دعا تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" الأربعاء، السلطات العراقية الى عدم التسرع في انتشال الرفات من مقبرة جماعية في جنوب الموصل لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى صعوبات كبيرة في تحديد هويات الضحايا.

وتم العثور على عشرات المقابر الجماعية في مناطق تم استعادة السيطرة عليها من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية الذي ارتكب فظاعات بحق السكان في مناطق نفوذه في العراق وسوريا.

وأعلنت لمى فقيه نائبة مدير الشرق الأوسط للمنظمة الإنسانية في بيان أن "الرغبة القوية لاستخراج رفات أحبائهم من المقابر الجماعية (للجهاديين) مفهومة تماماً، إلا أن عمليات استخراج الجثث على عجل تؤثر بشكل كبير على فرص التعرف على الضحايا والاحتفاظ بالأدلة".


وأضافت "قد يكون استخراج جثث قتلى في "الخسفة" صعباً، على السلطات أن تقوم بكل ما بوسعها للتأكد بأن الذين فقدوا أحباءهم هناك سيكون لديهم (دليل) حقيقي" ، في إشارة إلى مقبرة تقع إلى الجنوب من الموصل، شمال العراق.

ومقبرة الخسفة، عبارة عن حفرة كبيرة في عمق الصحراء إلى الجنوب من مدينة الموصل، تتكدس فيها جثث قتلى أعدمهم الجهاديون بإطلاق الرصاص عليهم في الرأس ودفع الجثث إلى الحفرة.

وقام الجهاديين بزرع عبوات ناسفة حول الموقع، ما أدى إلى مقتل صحافية عراقية كردية وثلاثة من عناصر قوات الأمن في براير.

إثر ذلك، دعت هيومن رايتس ووتش السلطات العراقية إلى إغلاق الموقع "لحماية المقبرة الجماعية ومن في المنطقة، من أجل إزالة الألغام من الموقع". وأضافت "إذا كان استخراج الجثث ممكناً فإن العملية يجب أن تتم طبقاً للمعايير الدولية".

وتمكنت القوات العراقية بدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن، من استعادة مناطق واسعة سيطر عليها الجهاديين بعد هجوم شرس عام 2014.

وأعلنت القوات العراقية في وقت سابق من الشهر الحالي، العثور على مقبرة جماعية تضم رفات نحو 500 معتقل داخل سجن بادوش الواقع على بعد 15 كلم شمال غرب الموصل.

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش أعلنت في أكتوبر 2014 أن مسلحين من تنظيم الدولة الإسلامية قاموا على نحو منهجي بإعدام نحو 600 من السجناء الذكور في سجن بادوش في 10 يونيو من العام المذكور.

وبدأت القوات العراقية في 17 أكتوبر، عملية كبيرة لاستعادة الموصل ثاني مدن وآخر أكبر معاقل الجهاديين في البلاد، تمكنت خلالها من استعادة كامل الجانب الشرقي ثم انطلقت الشهر الماضي للبدء باستعادة الجانب الغربي منها.