أكد رئيس الجمعية البحرينية للتسامح والتعايش بين الأديان يوسف بوزبون أن البحرين على مدار التاريخ مهد للحضارات وبلد التسامح والتعايش والود والحب والتفاهم بين أتباع مختلف الديانات، وهي نموذج للتعايش والتسامح بين الأديان، موضحا أن دستورالمملكة يؤكد الحرية المطلقة في المعتقدات وحرية ممارسة الشعائر.

وزار صباح أمس وفد أمريكي متخصص في شؤون الشرق الأوسط مقر الجمعية البحرينية للتسامح والتعايش بين الأديان، وأنصت الوفد مطولا لأعضاء مجلس إدارة الجمعية من مختلف الديانات والمذاهب أثناء سردهم لتجاربهم الذاتية، وتصويرهم لمناخ التسامح الديني والمذهبي والفكري في البحرين.

وأبدى كل من أنجلو مستاس وكيري مسنتوش من الوفد الأمريكي إعجابهما بأنشطة الجمعية، ودورها في تعزيز تكريس ثقافة الحوار والتعايش واحترام الآخر بين جميع مكونات المجتمع البحريني، باعتبارها الركيزة الرئيسة في استقرار المجتمعات وتقدمها.



وأضاف أن تعزيز التسامح الديني والمذهبي والفكري، هو من صلب المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، لما تمثله البحرين من نموذج عالمي رائد للتسامح الديني والتعايش المشترك بين مختلف الأديان والطوائف فالبحرين كانت دوماً واحة للأمن والاستقرار واحترام حقوق الإنسان.

ومن الضروري التأكيد على تكريس ثقافة الحوار والتعايش واحترام الآخر بين جميع مكونات المجتمع البحريني، باعتبارها الركيزة الرئيسة في استقرار المجتمعات وتقدمها، والجميع مطالبون بتعميم هذه المبادئ ضمن إطار عام من حرية الرأي والتعبير والفكر والمعتقد، وترسيخ الوسطية ونشر قيم السلام والعدالة والتعايش المشترك التي أكد عليها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر في أكثر من مناسبة، للعمل سوياً على نهضة الوطن والمحافظة على مكتسباته".

وتابع ولعل أجواء الحريات الدينية والمدنية والديمقراطية والتعايش الحضاري التي تسود المجتمع البحريني المتسامح والمسالم في إطار من المساواة والعدالة والاحترام المتبادل بين جميع المواطنين والمقيمين مبعث فخر لكل البحرينيين".

ومن جهتها قالت أمين سر الجمعية الدكتورة أمل الجودر إن تاريخ البحرين يزخر بمظاهر الوحدة الوطنية الحقيقية والتي لم تمسها شوائب الفكر الضال والعقائد الهدامة، وبالتالي هو مرجع أصيل لبناء قواعد راسخة لمستقبل مزدهر.وقد أثبت تاريخ البحرين فعليا أن أخلاقيات التسامح السائدة في الموروثات الثقافية لشعب البحرين كانت عاملا رئيسيا في ثبات مسيرة التنمية الشاملة والاستقرار السياسي والرخاء الاقتصادي والرقي الثقافي والفكري وفي ترسيخ الأمن والأمان والسلم المجتمعي، وأن تاريخ البحرين أكد فكرة أن المجتمع يتكون من عدة طوائف وانتماءات دينية وعقائدية وبهذا فهم عناصر رئيسية فاعلة وبناءة في كيان الوطن.ونرجو أن تساهم جهود الجمعية البحرينية للتسامح وتعايش الأديان ومبادراتها في مزيد نشر ثقافة التسامح الديني بين الناس جميعاً، ونبذ العنف والكراهية والتطرف والتعصب وترسيخ ثقافة الحوار بين الأديان والحضارات والثقافات والدعوة للتعايش السلمي بغض النظر عن الانتماء الديني أو العرقي أو الفكري وغرس روح الانتماء والولاء وحب الوطن، وتنمية القدرات الإبداعية لدى الفرد وذلك بالتنسيق مع مختلف الجهات الحكومية، واستجابة لما أكدت عليههيئة الأمم المتحدة من حرية الديانة والمعتقد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حيث تنص المادة (18) على أن “لكل إنسان الحق في حرية الفكر والوجدان والدين، ويشمل ذلك حريته في أن يدين بدين ما، وحريته في اعتناق أي دين أو معتقد يختاره”. يختاره” وأقر العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1966 بالحق في حرية الدين أو المعتقد".

وتابعت الجودر:" إن البحرين بيئة خصبة لإنجاح الحوارات وتبادل الأفكار التي من شأنها خدمة الإنسان بغض النظر عن عرقه وانتمائه .فللبحرين بصمة كبيرة ليس في مجال حوار الأديان فحسب بل على كافة المستويات السياسية والثقافية والعمل على وضع الحلول الناجعة للعديد من القضايا الإقليمية، كما أنها صاحبة باع طويل في خدمة الإنسانية.إن روح المودة والمحبة كانت وستبقى متجلية بين أبناء الشعب البحريني على اختلاف شرائحهم، وهو ما يثبته التعايش التاريخي في البلاد. إن مملكة البحرين ومنذ نشأتها عاش أبناؤها جميعا في سلام، ويشهد تاريخها بالانفتاح والتسامح وتقبل الرأي الآخر واحترامه".

وختمت الجودر بقولها:"إنّ الانفتاح الذي تعيشه مملكة البحرين حاليا، يملي على المهتمين بالشأن الديني توعية الأجيال المقبلة بالحوار وأهميته، وتشجيعهم على الاطلاع على ثقافات الآخرين، بما يكفل لهم الاعتدال والحفاظ على الهوية، ولا أحد يمكنه إنكار جهود البحرين في تبني مجال حوار الأديان علمياً وأكاديمياً وثقافياً، فضلا عن إشاعة ثقافة الحوار والتفاعل مع الثقافات الأخرى.إن التوجه البحريني يتماشى بالفعل مع روح الأديان التي تدعو إلى المحبة والسلام والقضاء على روح العدوانية والتباغض البشري وقد شهدنا مواقف كثيرة في هذا الاتجاه على الصعد الإقليمية والدولية والآن وعبر مركز حوار الأديان الأكثر فاعلية وتميزاً على المستوى العالمي أرى أنّ مملكة البحرين هي بالفعل محطة لقاء الثقافات وتقارب الأديان وتجسد صورة المحبة والسلام العالمي".

وأكد عضو مجلس الإدارة ماهر ميشال أن المواطنين البحرينيين المسيحيين ينعمون بحقوقهم كاملة وبكل ما عليهم من واجبات بحرية وأمن كاملين خصوصا التعليم والبعثات والعمل الحكومي والخاص مثل أي مواطن بحريني ويمارسون شعائرهم الدينية بحرية تامة ولا يجدون أي صعوبة في ذلك".