زهراء حبيب:

أصدرت المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة أمس، حكمها بحق 24 مدانا بواقعة تفجير حافلة للشرطة في سترة استشهد فيها الشرطيان حامد رسول محمد عارف، وناويد أحمد ناظر أحمد، وأصيب 6 آخرين، وبإجماع الآراء بمعاقبة المدانين الأول محمد إبراهيم ملا رضى آل طوق والثانى محمد رضى عبد الله حسن بالإعدام، والسجن المؤبد لخمسة مدانين و10 سنوات لستة آخرين بينهم رجل الدين وعضو جمعية الوفاق حسن المرزوق والقيادي الإرهابي مرتضى السندي، وتغريم ثلاثة منهم 100 ألف دينار لكل متهم، بواقعة وحكمت المحكمة بإسقاط جنسية 8 مدانين بينهم المدانين بالإعدام والقيادي الإرهابي مرتضى السندي المقيم في إيران.

وقضت المحكمة برئاسة القاضي علي الظهراني وعضوية القاضيين أسامة الشاذلي ووائل إبراهيم وأمانة السر أحمد السليمان، بسجن متهم لمدة 5 سنوات، وأنزلت عقوبة السجن 3 سنوات لمدانين آخرين، والحبس سنتين للمدانين "23، 24"، و6 أشهر لأربعة مدانين، وبراءة متهمين.


وأمرت بإلزام سبعة مدانين متضامنين فيما بينهم بدفع مبلغ 1400 دينار قيمة التلفيات التي لحقت بمدرسة غرناطة الابتدائية، و5 آلاف و240 ديناراً تعويض عن إتلاف حافلة الشرطة، ومصادرة المضبوطات.

وتضم القضية المحالة من النيابة العامة 24 متهماً بينهم 12 مدانا محبوساً، وأدين بالأمس 22 مدانا بعد صدور حكم بتبرئة المتهمين السابع والرابع عشر.

وتشير وقائع الدعوى إلى أن المدان الأول مطلوب أمنياً ومنذ عام 2012، لاتهامه في عدد من قضايا التفجير والتجمهر والشغب، وكانت تراوده فكرة الهروب من البحرين إلى إيران. وتواصل مع المدان الثامن مرتضى السندي والهارب إلى إيران، وأخبره عن رغبته بالهرب، فأكد له تجهيز مجموعة للخروج من البحرين إلى إيران وأن المدانين من السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر سيرتبون ذلك.

وكان على تواصل بالمدانين المذكورين، واستطاع الهروب بمساعدة مرتضى السندي عبر طراد قاده المدان الثامن عشر، وبعد وصوله لإيران تواصل مع المدان الثامن الذي وفر له دعماً مادياً واصطحبه إلى المدان الخامس عشر، الذي على علاقة بعناصر من الحرس الثوري الإيراني وعرضا عليه فكرة التدريب على استعمال الأسلحة واصطحباه إلى العراق بالتنسيق مع عناصر الحرس إلى أحد المعسكرات التابعة لكاتب حزب الله وتدرب على استعمال الاسلحة والمواد المتفجرة نظرياً وعملياً، تمهيداً للعودة إلى البحرين ومعاودة نشاطه الإرهابى.

ومكث المدان الأول في إيران حتى صيف عام 2014 وبعد ذلك طلب من المدان "21" مساعدته في العودة ودخول البحرين بطريقة غير مشروعة، كونه مطلوب القبض عليه، فوافق على طلبه واتصل بالمدان "20" وعرض عليه مطلب المدان الاول فوافقه.

واتفق المدانون على الالتقاء بالمملكة العربية السعودية، وهناك تقابل مع المدان العشرين الذي كان برفقة زوجته، وخبأها في أرضية السيارة أمام الكرسي الخلفي، واستطاع تهريبه وإدخاله إلى البحرين عبر الجسر.

وقابل المدان "22" وقام بإخفائه في إحدى الشقق بمنطقة سترة، خلال تلك الفترة التقى بالمدان الثاني واتفقا على تأسيس جماعة إرهابية تهدف إلى القيام بأعمال تفجير وتعدي على رجال الشرطة بغرض قتلهم وإحداث أكبر ضرر بهم، وتمكنا من ضم المدانين الثالث والرابع والخامس والسادس وتواصلوا مع المدان التاسع والهارب لإيران وأخبروه بالجماعة وهدفها، طالبين منه توفير العبوات المتفجرة لاستخدامها في عمليات التفجير وأدوات التعدي فوافقهم على ذلك.

وجهز المدانون مخزناً لجمع الأدوات المستخدمة في الاعتداء على رجال الشرطة والجرائم الإرهابية، وعرض المدان الثالث على أعضاء الجماعة فكرة استهداف حافلة الشرطة بعبوة متفجرة فوافقه المدانين الأول والثاني والرابع والخامس والسادس على الفكرة.

وأطلع المدانون المدان التاسع على الفكرة الذي وافقهم الرأي ووفر لهم عبوة متفجرة، تمت تخبأتها في شقة بسترة واتفقوا وباقي المدانين أعضاء الجماعة على استخدامها في عملية تفجير واستهداف حافلة الشرطة تخرج من مركز شرطة سترة بغرض تفجيرها، وقاموا بمراقبة تحركات حافلة الشرطة ومعاينة أكثر من مكان لزرع العبوة المتفجرة.

واكتشف المدان الثالث بوجود عطب بالعبوة المتفجرة بجهاز التحكم عن بعد الخاص، فتم التواصل مجدداً مع المدان التاسع لتوفير عبوة أخرى لتنفيذ مخططهم.

