⁠⁠⁠⁠⁠⁠⁠أكد تقرير لصحيفة الواشنطن بوست أن الولايات المتحدة ترى يد إيران في تسليح الارهابيين بالبحرين على نحو متزايد.

وشدد التقرير على أن وكالات المخابرات الغربية ومحللين متعددين من الولايات المتحدة وحكومتين من أوروبا الغربية يشهدون جرأة جديدة من إيران في دعم الارهابيين المسلحين في المملكة.

وأشار التقرير إلي أن الوثائق والمقابلات التي أجريت مع مسؤولي الاستخبارات الحاليين والسابقين تصف برنامجا تدريبيا متقدما نظمه فيلق الحرس الثوري الإيراني للبحرينيين في فنيات التفجير المتقدمة وحرب العصابات، وقد اكتشفت في البحرين على نحو متزايد وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية مجموعة واسعة من الأسلحة المتطورة - والكثير منها مرتبط بشكل شرعي بإيران - بما في ذلك مئات الكيلوات من المتفجرات العسكرية التي كان من المؤكد أنها نشأت في إيران، حسب أقوال مسؤولي الاستخبارات في الولايات المتحدة وأوروبا.


ولفت التقرير إلي تحليل يؤكد أن قوة النيران المطلوبة من المتفجرات المضبوطة تجاوزت بكثير ما هو مطلوب لتفجير طرادات الشرطة العادية ووسائل النقل غير المدرعة التي تستخدمها الدوريات البحرينية، مضيفا أن أحد الاستخدامات المعقولة لهذه الأسلحة هي تدمير الدبابات وحاملات الجنود.

وأشار التحليل، بحسب الصحيفة، إلي أن هذا الامر يرفع بشكل كبير من القدرات الارهابية البحرينية على شن هجمات اكثر فتكا وفعالية"، مضيفا "أن هذا المستوى المتقدم من التطور لم يتم التوصل اليه بدون دعم وتوجيه وتدريب خارجي.

ونقل التقرير قول مايكل نايتس، المحلل في أمور الجيش والأمن في الشرق الأوسط بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الذي حقق على نطاق واسع في دعم إيران للمتمردين خلال حرب العراق، أنه يرى أصداء في البحرين من ممارسات إيران المتمثلة في تزويد القوات المسلحة العراقية بميليشيات عراقية تستخدم هذه الأجهزة في محاولة لخلق مناطق منعزلة.

كذلك نقل التقرير قول "ماثيو ليفيت" المحلل السابق لمكافحة الارهاب في مكتب التحقيقات الفدرالي الذي أكد أن الأدلة المستقاة من مخابئ الأسلحة تشير إلى تهديد حقيقي من الإرهاب الذي ترعاه إيران.

وذكر التقرير أنه بالنسبة لأفراد عصابة معروفة عموما بالقاء زجاجات المولوتوف على الشرطة كان الرجال الذين بنوا مصنع القنابل السرية أذكياء لدرجة تثير الشك – هكذا فكر المحققون البحرينيون، حيث أن المصنع كان تحت أرضية فيلا في الضواحي وبدون أي آثار واضحة على مستوى الشارع ولا يوجد سوى مدخل واحد مخفي وراء خزانة المطبخ، ولكن المفاجآت الحقيقية تكمن في داخل المصنع، ففي إحدى الغرف، عثرت الشرطة على 000 20 من المخارط والمكابس الهيدروليكية لصنع قذائف خارقة للدروع قادرة على اختراق دبابة، كما عثرت في داخل غرفة أخرى على العديد من الصناديق تحتوي على المادة المتفجرة C4، وجميعها من أصل أجنبي، بكميات يمكن أن تغرق سفينة حربية.

