يشكل تفشي "الأخبار الكاذبة" تهديداً للديموقراطية، بحسب داميان كولنز الذي يرأس لجنة برلمانية بريطانية مكلفة التوصل الى حلول لاحتواء هذه الظاهرة في البلاد.

وليست ظاهرة الأخبار الكاذبة جديدة، لكنها اتخذت أبعاداً غير مسبوقة مؤخراً بسبب شبكات التواصل الاجتماعي، بحسب كولنز، لكنها تشكل "تهديداً للديموقراطية عندما يستخدمها البعض عمداً على شبكات التواصل على خلفية انتخابات"، كما قال لفرانس برس.

وأضاف أن استفتاء انفصال بريطانيا عن الاتحاد الاوروبي "بريكست" في يونيو 2016 وانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة كشفا عن حجم الدور التي تلعبه هذه المعلومات.


وقرر النواب البريطانيون معالجة هذه الظاهرة بتشكيل لجنة في يناير كلفت تحديد الإجراءات التي ستتخذ بحق المواقع التي تنقل "أخباراً كاذبة" تشمل حجبها أو منعها من بث الإعلانات.

وتسعى اللجنة كذلك إلى إقناع شركات التكنولوجيا المتطورة تولي معالجة هذه المشكلة، على ما فعلت في ملفي نشر مضمون محظور أو التحرش على الإنترنت، وقفقا لكولنز الذي عبر عن أسفه لحدوث ذلك "بشكل إجباري وبتلكؤ". كذلك تسعى كليات الصحافة البريطانية إلى الرد عبر تدريب أجيال جديدة من الصحافيين المؤهلين لإدارة وفرز تدفق المعلومات على الانترنت بأفضل الطرق.

وقال جيمس رودجرز المحاضر في جامعة سيتي في لندن المرموقة في دراسات الصحافة لفرانس برس إن المطلوب "فكر تحريري مختلف" بحسب الأدوات الجديدة المتاحة. لكن هذا الاستاذ الخبير في "الاخبار الكاذبة" والصحافي السابق في بي بي سي ورويترز اعتبر أن التغيير سيأتي أيضاً من مستخدمي شبكات التواصل بقدر تآقلمهم مع هذه الأدوات.

وقال الصحافي الثلاثيني من لندن وأحد المحررين الرئيسيين لصحيفة "ذا ساوثند نيوز نيتوورك" الساخرة لفرانس برس "أشجع الناس على اعتبار "الاخبار الكاذبة" بمثابة تسلية وأعلمهم أنها بحاجة إلى تحليل قبل مشاركتها".

وأوضح المحرر الذي رفض الكشف عن اسمه بسبب تهديدات تلقاها أن الطريقة الأفضل لتفشي معلومة ما بشكل واسع هو تغليب العاطفة على الفكر.

وأوضح أن "الخبر الكاذب الناجح يخاطب دائماً غضب الناس ومخاوفهم" مشيراً إلى أن فترة استفتاء بريكست وفرت كثافة خاصة في الأمثلة على ذلك.