فلتقرؤوا معي هذه الأخبار على عجالة: «إصابة شاب فلسطيني بالرصاص الحي في الصدر إثر اشتداد المواجهات بين شبان وجيش الاحتلال في منطقة باب الزاوية وسط مدينة ‫الخليل. العثور على صاروخ أطلق من قطاع ‫‏غزة‬ الليلة الماضية بالقرب من موقع «ناحل عوز» شرق القطاع. تشييع جثمان الشهيد محمود حميدة من سكان حي الشجاعية شرق مدينة ‫‏غزة‬ والذي استشهد برصاص الاحتلال بالقرب من موقع «ناحل عوز» شرق المدينة. الشهيدة التي اغتالتها قوات الاحتلال بالقرب من الحرم الإبراهيمي في ‫الخليل‬ هي الفتاة بيان عسيلة «16 عاماً». قوات الاحتلال تقتحم منزل الشهيد الفتى معتز عليان عويسات وخيمة الشهيد بهاء عليان في بلدة جبل المكبر جنوب مدينة ‫القدس المحتلة. إصابة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة في مواجهات على حاجز معبر بيت حانون شمال قطاع غزة. استشهاد فلسطينية بزعم تنفيذها عملية طعن بالقرب من الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل. إصابة ضابط إسرائيلي بجروح طفيفة في عملية طعن جديدة في الخليل واستشهاد المنفذ. إصابة مصور قناة «الجزيرة» راجي عصفور بالرصاص المطاطي في القدم خلال تغطية المواجهات المندلعة بمنطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل. شبان يهاجمون حاجز «الكونتينر» في منطقة باب الزاوية وسط مدينة ‫‏الخليل‬، وإصابة أربعة شبان بالرصاص الحي إحداها خطيرة. استشهاد فتى من سكان جبل المكبر برصاص الاحتلال بزعم محاولته طعن جندي بالقرب من حي «أرمون هاناتسيف» في القدس المحتلة. استشهاد الشاب فضل محمد القواسمة «18 عاماً» بعد إطلاق مستوطن الرصاص عليه في شارع الشهداء وسط مدينة ‫الخليل. قوات الاحتلال تعدم شاباً في جبل المكبر بمدينة ‫‏القدس‬ المحتلة بزعم محاولته طعن جندي إسرائيلي. أنباء عن عملية طعن في مدينة ‫القدس المحتلة. استشهاد شاب برصاص مستوطن في شارع الشهداء وسط مدينة الخليل».

لَكُم أن تتخيلوا أن كل هذه الأحداث الساخنة التي ذكرناها في الأسطر السابقة هي بعض ما جرى في يوم واحد فقط في فلسطين المحتلة، ولكم أن تتصوروا بقية أيام العام؟ هذه الأحداث وإن لم تكن حديثة عهدٍ بزمن الخنوع العربي الحالي إلا أنها مازالت مستمرة بذات النفس وبذات النهج الإسرائيلي الباطش.

يوم الجمعة، وهو اليوم الذي يجب أن يصطف فيه كل المسلمين في مساجدهم وجوامعهم وأراضيهم من أجل أن يقيموا شعيرة الجمعة المباركة أن لا ينسوا إخوانهم في فلسطين، ليس بالدعاء البارد، وإنما بالتحرك السياسي الإيجابي سواء كان ذلك الحراك عن طريق الحكومات أو الشعوب لإيقاف آلة البطش الصهيونية عن إخوتنا في فلسطين، فيوم الجمعة لم يُخلق للدعاء وتبادل الأطعمة والتبريكات فقط، بقدر ما هو وقفة ضمير جادة مع قضايانا المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. فأحبتنا في فلسطين لم يعد يذكرهم أحد، فجميع العرب اليوم مشغولون بقضاياهم وأوطانهم ونفطهم ومستقبلهم وببعض «الملهاة الطائفية» التي قذفتهم بعيداً عن القدس، فهل سنستمر في الدعاء البارد، أم أننا سنخترع بعض الأدوات الضاغطة ضد إسرائيل للكف عن أذاها للفلسطينيين وهذا ربما يكون «أضعف الإيمان»؟