دخلت كولومبيا الاحد في سباق مع الزمن في محاولة للعثور على ناجين من كارثة انزلاق للتربة نجمت عن أمطار غزيرة، وأوقعت 200 قتيل على الاقل في مدينة موكوا بجنوب البلاد. والامطار الغزيرة التي تنهمر على منطقة الأنديز طالت أيضا البيرو والإكوادور، وشهدت أحياء بكاملها في موكوا، المدينة التي تعد 40 الف نسمة والمحرومة من الكهرباء والمياه، خرابا كبيرا اثر فيضان أنهر موكوا ومولاتو وسانغوياكو. وكان أكثر من ألف عنصر اسعاف يحاولون العثور على ناجين من الكارثة. وتم إرسال أكثر من سبعة أطنان من المواد الطبية وامدادات المياه والكهرباء الى موكوا. ويشارك 1292 عنصرا من النظام الوطني لادارة مخاطر الكوارث في عملية "تودوسكون موكوا" (جميعنا مع موكوا) كما أوضحت هذه الهيئة في بيان. وتضررت بشدة احياء بكاملها غالبيتها كان يسكنها عدد من النازحين من جراء النزاع الذي يمزق كولومبيا منذ اكثر من نصف قرن. ويبلغ عدد النازحين في البلاد 6,9 مليون نسمة. وأعلن الصليب الاحمر الكولومبي الاحد في أحدث حصيلة له عن سقوط 200 قتيل نتيجة هذه المأساة، وكذلك اصابة 203 اشخاص الى جانب عدد غير محدد من المفقودين الذين كان قدر عددهم سابقا بحوالى 150. وقال أحد رجال الاطفاء ان المتاجر أغلقت ابوابها بعد عمليات نهب اماكن تباع فيها المياه. وكتب الرئيس خوان مانويل سانتوس على تويتر "قلوبنا مع عائلات الضحايا والأشخاص الذين طالتهم هذه المأساة"، وقد توجه إلى الموقع حيث تولى قيادة عمليات الإغاثة. وأعلن الرئيس حال "الكارثة" من أجل "تسريع" عمليات الإنقاذ. وهطل 130 ملم من الأمطار مساء الجمعة، أي ما يزيد عن المعدل الشهري في موكوا بنسبة 30%. ووقعت الكارثة اثر فيضان أنهر موكوا ومولاتو وسانغوياكو في موقع أعلى من المدينة. وتنهمر أمطار غزيرة ناجمة عن ظاهرة "إل نينيو" المناخية منذ عدة أسابيع على منطقة الأنديز في شمال غرب أميركا اللاتينية، وتسببت بفيضانات في البيرو حيث أوقعت 101 قتيل وأكثر من 900 ألف منكوب، وفي الإكوادور حيث أحصي 21 قتيلا و1280 منكوبا. ونقل التلفزيون صورا مؤثرة لمدينة موكوا بدت فيها شوارع غمرتها الوحول والصخور، وعسكريون يحملون أطفالا بين الأنقاض، وسكان ينتحبون وسيارات محطمة ونفايات في كل مكان. - كارثة كبرى- روى هارفي غوميز (38 عاما) لمصور في وكالة فرانس برس، وهو يحاول إنقاذ ما يمكن من منزله المدمر "كان بإمكاننا سماع هدير النهر، وهذا ما حمل عائلتي على الخروج، لأننا علمنا أن الانهيار قادم". وتحدث مدير جهاز الإغاثة في الصليب الأحمر سيزار أوروينيا عن "كارثة كبرى" موضحا أنها طالت 300 عائلة ودمرت 25 مبنى سكنيا وألحقت أضرارا بالغة بـ17 حيا. وروى العديد من الناجين أنهم صعدوا إلى السطوح لأن المياه كانت تغمرهم حتى العنق. وكانت مارسيلا موراليس تبحث السبت عن خمسة من أقربائها "كانوا نائمين ولم يتسن لهم الخروج من منزلهم وقد غمرته المياه"، وفق ما نقلت الرئاسة. وقال أحد السكان هرناندو رودريغيز (69 عاما) في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "هناك الكثير من الناس في الشوارع، الكثير من المنكوبين والكثير من المنازل المدمرة". وتابع هذا الرجل المتقاعد "لا يدري الناس ماذا يفعلون (...) لم نكن مهيئين" لمثل هذه الكارثة مضيفا "يصعب علينا أن ندرك ما الذي حصل لنا". - التغير المناخي- وقالت سوريل أروكا حاكمة بوتومايو لإذاعة "دوبلي أو" "إنها مأساة غير مسبوقة، هناك مئات العائلات التي لم نعثر عليها بعد، وأحياء اختفت بالكامل". وقال دييغو سواريز من معهد علم المياه والأرصاد الجوية والدراسات البيئية في كولومبيا أن الأمطار المنهمرة على موكوا "ستتراجع تدريجيا" اعتبارا من الأحد. ويشارك أكثر من ألف عسكري وشرطي في عمليات الإغاثة، بحسب وزير الدفاع لويس كارلوس فييغاس الموجود في الموقع أيضا على غرار وزراء آخرين في الحكومة. وأفادت الوحدة الوطنية لإدارة مخاطر الكوارث عن ارسال أكثر من سبعة أطنان من المواد الطبية واحتياطات المياه والكهرباء إلى موكوا. وأعربت دول كثيرة بينها فرنسا والاتحاد الأوروبي وألمانيا وإسبانيا والبرازيل والإكوادور وفنزويلا عن تضامنها. وأسفت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل "لهذه الكوارث الطبيعية المرعبة". من جهته عبر البابا فرنسيس الاحد خلال قداس في كابري، شمال ايطاليا المنطقة التي شهدت زلزالا داميا العام 2012، عن "حزنه الشديد لهذه المأساة التي شهدتها كولومبيا". وقال رئيس وفد الأمم المتحدة في كولومبيا مارتن سانتياغو إن "التغير المناخي يولد ديناميكيات، نشهد نتائجها الخطيرة من حيث القوة والتواتر والمدى (...) كما حصل في موكوا".