وبعد فترة قبض على المدان الثالث في إحدى القضايا، فاتفق باقي المدانين أعضاء الجماعة الإرهابية لتنفيذ مخططهم، ووزع المدانون الأول والثاني والرابع والخامس والسادس الأدوار لتنفيذ مخططهم بعد أن قاموا بمعاينة مكان زرع العبوة المتفجرة ومراقبة خط سير حافلة الشرطة عند خروجها من مركز شرطة سترة في ساعات الصباح، في أيام سابقة على تنفيذ التفجير.

وكان دور المدانين الأول والثانى هو زرع العبوة وقيام المدانين الرابع والخامس والسادس بمراقبة حافلة الشرطة وأبلغ المدانين الأول والثانى بتحركاتها.

وثبت المدانون على رأي واحد وهو زرع العبوة المتفجرة عند سور مدرسة غرناطة الابتدائية بسترة، وأن يكون يوم التنفيذ صباح 28 يوليو 2015، وما أن خرجت حافلة الشرطة من مركز شرطة سترة مروراً ببريد سترة حتى دوار البندر، وما أن اقتربت من مكان زرع العبوة المتفجرة عند سور مدرسة غرناطة حتى قام المدان الأول بتفجير القنبلة باستخدام جهاز عن بعد، فانتشرت الشظايا منها وأصابت المجنى عليهم من رجال الشرطة والتى أودت بحياة المجنى عليهما حامد رسول وناويد أحمد وأصابت المجنى عليهم من رجال الشرطة .

وبعد إتمام العملية أبلغ المدانون المدان التاسع بنجاحها ثم فروا هاربين من المكان، واختبأ المدان الثاني لدى المدان العاشر، والمدان الرابع اختبأ لدى المدانون الثالث والعشرين والرابع والعشرين.

وبعد إلقاء القبض على المدان العاشر أرشد الشرطة عن مخزن يستعمل لتخبئة الأدوات المستخدمة في التعدي على رجال الشرطة الكائن في واديان بسترة، وعثر بداخله على سلاحين محلين الصنع وذخائر وبناء على إذن النيابة العامة، تم ضبط العبوة المتفجرة الأولى.

وأكدت التحريات على قيام القيادي بالوفاق "المدان11" حسن المرزوق بتلقي الأموال من عدة مصادر من داخل البحرين عن طريق تجميع الأموال من المساجد والمسيرات وعن طريق التمويل المباشر من جمعية الوفاق، أو خارجها وبالتحديد من إيران من عناصر على علاقة بالحرس الثوري الإيرانى وذلك بغرض قيامه والمداين الثاني عشر والثالث عشر بتمويل الجماعة الإرهابية التي أسسها المدانان الأول والثاني بمبالغ مالية

وقيامه بصفته رجل دين وإمام مسجد بتلقي تبرعات من العامة ويتلقى تمويلاً من جمعية الوفاق بغرض دعم الجماعات الإرهابية وكان يتسلم حوالات مصرفية من رجل أعمال خليجي تقدر بحوالى 32 ألف دينار، وأنه يتسلم أموال تصل إلى 7 آلاف دينار شهرياً يتم تجميعها خلال المسيرات في صناديق خاصة بالوفاق "المنحلة".

واعترف المدان الأول والثاني بأنهم كانوا يتلقون الأموال من المدان الحادي عشر عن طريق المدان الثاني عشر وبعد القبض عليه تولى المدان الثالث عشر عملية توزيع الأموال لتوزيعها على أعضاء الجماعة المطلوبين أمنياً ليتمكنوا من ممارسة نشاطهم الإرهابى فى التعدي على رجال الشرطة وإلحاق أكبر ضرر بهم بهدف زعزعة الأمن والاستقرار داخل البلاد وترويع رجال الشرطة

وجاء في تفاصيل الحكم الصادر بالأمس بأنه بإجماع الآراء بالإعدام بحق المدانين الأول والثاني وإسقاط الجنسية، والسجن المؤبد للمدانين الثالث والرابع والخامس والسادس وإسقاط الجنسية، والسجن 10 سنوات للمدانين الثامن "مرتضى السندي" وإسقاط الجنسية، السجن المؤبد للمدان التاسع.

كما قضت المحكمة بالسجن 10 سنوات للمتهم العاشر ،وغرامة 500 دينار، بالإضافة إلى المدانين الحادي عشر "حسن مرزوق" والثاني عشر والثالث عشر بالسجن 10 سنوات وتغريم كل منهم 100 ألف دينار، والسجن 10 سنوات للمتهم الخامس عشر وإسقاط الجنسية، وحبس كل من المدانين "16-17-18-19" لمدة 6 أشهر، والسجن ثلاث سنوات للمتهمين "20-21" والسجن 5 سنوات للمتهم "22" وسنتين للمدانين "23-24" وبراءة المتهمين السابع والرابع عشر.

وأشارت المحكمة في حيثيات براءة المتهمين بأن اعتراف المتهم الثاني على المتهمين "7 و14" لم يعزز بأي دليل في الأوراق خاصةً وأن التحريات لم تتوصل إلى مدى اشتراكهما في الواقعة ولم يرد لهما ذكرا في اعترافات باقي المدانين، وعليه تتشكك المحكمة في اعتراف المتهم، الأمر الذي يكون معه الدليل قبل المدانين المذكورين قاصراً عن بلوغ حد الكفاية لإدانتهما، لذلك تقضي بالبراءة.