وأشار التقرير إلي أن المحققين في البحرين ذكروا في تقييم تقني سري قدموه لمسؤولين أمريكيين وأوروبيين في الخريف الماضي أن معظم هذه المواد لم يسبق رؤيتها في البحرين، وعرضوا تفاصيل جديدة عن الترسانات التي تم الاستيلاء عليها في الفيلا، وفي غارات مماثلة حدثت بشكل متقطع على مدى ما يقرب من ثلاث سنوات وقال التقرير انه المخابئ من ناحية قوة السلاح مبالغ فيها بالنسبة للشرطة المسلحة تسليحا خفيفا وغيرت أصول اللعبة.

ويوضح التقرير، والذى عرضت نسخة منه على "واشنطن بوست"، جزئيا القلق المتزايد بين بعض مسئولى المخابرات الغربية حول البحرين الحليفة الامريكية القوية فى الخليج العربي ومقر الاسطول الخامس للبحرية الأمريكية بعد ستة أعوام من بدء حركة الاحتجاج، حيث يرى المحللون الأمريكيون والأوروبيون الآن تهديدا متزايد الخطورة على هامش الاحتجاجات: خلايا مسلحة مدججة بالسلاح تمدها وتمولها أيران، حسب المسؤولين وظلت علامات التشدد المتصاعد تزداد منذ سنوات، حيث تم توقيف حركيين ملثمين يقومون بزرع قنابل على جانب الطريق وضبط أسلحة ومتفجرات مهربة إلى البلاد برا وبحرا، ولكن حتى وقت قريب، كان المسؤولون الغربيون حذرين في اتهام إيران بالتورط المباشر في الاضطرابات، ذاكرين أن الأدلة غير حاسمة أو غير موثوقة، فضلا عن المخاوف من زيادة التوترات الطائفية ولكن الآن، يبدو أن تردد الغرب يتلاشى، وان وكالات المخابرات الغربية تشهد جرأة جديدة من إيران في دعم المتمردين المسلحين في المملكة، وفقا لمحللين متعددين من الولايات المتحدة وحكومتين من أوروبا الغربية.

وتصف الوثائق والمقابلات التي أجريت مع مسؤولي الاستخبارات الحاليين والسابقين برنامجا تدريبيا متقدما نظمه فيلق الحرس الثوري الإسلامي في طهران للبحرينيين في فنيات التفجير المتقدمة وحرب العصابات، وقد اكتشفت في البحرين على نحو متزايد وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية مجموعة واسعة من الأسلحة المتطورة - والكثير منها مرتبط بشكل شرعي بإيران - بما في ذلك مئات الكيلوات من المتفجرات العسكرية التي كان من المؤكد أنها نشأت في إيران، حسب أقوال مسؤولي الاستخبارات في الولايات المتحدة وأوروبا ويبدو ان هذه الجهود تعكس عمليات مماثلة لتأسيس شبكة من الجماعات المسلحة الموالية لطهران في مناطق اخرى من الشرق الاوسط، من اليمن الى العراق وسوريا، حسب تحليل الخبراء. وقال مسؤول بالمخابرات الامريكية يتمتع بخبرة طويلة فى مراقبة الاضطرابات المدنية والسياسية فى البحرين "أننا نشهد المزيد من الدلائل على جهود ايران الرامية الى زعزعة الاستقرار".

ولفت التقرير إلي أنه "في 16 مارس، أمرت السلطات الألمانية بإلقاء القبض على بحريني - طالب شيعي يبلغ من العمر 27 عاما يقيم في برلين - بموجب أوامر دولية تتهمه بأنه إرهابي ينشط في كتائب الأشتر، وهي جماعة بحرينية مقاتلة أعلنت عن مسؤوليتها عن الهجمات المميتة ضد ضباط الشرطة البحرينية و في 17 مارس أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، والتي وضعت اللمسات الأخيرة على مبادرة بدأت خلال الأشهر الأخيرة من إدارة أوباما، عن فرض عقوبات على زعيمي المجموعة البحرينية نفسها، حيث وصفت رسميا العضوين بأنهما "إرهابيان عالميان" واتهم الإعلان الرسمي إيران على وجه التحديد بدعم المجموعة كجزء من "نشاطاتها المزعزعة للاستقرار والمرتبطة بالارهاب فى المنطقة"، وسعت وزارة الخارجية الامريكية الى معايرة رسالتها، واصرت على ان المسؤولين الامريكيين سيواصلون الضغط على البحرين، الا ان الوزارة اتهمت طهران بالتدخل بشكل مباشر لجعل المشاكل اكثر سوءا.

