الإرهاب المدعوم من إيران يتصاعد في البحرين، إذ هذا ما تكشفه بين الفترة والأخرى جهود رجال الأمن «العين الساهرة» على حماية هذا الوطن.

تخيلوا 66 زيارة إلى إيران في فترة زمنية قصيرة قامت بها عناصر خائنة محسوبة على طوابير العملاء كارهي وطنهم، كلها كانت تستهدف تدريب بائعي الولاء هؤلاء على تنفيذ أعمال العنف والإرهاب.

الخلية الإرهابية الأخيرة التي كشفتها وزارة الداخلية وضبطت عناصر منها، بينت كيف أن التوجيه والتخطيط والدعم كان يأتيهم مباشرة من إيران، ومن عناصر محسوبة على حملة الجنسية البحرينية، فارين وهاربين ومتمركزين اليوم في دولة المرشد الإيراني.

الفارق هنا بأن التوجيه الجديد وباعتراف المقبوض عليهم، كان يركز على استهداف شخصيات رفيعة في البحرين، وبأسلوب الاغتيالات الذي لا تقوم به إلا زمرة إرهابيين ومجرمين.

المقبوض عليهم في عمر الشباب، وهو الأمر الذي يقودنا للتفكير في عملية تأسيس هذه العناصر، وكيف تم تشريبهم كره بلادهم واللعب في إرادتهم بذريعة الانتماء المذهبي، وكيف تم التصوير لهم بأن القتل والجريمة والإرهاب وإقلاق الأمن القومي وترهيب المواطنين الآمنين، كلها أمور تدخل تحت خانة «النضال المقدس».

ديننا الإسلامي الحنيف لا يدعو للإرهاب أبداً، ولا لقتل النفس البشرية، وتعاليمه السمحاء كانت تحرص على الحفاظ على حقوق الناس، بغض النظر عن أديانهم وانتماءاتهم، بل جعلت واجباً على المسلمين ألا يعتدوا على مخالفيهم في الدين إن كانوا في دولهم ولا أن تحرق أو تخرب كنائس أو معابد، فحرمة الدم شملت الإنسان، أي إنسان، ولم تقل المسلم فقط.

فما بالكم بمن «يحلل» و«يفتي» بقتل المسلمين؟! بمن يصور الإرهاب والإجرام على أنه «جهاد»، أو «نضال» ديني بحت؟!

للأسف يقوم بهذه الأفعال من هم محسوبون على هذه البلد، والذين من باب أولى يفترض أن يكونوا أبناءها الذين يذودون عنها، والذين لا يقبلون بأن يمس ترابها، ولا أن يستهدف أهلها.

بات العدو اليوم لا يحاربنا بوجهه المكشوف، بل بات «يستخدم» أشخاصاً يغريهم بالمال والمنصب إن هم نفذوا أجندته، وإن هم قاموا بالإضرار بوطنهم وأهله.

بائع الوطن ينتهي به المطاف بدون وطن يحميه ويحفظ حقوقه، وكيف أصلاً يمكن أن تكون له حقوق في وطن سعى لخرابه واستهداف أهله والنيل من رجال الأمن فيه؟!

يقظة رجال الداخلية، وجهوزية قوات الأمن البحرينية، والعمل الدؤوب المضني الذي تضطلع به وزارة الداخلية، لها أسباب وفق بها الله هؤلاء الرجال في حماية البحرين وأهلها، وكتب لهم أن يكونوا سبباً في دحر هذه المخططات الآثمة التي تستهدف بلادنا الآمنة.

البحرينيون يريدون العيش في هذا البلد بسلام، يريدون بكافة تلاوينهم وأطيافهم ومذاهبهم أن يبنوا مستقبلاً لهم ولأبنائهم، يريدون حياة كريمة هادئة، لكن كل هذه الأحلام والطموحات يسعى لتقويضها أفراد من نفس المجتمع، لم يجعلوا مصلحة المجتمع أمام أعينهم، بل وضعوا مصالحهم الشخصية قبلها، ومصالح فئات وجماعات التحريض، والهدف الرئيس لمن يناصب البحرين العداء، وطموحه اختطافها وسرقتها.

مع كل عملية تسفر عن ضبط خلايا إرهابية، أو التصدي لعمليات إجرامية، نقول بأمل أن تكون هذه هي الأخيرة، ونتطلع بأن ما يحصل يمثل رسالة صريحة وواضحة لكل فرد ينساق وراء العدو ويعمل ضد دولته، بأن يراجع نفسه، وأن يستوعب بأنه إنما يخرب بيته بيده، وهو الأمر الذي نهانا عنه المولى عز وجل في محكم التنزيل «يخربون بيوتهم بأيديهم».

بقدر ما ترفع التحية والتقدير لوزارة الداخلية ووزيرها ورجالها الأبطال، ومعهم من تضامن مع البحرين من دول صديقة وشقيقة ومنظمات ومؤسسات باتت تستوعب حجم الإرهاب والتهديد الذي نواجهه، بقدر ما هي الأمنيات بأن يكون ما يحصل عبرة وعظة لكل من يفكر بالإضرار بوطن قدم له الكثير، وأهم نعمة قدمها له هي الأمن وفرص الحياة الكريمة.

حفظ الله البحرين من كل شر، وثبت رجالها الأقوياء في الذود عن حماها وفي حفاظهم على ترابها الطاهر من كيد الكارهين.