تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة، رئيس المجلس التنفيذي للإمارة، كرمت جائزة الشارقة للاتصال الحكومي مساء الأربعاء في مسرح المجاز المؤسسات الحكومية والأفراد الفائزين في فئاتها المختلفة، حيث تم اختيار سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان عضو مجلس الوزراء وزير الخارجية والتعاون الدولي الشخصية الإعلامية المؤثرة في الاتصال الحكومي على مستوى المنطقة.

وجاء اختيار اللجنة لسموه نظراً لكونه أحد رواد منظومة الاتصال الحكومي الوطنية، ولسموه مساهمات كبيرة واضحة النتائج في تصميم السياسة الخارجية لدولة الإمارات التي تتسم بالحيادية والاعتدال واحترام سيادة الدول والقانون الدولي والمبادئ الأساسية للأمم المتحدة، بالإضافة إلى تشجيع سموه وتبنيه للكثير من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في الوطن العربي والعالم.

وعرف عن سموه مناصرته الدائمة لوسائل الإعلام واحترامه للإعلاميين ورعايته للرسالة الإعلامية والصحافية السامية وحرصه على التواصل الدائم مع مختلف أفراد المجتمع.



ونجح سموه في دعم جهود القيادة الرشيدة عبر مساهمته في إرساء مفهوم القوة الناعمة لبناء وتقديم السمعة المتميزة لدولة الإمارات، التي مثلت جسر انفتاحها على العالم، ومكنت من تكريس علاقات الصداقة والتعاون التي تجمعها مع مختلف الشعوب والحضارات والثقافات.

وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان عضو مجلس الوزراء وزير الخارجية والتعاون الدولي: "أود أن أتقدم بالشكر الجزيل للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة على تشريفي بهذه الجائزة.

وأضاف سموه "أنا لست إعلامياً ولكن نمط الحياة اليومي يفرض على كل فرد منا أن يتعامل مع وسائل الاتصال سواء كانت التقليدية أو الحديثة وبشكل دوري، وأعتقد أننا جميعاً أمام تحد كبير فرضته وسائل التواصل الاجتماعي، هذا التحدي هو تحدي المصداقية، ومن السهل أن يصل صوت أي منا عبر تلك الوسائل إلى كل مكان، ولكن نحتاج أن نكون صادقين مع أنفسنا حتى نكون صادقين مع الناس".

وأضاف سموه: "كلنا نحمل مسؤولية أمانة تلك الكلمة، هذه الأمانة تنبع من القيم التي تأسس عليها الإنسان، لهذا فإننا بأمس الحاجة أن نتذكر منظومة القيم التي تأسس عليها هذا الوطن الكريم لتكون منهجاً لنا في كل وقت ومكان، وأكرر شكري وامتناني لشارقة القيم النبيلة".

وتسلم الجائزة نيابة عن سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي السيد محمد الرئيسي.

وأطلق الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي خلال كلمته في حفل تكريم الجائزة كتاب "أفضل الممارسات في الاتصال الحكومي" الذي يتضمن تجارب مهمة في تطوير علوم الاتصال الأكاديمي، ويشكل مرجعية معرفية للأفراد والمؤسسات في دولة الإمارات العربية المتحدة وجميع الدول العربية..

وأكد دور الجائزة في تعزيز تنافسية قطاع الاتصال الحكومي مشيداً بالمشاركات المتقدمة للجائزة التي تعكس الإبداع والمسؤولية والعمل الجاد.

ولفت رئيس مجلس الشارقة للإعلام إلى توسعة فئات الجائزة التي أتاحت مشاركات جديدة متميزة ونوعية من دول مجلس التعاون الخليجي، وشكلت إضافة قيمة لإنجازات أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأضاف أن التجارب المتقدمة للجائزة تكشف أسرار تطور وتقدم المجتمعات كون الاتصال في مقدمة أولويات العمل في دول مجلس التعاون الخليجي التي أخذت مكانتها البارزة في صدارة دول العالم.