وأضاف التقرير أن "ايران قدمت اسلحة وتمويلا وتدريبا" للمسلحين البحرينيين وفي اشارة الى منشأة البحرية الاميركية المترامية الاطراف التي تقع على مشارف المنامة عاصمة البحرين، اشارت الى ان اعلان "الارهابيين العالميين" مخصصا للأفراد والمجموعات التي تهدد "الامن القومي الأمريكي والسياسة الخارجية والاقتصاد" "إلحاق أضرار جسيمة" يبدو أن عددا قليلا من خارج الخليج العربي تابع خبر اكتشاف مخبأ الأسلحة الواسعة تحت فيلا في قرية نويدرات قبل 18 شهرا، وقد عرضت الشرطة البحرينية صورا لبرامل كيميائية وأكياس من مسحوق أبيض، والتي اعتبرها اللواء طارق الحسن، رئيس الأمن العام، أدلة أن "الأعمال الإيرانية التي لا هوادة فيها تحاول تقويض الأمن والاستقرار داخل البحرين والمنطقة"، وقال "ماثيو ليفيت" المحلل السابق لمكافحة الارهاب في مكتب التحقيقات الفدرالي إن الأدلة المستقاة من مخابئ الأسلحة تشير إلى تهديد حقيقي: الإرهاب الذي ترعاه إيران. وعلى مدى العام الماضي، أبدى المسؤولون البحرينيون استعدادا متزايدا لتبادل الأدلة، وقال ثلاثة من مسؤولى المخابرات الامريكية الذين اطلعوا على هذه الادلة انهم يؤيدون بشكل واسع ادعاء البحرين تورط ايران فى العديد من الهجمات الاخيرة وكذلك فى تسليح الجماعات المسلحة المتشددة.

