منذ وصول الكاتب والشاعر رامي العاشق إلى ألمانيا كان لديه هاجس التعرف على الثقافة الألمانية وبناء جسر بينها وبين الثقافة العربية. مع موجة اللاجئين عام 2015 تبلورت الفكرة وتحولت إلى واقع من خلال إصداره صحيفة "أبواب".

صحيفة "أبواب" هي أول صحيفة مطبوعة تصدر باللغة العربية في ألمانيا وموجهة إلى القارئ العربي. فكرة الصحيفة كانت تراود رئيس تحريرها الكاتب والشاعر الفلسطيني من سوريا رامي العاشق، منذ بداية مجيئه إلى ألمانيا بعد حصوله على منحة تفرغ إبداعي للكتابة من مؤسسة هاينريش بول الألمانية عام 2014.

يقول رامي العاشق في حواره مع مهاجر نيوز، إنه مع تدفق موجات اللاجئين على ألمانيا عام 2015، شعر بأن هناك حاجة لإعلام مطبوع "فالإعلام الالكتروني غير كاف ولا يستجيب لحاجة اللاجئين وخاصة القادمين الجدد الذين ليس لديهم انترنت في مراكز الإيواء" وبالتالي كانت الصحيفة الورقية مناسبة للوصول إلى اللاجئ.

ويقول العاشق، إن الفكرة في البداية كانت تدور حول الوصول إلى اللاجئين والتواصل معهم أي "من اللاجئين إلى اللاجئين" لكنها تطورت فيما بعد، إذ "لم يكن مجديا أن تتحدث إلى نفسك" لابد من التوجه إلى الآخر الألماني "فقررنا من العدد الثاني مباشرة، أن تكون هناك صفحتان بالألمانية مترجمتان، ثم أصبح هناك كتاب ألمان أيضا يشاركون في الكتابة للصحيفة وأصبح هناك نوع من الحوار" يقول لـ مهاجر نيوز.

الجمهور الذي تستهدفه الصحيفة بالدرجة الأولى هم اللاجئون في ألمانيا، لذلك فإنها تركز كثيرا على الأخبار والقضايا والمواضيع التي تهمهم. الصحيفة غنية بمحتواها وزواياها، مواضيعها منوعة وهي سياسية واجتماعية وثقافية وإخبارية ومعلومات عامة للاجئين سواء ما منها يتعلق بقضايا اللجوء والحياة والعمل والدراسة في ألمانيا أو معلومات عن المجتمع والثقافة الألمانية. ولم تنس الصحيفة المرأة وقضاياها حيث هناك صفحتان عنها كما تسلط الضوء على قصص نجاح اللاجئين وإنجازاتهم.

أما عن اختيار اسم "أبواب" للصحيفة فيقول رئيس تحريرها رامي العاشق "لأنني أدخل من الباب وليس من النافذة، وأريد أن يدخل الناس إليّ من الباب. والفكرة الأساسية للتسمية جاءت حين كنت أعيش عند عائلة ألمانية إيطالية ساعدتني كثيرا. ومرة كنت أشكر صاحبة البيت الأم كريستينا على ما قدمته لي، فقالت لا تشكرني، أنا فتحت لك الباب، وهذه الفكرة- التسمية استهوتني كثيرا وأردت أن أفتح أنا أيضا بابا، بل أبوابا للآخرين، ومن هناك أتت التمسية".

ورغم أن الإعلام الورقي المطبوع في تراجع بشكل عام، إلا أن العاشق يرى أن هناك حاجة وضرورة لاستمرار هذا النوع من الإعلام ولا يتفق مع الرأي القائل إن "الإعلام الورقي في طريقه إلى الزوال والجريدة المطبوعة ستزول" مع تأكيده على أن هناك ميلا إلى الإعلام الالكتروني وازدياد أهميته "لكن لا أعتقد أن زمن الإعلام الورقي قد انتهى لأو سينتهي". مع العلم أن للصحيفة موقع الكتروني وصفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أيضا.

وأشار العاشق في حواره مع مهاجر نيوز إلى أنهم في البداية كانوا يطبعون 40 ألف نسخة والآن وصل العدد إلى 70 ألف نسخة من الصحيفة شهريا وهي توزع مجانا ويتم إرسالها إلى مراكز إيواء اللاجئين والجمعيات التي تهتم بشؤون اللاجئين والتجمعات العربية في مختلف أنحاء ألمانيا مجانا، حيث "تتحمل الصحيفة حتى تكاليف الشحن".

وبسؤاله عن كيفية تغطية التكاليف، قال إن ذلك يتم من خلال الإعلانات التي تنشر في الصحيفة، حيث هناك من الإعلانات والمعلنين ما يكفي لتغطية التكاليف دون الحاجة إلى التمويل من أي جهة أخرى.