الإنجازات والإبداعات هي نتاج أحلام كبيرة، تتحقق بالجهد والعمل الدؤوب، ولقد كان حلم البحرين دائماً التميز في شتي المجالات ونجحت البحرين في ذلك فأصبح لها وجه حضاري مشرق بين مصاف الدول نتيجة التطور والتميز الذي حققته في العديد من المجالات ومنها التعليم، فتاريخ البحرين التعليمي العريق ومكانتها في هذا المجال جعلها من بين 62 دولة من دول العالم المصنفة ذات الأداء العالي في تحقيق أهداف التعليم للجميع، بالإضافة إلى بلوغ مملكة البحرين مبلغ الدولة الخليجية الأولى في التمركز والتجمع الأكبر للمؤسسات والمصارف المالية وما حققته في مجال الرعاية الصحية والفنون وغيرها.

ولكن يظل حلم أي دولة هو أن يكون لها الريادة وتصل إلى العالمية في كافة المجالات، وبعد أن كانت البحرين تعد رائدة عربياً في تمكين المرأة تحقق الآن حلم الريادة العالمية بإطلاق جائزة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة العالمية لتمكين المرأة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، واعتمادها كإحدى الممارسات الناجحة لمملكة البحرين، الأمر الذي يؤكد أن سياسات وبرامج ومشاريع تمكين المرأة في البحرين نموذج ناجح يحتذى به أمام جميع الدول وينقل دور البحرين من دعم المرأة محلياً إلى دعمها عالمياً، وذلك يعزز من مكانة مملكة البحرين ضمن المنظومة الدولية كدولة رائدة في تمكين المرأة وجعلها شريك أساس في عجلة التنمية.

ويحق لكل امرأة بحرينية ان تفتخر بتبني الأمم المتحدة للجائزة واعتمادها كإحدى الممارسات الناجحة لأنها تعزز مكانة المرأة البحرينية في أوساط المجتمع الدولي وتضمن استدامة مشاركتها وتقدمها في المحافل الدولية.

عشرة أعوام على إطلاق الجائزة على المستوى المحلي سطرت إنجازاً عظيماً نقلها إلى العالمية، إذ استطاعت أن تحقق أهدافها بتحفيز وتشجيع المؤسسات الرسمية والخاصة والمجتمع المدني على تبني السياسات والخطط والبرامج الداعمة لتمكين المرأة البحرينية، بما حقق للمرأة البحرينية الاستقرار والتمكين الاقتصادي وتفعيل دورها كشريك متكافئ في دفع عجلة التنمية الشاملة المستدامة واستطاعت الجائزة أن تحدث تغييراً جوهرياً في العديد من المؤسسات لتتمكن المرأة من المشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية والبناء، فتبوأت المرأة البحرينية العديد من المناصب القيادية نتيجة الجهود المبذولة من قبل المجلس الأعلى للمرأة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة ذات العلاقة بتحقيق التوازن بين الجنسين بترسيخ الإيمان بتحقيق تكافؤ الفرص بين المرأة والرجل على مختلف الأصعدة بما أسهم في إحداث التغيير الإيجابي في واقع المرأة نحو حياة أكثر استقراراً وإنتاجية.

إن المرأة البحرينية على مر العصور القديمة والحديثة مشهود لها في العديد من المجالات واستطاعت أن تثبت أنها ليست نصف المجتمع فقط بل هي القلب النابض له والظل الذي يحمي جميع أفراد العائلة الصغيرة ومن ثم المجتمع وأنها قادرة على مساندة الرجل ليدير دفة الحياة، ولكن قدرة المرأة على القيام بهذا الدور تتوقف على نوعية نظرة المجتمع إليها والاعتراف بقيمتها ودورها في المجتمع، وجاء العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وحظيت المرأة بالكثير من الرعاية والاهتمام في شتى المجالات، وكانت النموذج الأمثل لهذه الرعاية هو إنشاء المجلس الأعلى للمرأة في عام 2001 الذي ترأسته صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، والذي عني بجميع شؤون المرأة، ويعتبر محوراً أساسياً لتعزيز دورها ومشاركتها في تنمية ونهضة المجتمع، وذلك بوضع أطر قانونية وتشريعية تحقق لها مكانتها، كما استطاعت صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة بحسها الوطني أن تدرك احتياجات المرأة البحرينية فعملت على تهيئة الأجواء وتذليل الصعاب التي تواجه المرأة سواء مادياً أو نفسياً فمن حيث الجانب المادي أطلقت سلسلة من المبادرات والبرامج بالتعاون مع العديد من المؤسسات فأطلقت برامج تدريب ومساندة مشاريع كالأسر المنتجة ومشروع الحافلات المدرسية وغيرها وكل هذا ساعد على استقرار المرأة المادي وبالتالي استقرار الأسرة البحرينية.

ولم تغفل سموها الجانب الإنساني والاستقرار الأسري فأطلقت العديد من البرامج التي ساعدت في تقليل نسبة الطلاق داخل البحرين وهذا يشير إلى مدى نجاح التجربة البحرينية في احتواء مشاكل الأسرة وحلها والعمل على استقرار الأسرة البحرينية، فبمساندة المجلس الأعلى للمرأة استطاعت المرأة البحرينية أن يكون لها دور فاعل في دعم مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمهنية والمساهمة في دفع عجلة التقدم والتطور في المملكة وهذا النجاح أثمر عن رفعة شأن البحرين في مجال دعم وتمكين المرأة.