وبحسب الواشنطن بوست فإنه يتضمن الملف الذي اطلعت عليه الصحيفة تقارير تقنية واسعة النطاق تقيم جبلا صغيرا من الأسلحة التي تم حجزها من المسلحين البحرينيين منذ 2013، بما في ذلك الأسلحة الصغيرة والقنابل اليدوية والذخائر التي تحمل علامات إيرانية مميزة، فضلا عن الإلكترونيات الإيرانية الصنع الموجودة داخل الأجهزة المتفجرة المرتجلة، ويذكر التقرير ان كميات المتفجرات العسكرية، بما فى ذلك مادة C4 والتي تزن 418 رطلا، توازي الكمية التى استخدمتها القاعدة لفتح فجوة أبعادها 40 قدما فى المدمرة البحرية الامريكية يو اس اس كول فى عام 2000. وأظهرت الاختبارات الكيميائية التي استشهد بها التقرير أن جميع مواد C-4 والتي تم استردادها من ستة مواقع على مدى ثلاث سنوات، فد جاءت من خطين من خطوط التصنيع كانت تحاليل الطب الشرعي السابقة قد ربطتها بإيران، واشار التقرير الى ان احدى المخابئ الستة "اشتملت على مادة C4 فى عبواتها العسكرية الايرانية الاصلية". ولكن المحققين البحرينيين كانوا أكثر قلقا من اكتشاف مكابس هيدروليكية مكلفة ومخارط معدنية في مصنع القنابل تحت الأرض في قرية نويدرات، فقد تم تهريب معدات معدنية صينية وإيطالية الصنع بقيمة 35 ألف دولار إلى المنزل لصناعة "قذائف متفجرة"،وهي نوع من القنابل المرتجلة مصممة للانفجار بعد اختراق الدروع العسكرية. وقال التحليل ان القنابل غير المكتملة التى تم حجزها في الفيلا تحمل تصاميم مماثلة لتلك التى استخدمها المتمردون بعدما حصلوا عليها من ايران لمهاجمة القوات الامريكية فى العراق. وقال التحليل "ان هذا الامر يرفع بشكل كبير من القدرات الارهابية البحرينية على شن هجمات اكثر فتكا وفعالية"، مضيفا "أن هذا المستوى المتقدم من التطور لم يتم التوصل اليه بدون دعم خارجي وتوجيه وتدريب". وأشار التقرير إلى أن وجود مثل هذه الأجهزة في البحرين "محير للغاية"، مشيرا إلى أن قوة النيران تجاوزت بكثير ما هو مطلوب لتفجير طرادات الشرطة العادية ووسائل النقل غير المدرعة التي تستخدمها الدوريات البحرينية، مضيفا أن أحد الاستخدامات المعقولة لهذه الأسلحة هي تدمير الدبابات وحاملات الجنود المرسلة من بلدان الخليج المجاورة في حالة نشوب نزاع في المستقبل، او ربما كان لدى صناع القنابل ومن وراءهم هدف مختلف تماما فى الاعتبار، وهو الحاق ضررا بالغا بالقوات الامريكية". أصداء العراق أيا كان الغرض المنشود، لم تستخدم هذه الأسلحة القوية في أي مكان في البحرين حتى الآن، وقد استخدمت الجماعات المسلحة القنابل الصغيرة والبنادق الهجومية لضرب الشرطة وقوات الأمن، وفي هجوم شديد التنسيق في يناير، للهجوم على سجن وإطلاق سراح عدة زعماء مسلحين بارزين.

وذكر التقرير أنه فى اواخر مارس اعلنت البحرين انها أفشلت مؤامرة مسلحة لاغتيال مسؤولين حكوميين وتنفيذ سلسلة من الهجمات تستهدف الشرطة المحلية وقاعدة البحرية الامريكية، وذكر متحدث باسم الشرطة ان اتصالات بين زعماء الخلايا المحليين والمؤيدين المزعومين والمتآمرين فى ايران تم اعتراضها وقال مسؤول بحريني رفيع المستوى: "نحن نحرص على حقوق الإنسان أكثر من أي دولة جارة داخل الألف ميل منا، ونحن نعاقب على الانفتاح والتعامل مع مشاكلنا" وفي الوقت نفسه، على الرغم من أن إيران لم تعترف بتوفير الأسلحة للمسلحين البحرينيين، فقد سمحت لقادة الارهابيين بالعمل بشكل علني في طهران، ففي مارس 2016، صرح قائد الحرس الثوري سعيد القاسمي علنا أن البحرين "محافظة إيرانية منفصلة عن إيران نتيجة للاستعمار"، مضيفا أن إيران أصبحت الآن قاعدة "لدعم الثورة في البحرين". وقال مايكل نايتس، المحلل في أمور الجيش والأمن في الشرق الأوسط بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، مركز أبحاث غير حزبي،: "هناك كلمات تتفق مع الأفعال، وكان نايتس الذي حقق على نطاق واسع في دعم إيران للمتمردين خلال حرب العراق، رأى أصداء في البحرين من ممارسات إيران المتمثلة في تزويد القوات المسلحة العراقية بميليشيات شيعية عراقية تستخدم هذه الأجهزة في محاولة لخلق مناطق منعزلة، وقال إن عدم استخدام السلاح المتطور في البحرين قد يعني أن السلطات المحلية وجدته كله أو أن هناك أكثر شرا سيحصل. وقال نايتس "يمكن ان يكون السلاح قد تم ترتيب استخدامه في وقت اخر أو في انتظار ظروف أخرى".

⁠⁠⁠⁠