سحرة كرة القدم أو ما يطلق عليهم براقصي السامبا هما من ألقاب المنتخب البرازيلي الذي لم تغب شمسه عن كأس العالم على مر تاريخه منذ انطلاقته في العام 1930، وهذا وحده يكفي لنقول بأن البرازيل نكهة هذه البطولة حتى وإن تعرضت لهزات في السنوات الماضية، لكن هذا المنتخب سرعان ما ينهض مجدداً وينفض غبار الفشل عنه، ليعود متوهجاً من جديد، وهذا ما يحدث للبرازيل الآن مع مدربهم المجتهد ليوناردو باتشي المعروف بـ«تيتي».

لو عدنا قليلاً للوراء سوف نلاحظ بأن البرازيل قد تعدت مراحل صعبة من مسيرتها قبل أن تعود إلى التألق، فبعد كارثة المونديال الأخير بالسقوط أمام المانشافت الألماني بسبعة أهداف لهدف في نصف النهائي مع المدرب سكولاري، ثم الظهور المخجل في كوبا أمريكا 2015 في تشيلي و2016 في أمريكا، وأخيراً البداية الكارثية بتصفيات كأس العالم 2018 مع المدرب دونغا، كل هذه النتائج السلبية جعلت الجميع يشكك في قدرة «السيليساو» بالنهوض مجدداً والعودة لسابق عهده.

ولكن مع تعيين المدرب ليوناردو باتشي خلفاً لدونغا تغير وضع السامبا رأساً على عقب، المدرب الذي لا يملك في سيرته الذاتية أية خبرة في التدريب على الصعيد الدولي نجح وفي فترة وجيزة بتغيير صورة المنتخب البرازيلي، حيث حوّل منتخب مهزوز، لا يملك الروح والإصرار التي اعتدناها من لاعبي السامبا إلى منتخب قوي الشخصية، زرع في نفوس لاعبيه الرغبة على الفوز والانتصار، كما أعاد تيتي الكرة الجماعية الممتعة للمنتخب البرازيلي التي لم نشاهدها منذ فترة طويلة.

فوز المنتخب البرازيلي بلقب الأولمبياد الصيف الماضي للمرة الأولى في تاريخ الكرة البرازيلية، أعطى دافعاً قوياً لعودة البرازيل للقمة من جديد، حيث ساهم ذلك بصعود السامبا تدريجياً في سلم الترتيب بالتصفيات المؤهلة للمونديال من المركز السادس إلى الصدارة بعد بداية كارثية مع المتخبط دونغا.

رفقاء نيمار أصبحوا على مشارف التأهل لمونديال روسيا 2018، حيث تتصدر البرازيل الترتيب بفارق مريح عن أقرب منافسيها، ويملك «السيليساو» مجموعة من اللاعبين البارزين في مقدمتهم نيمار وكوتينيو وفرمينيو ومارسيلو وكاسيميرو وكوستا وتياغو سيلفا وغيرهم من اللاعبين الذين بإمكانهم تحقيق لقب المونديال القادم ومحو الذكرى السيئة في مونديال البرازيل 2014.

«من ذاكرة كرة القدم» في تصفيات مونديال أمريكا 1994 واجه منتخب البرازيل ضيفه الأوروغواي في مباراة أطلق عليها «موقعة روماريو»، حينها كان المهاجم مستبعداً من المنتخب بسبب مشاكله مع الإدارة الفنية آنذاك، وتم استدعاؤه لهذه المباراة المصيرية على ملعب ماراكانا الشهير وأمام 100 ألف متفرج، وكان «السيليساو» على مشارف الغياب عن المونديال للمرة الأولى في تاريخه، ولكن الفوز بفضل هدفين أحرزهما روماريو ضمنت للبرازيل مقعداً في المونديال التي حققت لقبه في ذلك الوقت.