سبق أن تطرقت في مقالات سابقة إلى ضرورة فتح المزيد من السفارات لمملكة البحرين في الخارج، والهدف من ذلك التأكيد على أهمية فتح المزيد من السفارات للمملكة في الخارج لتعزيز تواجد وحضور البحرين في كافة قارات العالم وبمختلف الدول خاصة الدول الكبرى، والذي سوف يسهم مباشرة في تقوية علاقات البحرين مع هذه الدول سياسياً واقتصادياً وتجارياً.

ومناسبة الحديث عن هذا الأمر، هي مداخلة النائب أحمد قراطة في جلسة مجلس النواب الاسبوع الماضي، حيث طرح قراطة موضوعاً هاماً تطرق فيه إلى عدد سفاراتنا مقارنة بعدد الدول المسجلة لدى الأمم المتحدة، وقال: هل يعقل أن مملكة البحرين لا تمثلها إلا 28 سفارة من بين 193 دولة؟ ولماذا لا توجد سفارات في الدول التي تهاجمنا منظماتها للرد على هذه التقارير الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان؟ وأكد أن عدد سفاراتنا بالخارج تعتبر قليلة، كما أن هناك نقصاً في أعداد موظفي سفارات البحرين بالخارج.

وزير شؤون مجلسي الشورى والنواب غانم البوعينين قال إن هذا النقص سببه قلة الاعتمادات المالية، وأكد أن السفارات تقوم بعمل فوق طاقتها، وبين أن السفارات المراد افتتاحها في دول ذكرها تكلف 1.6 مليون دينار شهرياً، فيما أوضح الوكيل المساعد في وزارة الخارجية خليل الخياط، رداً على قراطة أن وزارة الخارجية دائماً ما تسعى لفتح مكاتب وسفارات في جميع أنحاء العالم، ولدينا قنصليات فخرية في عدة مدن وبلدان مثل مانيلا وإسطنبول وروسيا البيضاء، وهي تؤدي دور القنصليات العامة، والتوسع موجود ولكن إذا وجدت الموازنة سيكون العدد أكثر، وتمثيل الدبلوماسية ليس بالعدد وإنما بقدرة الدبلوماسي على أن يؤدي دوره المطلوب.

اتفق مع ما طرحه النائب أحمد قراطة لأنه يتوافق مع ما سبقت طرحه من مقالات سابقة، فالبحرين بحاجة ملحة وضرورية إلى فتح سفارات أكثر في دول العالم، وأرى أن تكثيف تواجدنا في دول هامة بقارة أوروبا كإيطاليا والنمسا والتشيك وهولندا وإسبانيا أمر أساسي، وكذلك بقارة

أمريكا الجنوبية وعلى رأسها دول البرازيل والأرجنتين، وبقارة أمريكا الشمالية منها المكسيك وكندا، وبقارة آسيا في كوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة، وفي بعض الدول الأفريقية، سوف ينعكس بشكل إيجابي على البحرين من عدة جوانب منها الجانب التسويقي والترويجي للمملكة، وإمكانية جذب سياح إلى البحرين، والتوضيح للعالم أجمع بحقيقة الأوضاع في بلادنا خاصة في ظل ما تشهده المملكة إلى يومنا الحالي من هجمات إعلامية شرسة، إضافة إلى النتائج المنتظر تحقيقها على الجانب الاقتصادي، وخلق شراكات حقيقية وفعلية مع هذه الدول المتطورة، فكل ذلك يكفي لاتخاذ إجراءات جادة جداً وفي أسرع وقت ممكن لفتح المزيد من سفارات للبحرين في الخارج دون أي تعطيل أو عراقيل.

ولكن أرى من باب الإنصاف أيضاً أن نؤيد الوزيرغانم البوعينين والوكيل المساعد خليل الخياط بشأن الميزانية التي لابد من توفيرها لفتح المزيد من السفارات، فليس من المعقول أن نجد في السفارات موظفين بأعداد متواضعة ثم نطالبهم بما هو فوق طاقاتهم أو ليس ضمن اختصاصاتهم المهنية، أو الدبلوماسية، بمعنى آخر، فإن وزارة الخارجية ألقت الكرة بملعب النواب، وكأنها تقول: إذا أراد قراطة أو مجلس النواب زيادة عدد السفارات البحرينية والدبلوماسيين البحرينيين فخصصوا ميزانية لذلك، فهل المجلس مستعد لاعتماد ميزانية جديدة؟ ففتح السفارات وتخصيص دبلوماسيين مقيمين بشكل دائم في دول الغرب ليس بالمجان.. أليس كذلك يا مجلسنا الموقر؟

إن وزارة الخارجية بقيادة الخلوق معالي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة من الوزارات السيادية المهمة في الدولة، التي تقوم بمجهود كبير، ورغم قلة عدد السفارات والتمثيل الدبلوماسي لمملكتنا في الخارج، فإن تحركاته الدبلوماسية الدؤوبة ساهمت في الرد على كافة الانتقادات والتدخلات الخارجية، ومن هنا نقول إن عذر الميزانية يجب تجاوزه، ونأمل اتخاذ خطوات نحو فتح سفارات دائمة للبحرين في دول العالم.

* مسج إعلامي:

نحتاج خطة مستقبلية قريبة المدى لفتح عدد من السفارات حتى يصل إلى ضعف عدد سفاراتنا الحالية الدائمة بالخارج والذي يبلغ عددها 28 سفارة ليصل العدد إلى 56 سفارة، ونحتاج أيضاً إلى إعلاميين ذوي كفاءة واحترافية عالية وخبرة في مجال الإعلام بكل فروعه، متواجدين في سفاراتنا للرد على مهاترات بعض الدول والمنظمات الموجهة ضد البحرين. كما أن وزارة الخارجية تحتاج إلى دعم أكبر، لذلك أرى ضرورة «استثناء» هذه الوزارة من حالة «التقشف» ليكون دورها أكبر في الخارج وتحديداً في أوروبا، فالحرب هناك ليست دبلوماسية فقط بل إعلامية أيضاً.