مرة أخرى تنتفض جمهورية مصر العربية الشقيقة بـ«الحب» لزيارة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه.

مثلما ذكرنا في مرات سابقة، لمصر مكانة خاصة في قلب حمد بن عيسى، فالتاريخ يشهد دائماً على العلاقة الطيبة التي تجمع البحرين بمصر عبر قياداتها وامتداد تاريخها منذ الحركة العربية الرائعة في منتصف القرن الماضي وصولاً ليومنا هذا.

البحرين تمضي بنفس توجهات جلالة الملك في مساعي توطيد العلاقات مع الأشقاء والأصدقاء، ومستمرة في نهجها الثابت بخصوص المواقف التي تهم الأمة العربية والإسلامية.

المباحثات التي أجراها جلالة الملك مع القيادة المصرية تمضي لتعزز هذا التوجه، تزيد في لحمة الأشقاء وتقوي مواقفهم الموحدة، وتأتي قبل انعقاد اجتماع القادة العرب في الأردن، وهو الاجتماع الذي نتطلع بأن تسفر عنه تحركات معنية بالمستقبل القريب، وتعمل في مواجهة التحديات الراهنة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط.

المصريون يثمنون دائماً تواجد جلالة الملك في بلادهم، يقرؤون زيارته بطريقة مغايرة، ويرون فيه قائداً مميزاً، له نظرته وحصافته، وأن المميز في ملكنا يتمثل في إنسانيته وحبه للخير والسلام.

اللواء سعد الجمال رئيس لجنة الشؤون العربية بالبرلمان المصرية بين بأن زيارة جلالة الملك لمصر قبل القمة العربية لها أهميتها البالغة، خاصة فيما يتعلق بتقريب المواقف والرؤى وبناء أرضية تعاون مطلوبة على الصعيد العربي، مشدداً في الوقت ذاته على الوقوف المصري القوي مع البحرين ضد أية تهديدات إيرانية، ومع توجهاتها في مكافحة الإرهاب.

هذا الحب وهذه الثقة في جلالة الملك من قبل المصريين، أمر له وزنه وثقله، خاصة تعويلهم على ملكنا بأنه حلقة الوصل الدائمة بين الأشقاء، والشخص الذي يكون وجوده في أي موضوع، عاملاً أساسياً في حلحلته وقيادته لآفاق إيجابية.

هذا الأمر أكد عليه أحمد رسلان نائب رئيس البرلمان العربي، مبيناً أن جلالة ملك البحرين رجل يعي الخطر الدائم على الأمة العربية، وأنه لا سبيل إلا بلم الشمل بين الأشقاء.

في موضوع لم شمل الأشقاء وإشاعة أجواء التعاون والتعاضد، وتأكيد مبادئ السلام، قلناها مراراً، بأنكم لن تجدوا أفضل من الملك حمد، قائدنا الذي نفخر بتوجهاته وأفكاره وسياساته، فالبحرين بقيادته قدمت نفسها بقوة على أنها أحد أنجح الأمثلة في إشاعة أجواء التسامح والتقارب بين أبناء البلد الواحد، باختلاف تلاوينهم ومذاهبهم وأديانهم.

هذه السياسة التي يحافظ عليها جلالة الملك ويسعى دائماً لتقويتها، هي سر قوة البحرين الداخلية، وهي التي دائماً ما يحاول إضعافها وضربها تلك الفئات التي يزعجها أن ترى البحرين موحدة بشعبها المخلص، وتعمل جاهدة لزعزعة أمنها، وإضعاف نسيجها الاجتماعي.

اليوم بهذه الروح البحرينية الجميلة والقوية والواثقة، يتجه جلالة الملك لترؤس وفد مملكة البحرين إلى القمة العربية في الأردن، وهو الأمر الذي نعرفه ونؤكد عليه، بأن دور الملك حمد دائماً في أي قمة أو اجتماع رفيع يحضره، هو دور يركز على وحدة الصف والكلمة، دور يرى فيه مصلحة الأمة وشعوبها، دور يقوم على جمع الجميع على كلمة سواء، فهو يؤمن بأننا لسنا دولاً وشعوباً مختلفة في الأديان والأعراق، بل نحن أمة واحدة يجمعنا لسان واحد ودين عظيم غالبيتنا يدين به، ومصير مشترك واحد يواجه تحديات من جهات تريد التكالب علينا، لا يهزمهما إلا التوحد بالمواقف، وأن نكون جميعنا مثل الجسد الواحد.

حفظ الله جلالة الملك حمد، قائدنا الذي نفخر بأننا شعبه ومواطنيه وأبناؤه وجنوده، رجل بحجم أمة، في جهوده الخير بإذن الله عز وجل.