عبر رؤساء تحرير الصحف البحرينية عن تفاؤلهم بالقمة العربية التي ستنعقد في العاصمة الأردنية يوم 29 مارس الجاري، مؤكدين أن التحديات التي تواجهها المنطقة تتطلب التكامل والتعاون بين الدول العربية في كافة المجالات الأمنية والاقتصادية. وشدد روءساء التحرير، في تصريحات لـ"بنا"، على أن مملكة البحرين كانت على الدوام داعماً رئيساً للتضامن العربي وتفعيل آليات العمل العربي المشترك بما يخدم قضايا الأمة. وأكد رئيس تحرير صحيفة الوطن البحرينية يوسف البنخليل، أن القمة العربية المقبلة هي قمة لم الشمل، وقمة التكاتف والتضامن العربي في ظل التحديات التي تشهدها الساحة العربية، وهي تحديات غير مسبوقة وتتطلب تعاملاً غير تقليدي لإعادة بناء النظام الإقليمي العربي. وقال إننا لسنا بحاجة إلى تعريف التحديات التي تواجه المنطقة، لكننا على قناعة بأن هناك شعورا عاما لدى القادة العرب وشعوبهم بأنها تحديات مصيرية باتت تهدد دولاً بأكملها، وهو ما يتطلب تعاملاً مختلفاً نتطلع لأن نرى مخرجات القمة المقبلة تلبي التطلعات المنشودة للتعامل مع هذه التحديات. وأشار البنخليل إلى أن ما كان ينظر إليه بأنه محاولات شعبية للتغيير السياسي، انكشف وتحوّل سريعاً إلى موجة جديدة من التطرّف والإرهاب، لم تسلم منه أي دولة عربية، خاصة وأنه مدعوم من الخارج، لذلك يعوّل الجميع على القمة العربية التي نتطلع لأن نرى في مخرجاتها تحركاً تاريخياً يوقف من تزايد نزعات التطرّف، ويقضي على الجماعات الإرهابية الراديكالية لتبدأ حالة الاستقرار إلى المنطقة، مشيرا الى أن من العوامل المشجعة لتحقيق ذلك، الدور المحوري للمملكة العربية السعودية بالتزامن مع الدبلوماسية الأردنية النشطة التي سترأس القمة المقبلة. وبالنسبة لتطورات العلاقات الخليجية والعربية - الأمريكية، أوضح البنخليل أن المنطقة أمام تحولات أخرى على المشهد منذ فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتوليه مسؤولية البيت الأبيض. وقال: "تابعنا خلال الفترة الماضية الرسائل الإيجابية المتبادلة بين الطرفين، وهناك رغبة مشتركة في تصحيح مسار العلاقات الثنائية، وهناك تفاؤل خليجي وعربي تجاه التطورات الجارية في واشنطن، لكن يجب أن يترجم هذا التفاؤل بمبادرات ومواقف ملموسة في الفترة المقبلة". فيما أكد رئيس تحرير صحيفة أخبار الخليج أنور عبد الرحمن، أن القمة تحمل آمال وتطلعات الشعوب العربية كافة، سيما في ظل ما تواجهه المنطقة من تحديات ومخاطر جسام تستدعي التنسيق والتشاور بِشأنها والتكاتف بين القادة العرب للتصدي لها، لافتا إلى أن هناك العديد من الملفات والقضايا الساخنة التي يصعب بل يستحيل مجابهتها بشكل فردي، وإنما تتطلب العمل معا ـ أي بشكل جماعي ودون أي تردد ـ لحلحلتها وتسويتها. وأشار إلى أن من أبرز تلك القضايا التي تلقي بظلالها على أجواء القمة المرتقبة ما يتصل بأسس الحفاظ على أمن المنطقة وحماية استقرار شعوبها، وتمتد بآثارها الخطيرة وتداعياتها على مستقبل العالم العربي برمته، وفي مقدمة ذلك: المحاولات المستميتة للتدخل الخارجي في شؤون دول المنطقة والتي باتت تتخذ صورا عديدة، والمهددات التي تسعى للنيل من تجانس مكوناتها الاجتماعية وتستهدف التأثير على وحدة الصف الوطني بها، فضلا بالطبع عن التحديات الاقتصادية العديدة الناتجة عن تراجع مداخيلها ومواردها بسبب الأزمة الهيكلية في بنية الاقتصاد العالمي. وأعرب رئيس تحرير صحيفة الأيام عيسى الشايجي عن ثقته بقدرة القادة في انتشال الأمة العربية مما تعانيه من ويلات وحروب، ليعيدوا لها مجدها وأهميتها ووجهها الحضاري، مشيرا إلى أن القضايا الرئيسة التي سيتم مناقشتها في القمة العربية الثامنة والعشرين في المملكة الأردنية الهاشمية، تتعلق بالأمن والإرهاب، والتدخلات الخارجية في الشأن العربي، وملف القضية الفلسطينية. وأوضح الشايجي أن هذه الملفات تشكل واحدة من أكثر الأسباب المعيقة للتنمية في الوطن العربي، فالأمن والإرهاب من القضايا الهامة والتي تساهم في شق الصف العربي وتزيد الانشقاق فيه، إلى جانب ما لها من آثار سلبية على عملية التنمية وبناء الإنسان. وحول