وأشار الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي إلى المشاركات الإعلامية ضمن الفئة المخصصة لهم مشيراً إلى أهمية الإعلام في الأدوارال تنموية، لتضاف جائزة الشارقة للاتصال الحكومي إلى رصيد انجازاتهم.

وقال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي إن كل تجربة وصلتنا سواء حظيت بالجائزة أم لم تحظى بها ... غنية بفكرها ومخرجاتها وتعكس عمق الوعي لدى الأفراد والمؤسسات بأهمية الاتصال في تحقيق أهدافها وغاياتها...

وهنأ الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي جميع الفائزين مشيداً بملفاتهم التي تمثل مرجعية وتنموذجاً في منظومة الاتصال الحكومي..

فيما ألقى الإعلامي سامي الريامي رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم عضو لجنة تحكيم الجائزة كلمة نيابة عن لجنة التحكيم بدأها بتوجيه الشكر إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على كافة جهود سموه للارتقاء بمنظومة الاتصال الحكومي في دولة الإمارات وكافة أرجاء المنطقة العربية، وإلى سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب الحاكم ورئيس المجلس التنفيذي للإمارة على متابعته الدائم ورعايته للجائزة منذ انطلاقها.

وقال الريامي إن جائزة الشارقة للاتصال الحكومي مرت بعدة مراحل تطوير في أدائها وفئاتها وشروطها. وفي ذات الوقت فقد تطورت آليات تحكيمها لتواكب حجم الثقة التي حظيت بها من مختلف المؤسسات الحكومية في دولة الإمارات وخارجها.

وبين رئيس تحرير "الإمارات اليوم" أن الجائزة شهدت تطوراً ملفتاً على صعيد ارتفاع حجم المشاركات، حيث ارتفعت في الدورة الرابعة بنسبة بلغت 36 بالمئة مقارنة مع الدورة الثالثة، وشهدت الجائزة استلام 179 دراسة حالة في فئاتها المختلفة مقارنة بـ 132 ملفاً في الدورة السابقة.

واشتملت فئات الدورة الرابعة لجائزة الشارقة للاتصال الحكومي الـ13على مجموعتين، وهي مجموعة الفئات المختارة الخاصة بالوطن العربي وتضم فئتين: الشخصية الإعلامية والريادة الإعلامية، ومجموعة الفئات المرشحة وتضم 11 فئة منها 3 فئات خاصة بالدوائر والمؤسسات الحكومية في إمارة الشارقة، و5 فئات خاصة بالمؤسسات والأفراد على مستوى دولة الامارات، وفئتين للجهات الحكومية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي شاملة لدولة الإمارات، علماً بأنه قد تم استبعاد فئة واحدة والتي لم يتقدم إليها غير دراسة حالة منفردة وهي فئة أفضل تعامل إعلامي مع أزمة.

وغطت الجائزة بصيغتها الراهنة مختلف العمليات الاتصالية التي تقوم بها إدارات الاتصال الحكومي، من التخطيط الاستراتيجي إلى نهج الاتصال الداخلي وحتى الأسلوب الأفضل للتعامل مع الأزمات، مروراً بالحملات الاتصالية الداخلية والخارجية التي تنفذ لخدمة المصلحة العامة، وصولاً إلى تطوير المواقع الإلكترونية للجهات الحكومية والمنهجية الأنسب لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي، وعلى المستوى الفردي غطت أفضل أسلوب لمتحدث رسمي وأفضل مشروع تخرج حول الاتصال الحكومي، وأخيراً أفضل تحقيق صحفي نفذ بالتعاون مع جهة رسمية بما يعزز من قدرات الاتصال الحكومي على مستوى الدولة.

