الأمل لا يتمثل في كوب قهوة فقط كما هو متداول هذه الأيام بالقيام بتصوير سكون القهوة السوداء والتعليق عليها بأن مرارة طعمها هي الأمل. هذا خطأ في حق الأمل وفي حق القهوة أيضاً! فالتعليق بذلك هو تشبيه ضمني باليأس، وأن اليأس هو نقيض الأمل. ولِم لا نفكر بإيجابية أكثر وصياغة أكثر جمالاً، كأن نقول بأن مرارة طعم القهوة تضيف توازناً أكثر بعد تناول قطعة سكر أكثر حلاوة! ماذا حدث هنا؟ نفس العبارة ونفس الشخصيات الممثلة في كوب القهوة والأمل، ولكن مجرد إعادة صياغة في سبيل الأمل والتفاؤل والإيجابية.

كلنا لدينا تلك الأحلام، وتلك النظرة الثاقبة لتحقيقها مهما كانت العوائق، وكلنا لدينا نبرة الانكسار في أحيان كثيرة، وكلنا لدينا نفس القلب الذي تضعف أوتاره في وقت ما، وبذلك لا يمكن أن نقول إن هناك شخصاً مخلوقاً من أسلاك كهربائية وليس لديه مشاعر -وإن كانت العواطف والمشاعر تتبرأ من بني آدم أحياناً!- إلا أن الفيصل ما بيننا هو نوعية أدواتك التي تحملها على ظهرك لشق طريق الحياة. هل هي الإيمان والتسلح بالأمل؟ أم هي تذكر النكبات وأعاصير الماضي عند جميع الفرص القادمة التي تمد يدها لك للنسيان؟

إن تعليم الأمل ونشره مهمة إنسانية أيضاً.. فقد أشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي إلى أن «مجتمعاتنا العربية لاتزال بخير، وصناع الأمل مازالوا يملؤون عالمنا». إن الأمل ليس كوباً من القهرة المرة، بل هو مبادرة سلام، ومبادرة تطوع لها بريقها الخاص بشغل الشباب في عمل الخير بعيداً عن براثن الشر والخبث والخبائث.

الجدير بالإشارة بأن هناك مبادرة مميزة تسعى إلى إلقاء الضوء على ومضات الأمل المنتشرة في عالمنا العربي، والتي لمع من خلالها رجال ونساء من مختلف الأعمار عملوا بروح متفانية وقلوب نقية من أجل خدمة مجتمعاتهم ورفعة أوطانهم، وإيماناً بهذه الجهود الإنسانية والخيرية المبذولة، حيث ستقوم تلك المبادرة بتكريم هؤلاء العاملين من خلال دعمهم مادياً ومعنوياً وإبراز دورهم الفعال للمجتمع كي يواصلوا مسيرتهم المعطاءة التي تسهم في بناء مجتمع ينعم بالرقي والازدهار في مختلف المجالات كالصحة والتعليم والعمل الشبابي والعمل التطوعي والإعلام الجديد. فهنيئاً لمبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية على تشجيع مسيرة تعليم الأمل، وشكراً من القلب على تبنيكم تلك المبادرة لنواصل معاً الطريق في سبيل نشر الأمل وتحقيق السلام الداخلي.

وختاماً، أنا أضع على مكتبي ورقة كتبتها بخط يدي في وقتٍ صعب جداً، ومازلت أحتفظ بها، بل لا أريد تغييرها وإعادة طباعتها إلكترونياً، وذلك حتى أتذكر بأن ذلك اليوم الصعب قد مرّ منذ وقت طويل، وأنا اليوم أجمل، وأقوى، وأشجع منذ ذي قبل. كتبتُ «قف على ناصية الحلم وقاتل» لتنثر هذه الجملة الأمل والسلام والقوة في كياني، فهل أنتم أيضاً مقاتلون في سبيل الأمل؟ وما هي مصادر الأمل لديكم؟ اكتشفوها.