التدخلات الخارجية، أكد رئيس تحرير صحيفة الأيام أنها من الملفات الهامة، حيث تعاني العديد من الدول العربية من وجود تدخلات خارجية تستهدف الأمن والاستقرار بها، وهو ما يجب أن يتم نقاشه باستفاضة ووضع حد لها، أما القضية الفلسطينية، فهي دائمة الحضور على طاولة القمم العربية، وستبقى كذلك إلى أن يتم تحقيق العدالة للشعب العربي الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة القابلة للحياة، وعاصمتها القدس الشريف، وهو المطلب الذي تتفق عليه جميع القيادات والشعوب العربية، حيث عانى الفلسطينيون ولعقود طويلة من تجاهل المجتمع الدولي لقضيتهم العادلة. وأكد على موقف البحرين العروبي والقومي والداعم لكل المبادرات التي من شأنها إعادة اللحمة العربية، وهو ما يؤكده حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، في كل المحافل المحلية والعربية والدولية، حيث كانت البحرين على الدوام داعماً رئيسياً للتضامن العربي وتفعيل آليات العمل العربي المشترك بما يخدم قضايا الأمة العربية والإنسان العربي. وقال رئيس تحرير صحيفة الوسط د.منصور الجمري إن الجامعة العربية تعقد قمتها في الأردن مع ازدياد التحديات المفصلية في الوطن العربي وذلك بعد 100 عام على اتفاقية "سايكس بيكو" التي قسمت المنطقة بحسب تصورات ومصالح توافقت مع من وضعها في ذلك الوقت، ولكنها اسست لكثير من المشاكل التي ازدادت في الفترة الاخيرة، اذ تشهد المنطقة صراعا دوليا واقليميا يؤثر سلبا على الدول المجتمعات العربية. وأشار رئيس تحرير الوسط إلى وجود تداعيات خطيرة بسبب الأزمات والحروب والفتن، وقال إن هذه التداعيات تتطلب من القمة الصعود الى مستوى التحديات بما يعكس طموح الأمة العربية. ولفت رئيس جمعية الصحفيين البحرينية ورئيس تحرير صحيفة البلاد مؤنس المردي إلى التحديات التي تواجه المنطقة وتلقي بظلالها على القمة العربية ويأتي على رأسها الصراعات العسكرية في كلا من سوريا واليمن والعراق، مشيرا إلى أن السبب الرئيس فيما تعانيه تلك الدول الثلاث هو التدخلات العسكرية الإيرانية في شؤونها والتسبب في تهجير سكانها ومحاولات تغيير التركيبة السكانية وهوية الدولة. ودعا زعماء القمة العربية الى التركيز على إيجاد حلول لمعضلة تلك الدول، وقال: "الخطر يزداد، ولولا عاصفة الحزم السعودية في اليمن لكانت الأمور تطورت لما هو أسوأ ووصلت إيران إلى عمق أكبر تحاول أن تصل إليه". ونوه رئيس جمعية الصحفيين البحرينية بالملف الاقتصادي الذي لن يغيب عن أعمال القمة داعيا الى إيجاد رؤية اقتصادية شاملة للدول العربية عبر تعاون وتكامل شبيه بما حدث في الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن الدول العربية لديها مقومات الاتحاد لمواجهة التكتلات الاقتصادية العالمية، وهو ما يعبر عنه نبض الشارع العربي والخليجي بالأخص ونلاحظه كرؤساء تحرير صحف من ردود أفعال القراء للصحف البحرينية. فيما دعا القائم بأعمال مدير عام وكالة أنباء البحرين مهند النعيمي إلى ضرورة أن تكون القمة الـ28 خطوة مهمة في مسيرة العمل العربي المشترك بحيث تضاف إلى سلسلة ممتدة من القمم التي حافظت على دورية انعقادها منذ أكثر من نصف قرن. وأشار إلى أن أهمية هذه القمة بالذات ترجع لكونها تعقد وسط حضور كثيف من القادة والزعماء العرب، مثلما أعلن مؤخرا، ووفرت لها القيادة الأردنية كل الظروف للانطلاق والنجاح وبما يتناسب مع حجم التحديات المتداولة على الساحة، ناهيك بالطبع عن طبيعة الأجواء والأوضاع التي تنعقد فيها القمة، وتحتم مزيدا من التنسيق والمشاورة والتقييم بين القادة والزعماء العرب. وتابع "ننتظر بفارغ الصبر أن تسفر اجتماعات القادة والزعماء العرب عن تحقيق النتائج المرجوة، حيث تأمل كل شعوب العالم العربي في تحققها والوصول إليها، خاصة على صعيد الدفاع عن أمن مجتمعاتها، والذود عن حياض سيادتها وحدودها ومواردها ومكتسباتها، في مواجهة العديد من مصادر التهديد التي لم تتعرض لها المنطقة من قبل، ونراها أشد خطرا من أوقات سابقة، ويأتي على رأسها: تهديد تماسكها القومي بفعل العوامل الداخلية والخارجية على السواء.