جاذبية طنجة المطلة على أوروبا وانفتاح هويتها الأصيلة وبعدها الكوني وحيوية نسيجها الاقتصادي لتصبح بامتياز مركزا للاستثمار والتصدير والإنتاج.

وقال أن إطلاق هذا المشروع المندمج يؤكد على الثقة التي يحظى بها الاقتصاد المغربي وقدراته التنافسية وعلى الانخراط الفاعل للجهات المغربية ومنها، جهة طنجة تطوان الحسيمة، في تنفيذ الشراكة مع الصين التي تربطنا بها علاقات راسخة وقوية.

واضاف أن هذا المشروع من شأنه كذلك تعزيز دينامية مسار التنمية المستدامة بطنجة التي شهدت منذ بداية الألفية الجديدة إنجاز مشاريع ضخمة منها ميناء طنجة المتوسطي وتوسيع شبكة الطرق السيارة وخط القطار فائق السرعة ومناطق صناعية ولوجستية.

وأشار الى أن هذا المشروع بقدر ما هو عامل جذب للمستثمر الصيني، فانه يعد دلالة واضحة على أن المغرب بعودته للاتحاد الإفريقي وطلب انضمامه للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا المكونة من 15 دولة، يسعى بخطى واثقة لتحقيق تقارب أعمق بين محيطه العربي وإفريقيا من جهة وأوروبا من جهة أخرى، وهو تقارب مطبوع بالتضامن الحقيقي، موجه نحو المستقبل وبحتمية الترابط البين- قاري والحاجة الملحة لإرساء أسس جوار إنساني، منسجم لكسب الرهانات التنموية والأمنية المشتركة، وفي سياق هذه الرؤية الطموحة، تبرز الأهمية الخاصة للربط القاري عبر جبل طارق الذي يقف شاهدا على التفاعل الحضاري بين شعوب المنطقة عبر التاريخ.