حذرت منظمات حقوقية من أن هنغامة شهيدي، الأستاذة الجامعية الإصلاحية ومستشارة مهدي كروبي، أحد زعماء الانتفاضة الخضراء القابع تحت الإقامة الجبرية، تصارع الموت بعد خوضها إضراباً عن الطعام، منذ 25 يوماً، في معتقل سجن "إيفين" سيئ الصيت.

ونشر موقع "سحام نيوز" التابع لحزب "اعتماد ملّي"، الذي يتزعمه كروبي، والذي تنتمي إليه شهيدي، بياناً أصدره الحزب، يندد فيه بالاعتقال غير القانوني لشهيدي وأكد أن هذه الناشطة والقيادية في الحزب تمر بوضع صحي متدهور، نتيجة إضرابها عن الطعام.

من جهتها، أعلنت ناهيد كرمانشاهي، والدة شهيدي، أن حالة ابنتها الصحية تدهورت بشدة إثر الإضراب عن الطعام، وأكدت أن سلطات السجن سمحت لابنتها بالاتصال يوم السبت الماضي، حيث قالت إنها "لم تعُد تستطيع السير، وتحبو على الأرض".



وأوصت هنغامة شهيدي والدتها خلال المكالمة الهاتفية بأنه "إذا حدث شيء، فالمسؤول عن وفاتي رئيس الجمهورية ووزارة الاستخبارات والنيابة والسُّلْطة القضائيَّة".

وقالت والدتها إن ابنتها كتبت وصيتها، وأعطتها لمحقّقها.

وكان جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري اعتقل شهيدي في 9 آذار الماضي في مدينة مشهد، شمال شرقي البلاد، ونقلها إلى عنبر 209 في سجن إيفين بطهران، من دون الإعلان عن التهم الموجهة إليها.

فصل من الجامعة

وكانت رئاسة الجامعة الإسلامية الحرة بمنطقة ورامين، جنوب طهران، قامت في أكتوبر الماضي بفصل شهيدي من منصبها كأستاذة فرع العلاقات الدولية، وذلك بعد ضغوط مارسها المتشددون الذين قاموا بتهديد رئيس الجامعة، إذا ما استمر بالسماح للمدرسة بالاستمرار بعملها.

وعلّل حسین علي شیبانی، رئیس الجامعة، قرار فصله لشهيدي، بأنها كانت من ضمن معتقلي الانتفاضة الخضراء عام 2009 التي اندلعت ضد ما قيل إنه تزوير بنتائج الانتخابات الرئاسية التي أوصلت الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد، لولاية ثانية.

يذكر أن شهيدي كانت مستشارة شؤون النساء لمهدي كروبي، رئيس البرلمان الإيراني الأسبق ومرشح الرئاسة إبان انتخابات 2009 التي أدت إلى مظاهرات احتجاجية واسعة سقط خلالها آلاف القتلى والجرحى على يد قوات الأمن والحرس الثوري الذين قمعوا الاحتجاجات بعنف مفرط.

وحكمت محكمة الثورة الإيرانية حينها على هنكامه شهيدي بالسجن 6 سنوات بتهم "تهديد الأمن القومي والدعاية ضد النظام والإخلال بالنظام العام وإهانة رئيس الجمهورية أحمدي نجاد، لكن محكمة الاستئناف أطلقت سراحها بعد 8 أشهر من الاعتقال.