أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، أن رسوخ وقوة موقف دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مواجهة التحديات والتهديدات المحيطة بها أياً كان مصدرها، وجهودها الدؤوبة وخطواتها النوعية في بناء قدراتها الذاتية، وتعزيز سلامة الجبهة الداخلية في إطار استراتيجيتها الأمنية والدفاعية، لهو تأكيد على المصير المشترك والمصالح العليا التي نؤمن بها ونعمل بكل جد لتحقيقها والحفاظ عليها، ويجسد أروع صور التلاحم وأسمى صور التعاون في مواجهة ما نتعرض له جميعاً من تحديات وتهديدات.

جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية لوزير الخارجية للاجتماع الوزاري لمجلس التعاون في دورته "142" والذي عقد الخميس بمركز الأمير سعود الفيصل للمؤتمرات بمقر الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية الشقيقة.

وأوضح وزير الخارجية أن الاجتماع يأتي لمواصلة المسيرة المباركة نحو تحقيق المزيد من الانجازات في العمل الخليجي المشترك، التزاماً بالتوجيهات الحكيمة المباركة لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومتابعة قرارات مقام المجلس الاعلى لمجلس التعاون في دورته السابعة والثلاثين التي تشرفت مملكة البحرين باستضافتها في شهر ديسمبر الماضي، اضافه الى بحث تطور العلاقات بين دول المجلس والدول والمجموعات الاقليمية الصديقة، وآليات تنسيق المواقف وتبادل وجهات النظر حول أهم قضايا المنطقة وسبل ارساء الامن والاستقرار فيها.



وصدر عن الاجتماع الوزاري بياناً صحافياً، أشاد بجهود الأجهزة الأمنية بمملكة البحرين وكفاءاتها العالية في الحفاظ على أمن واستقرار المملكة وسلامة أراضيها، مؤكداً المجلس دعمه لكافة الإجراءات التي تقوم بها مملكة البحرين للحفاظ على أمنها واستقرارها والذود عن مكتسباتها الوطنية.

وأعرب المجلس الوزاري عن ترحيبه بالبيان الصادر من وزارة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية والمتضمن وضع بعض الأشخاص ممن ينتمون لما يسمى بسرايا الأشتر الإرهابية على قائمة الإرهابيين العالميين، معتبراً أن هذا الموقف يعكس إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على التصدي لكل أشكال الإرهاب على الصعيدين الإقليمي والدولي، وكل من يقوم بدعمه أو التحريض عليه أو التعاطف معه، ويمثل دعماً ملموساً لجهود مملكة البحرين في تعزيز الأمن والسلم فيها.

وأعرب المجلس الوزاري عن استنكاره الشديد لما ورد في بيان مندوب الاتحاد السويسري أمام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في دورته 34 بجنيف، حول حقوق الإنسان في البحرين، مؤكداً رفضه وبشكل قاطع للمزاعم والادعاءات المتضمنة في ذلك البيان، والتي تتجاهل الجهود التي تبذلها مملكة البحرين لحماية وتعزيز حقوق الإنسان، مؤكداً المجلس على أن هذه المواقف المرفوضة لا تساعد على تنمية وتعزيز العلاقات المشتركة بين دول المجلس والاتحاد السويسري.

ورحب المجلس الوزاري بنتائج القمة العربية الـ"28" في المملكة الأردنية الهاشمية في 29 مارس 2017 وما توصلت إليه من قرارات بناءة تخدم القضايا العربية وتسهم في تحقيق أهداف وتطلعات الدول العربية.

وبشأن العلاقات مع إيران، فقد استمع المجلس إلى شرح من الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة الكويت بشأن الزيارة التي قام بها معاليه للجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي نقل خلالها رسالة من صاحب السمو امير دولة الكويت إلى الرئيس الإيراني حول العلاقات الخليجية الإيرانية، وجدد المجلس الوزاري تأكيده على مواقف وقرارات مجلس التعاون بضرورة الالتزام التام بالأسس والمبادئ الأساسية المبنية على ميثاق الأمم المتحدة ومواثيق القانون الدولي، ومبدأ حسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

وفي الشأن اليمني، أدان المجلس استمرار جماعة الحوثي وصالح في استهداف السفن في البحر الأحمر وباب المندب باعتباره تصعيداً خطيراً من شأنه التأثير على تدفق المساعدات الانسانية إلى اليمن، وعلى سلامة الملاحة الدولية في باب المندب ومصالح الدول المطلة على البحر الأحمر، ونوه المجلس بالدعم السخي الذي تقدمه المملكة العربية السعودية للحكومة اليمنية لإعمار المحافظات المحررة.

وقام د.عبد الله الربيعة، المستشار بالديوان الملكي بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بتقديم عرض شامل حول الدور النبيل الذي يقوم به المركز في تقديم المساعدات الإنسانية وفي إغاثة الشعب اليمني والتخفيف من معاناتهم.

وحول الأزمة السورية، أكد المجلس الوزاري على مواقف وقرارات مجلس التعاون الثابتة، وعلى ضرورة تثبيت وقف اطلاق النار وإنشاء آلية رقابة فعالة وعملية لتهيئة الظروف لتحقيق حل سياسي وفقا لبيان جنيف 1 (يونيو 2012).

وعقد معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د.عبداللطيف الزياني مؤتمراً صحفياً تم خلاله استعراض أهم نتائج الاجتماع وتفاصيل القرارات والبيان الصحفي الصادر عنه.