وأعلنت لجنة تحكيم جائزة الشارقة للاتصال الحكومي برئاسة ابراهيم العابد مستشار رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام عن اختيار صحيفة الشرق الأوسط الدولية لنيل جائزة الريادة الإعلامية. وذلك نظراً لكونها من أكثر الصحف العربية تأثيراً في الرأي العام، ومعتدلة وموضوعية في تبني قضاياها، وتعرف بانحيازها للهم العربي والإنساني العام، ونافذة للمعرفة بكافة أشكالها الاقتصادية والعلمية والثقافية، ومنبر لأهم الأقلام على المستوى المحلي والعالمي. واستطاعت صحيفة الشرق الأوسط أن تحقق انتشاراً صحفياً هائلاً وحافظت عليه في أشد الظروف وأحلكها. تولى رئاسة تحريرها، نخبة من أهم رواد الصحافة في الوطن العربي، خرجت أجيالاً من الصحافيين وأضافت الكثير على ثقافة الصحافة العربية ومعارفها وعلومها.

وعلى صعيد الفئات المرشحة نالت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير-شروق جائزة أفضل ممارسة اتصال حكومي على مستوى إمارة الشارقة وحلت دائرة الموارد البشرية ثانياً وغرفة تجارة وصناعة الشارقة ثالثاً، في حين نال المهندس خليفة مصبح الطنيجي رئيس دائرة الإسكان وعضو المجلس التنفيذي في الشارقة جائزة أفضل متحدث رسمي على مستوى الإمارة.

ونالت دائرة الإسكان بالشارقة جائزة أفضل موقع إلكتروني حكومي على مستوى الشارقة وحلت هيئة مطار الشارقة الدولي ثانياً في حين جاءت هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة في المركز الثالث.

وفازت وزارة شؤون الرئاسة- الأرشيف الوطني بجائزة أفضل استراتيجية اتصال حكومي على مستوى الدولة، وجاءت غرفة دبي في المركز الثاني تلتها دائرة التخطيط والمساحة في الشارقة التي حلت ثالثاً، وفازت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم بفئة أفضل تفاعل للاتصال الحكومي عبر شبكات التواصل الاجتماعي على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، وحلت دائرة القضاء بأبوظبي في المركز الثاني وجاءت وزارة شؤون الإعلام بمملكة البحرين بالمركز الثالث. وفاز خليل صقر بن غريب مدير إدارة الاتصال المؤسسي في جمارك دبي بجائزة أفضل مشروع تخرج أو بحث علمي في الاتصال الحكومي على مستوى الدولة.

كما فازت بلدية دبي بفئة أفضل ممارسة في الاتصال الداخلي على مستوى الدولة، وحلت هيئة الشارقة للوثائق والأرشيف ثانياً في حين جاءت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية في المركز الثالث. وفازت وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية بجائزة أفضل حملة اتصال حكومي على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، وحلت شركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية بالمركز الثاني في حين جاءت هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية بمملكة البحرين في المركز الثالث.

وفازت وزارة التغير المناخي والبيئة بفئة أفضل تواصل حكومي خارج الدولة، وحلت هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة بالمركز الثاني وجاءت غرفة تجارة وصناعة الشارقة ثالثاً. وفاز الصحفي أحمد عبد الحميد الأنصاري من صحيفة الإمارات اليوم بفئة أفضل تحقيق صحفي على مستوى الدولة وهي الفئة التي أضيفت للمرة الأولى هذا العام.

هذا وتعد جائزة الشارقة للاتصال الحكومي التي تم إطلاقها بتوجيهات سامية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في سبتمبر 2012، كجزء من توصيات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي بدورته الثانية خطوة ريادية هي الأولى من نوعها في المنطقة. وعملت الجائزة في دوراتها الماضية على ترسيخ أفضل الممارسات المهنية في قطاع الاتصال الحكومي في الدولة ومنطقة الخليج العربي. وقد تبلورت فكرتها لتثمين جهد المؤسسات المحلية والإقليمية والمجموعات والأفراد، ودعم إنجازاتهم وإبداعاتهم التي تسهم في تحقيق تواصل أفضل مع الجمهور، وإيجاد شراكة حقيقية بين الجهات الحكومية وصناع القرار فيما بينهم من جهة وبين فئات الجمهور المتنوعة من جهة أخرى.