يجمع المراقبون على أن البند الرئيس في الزيارة الرسمية للرئيس المصري إلى واشنطن هو التعاون المصري الأمريكي في مكافحة الإرهاب، رغم أهمية الزيارة بالنسبة لتعزيز العلاقات المصرية الأمريكية، التي لم تكن في أفضل حالاتها خلال فترة حكم الرئيس السابق باراك أوباما.

ومع أن الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي اصطحب معه وفداً اقتصادياً كبيراً، وقبل وبعد القمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التقى رجال أعمال ورؤساء شركات، إلا أن الجانب الاقتصادي في العلاقات الثنائية لم يكن بأهمية مكافحة الإرهاب.

فهناك أرضية مشتركة بين القاهرة وواشنطن، يأتي على رأسها ملف مكافحة الإرهاب والموقف الصارم من جماعة الإخوان، إلى جانب التصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة.



وكان هذا جلياً في لقاء السيسي بترامب، في البيت الأبيض وزيارته لمقر البنتاغون وبحث مكافحة الإرهاب مع المسؤولين العسكريين الأمريكيين، وفي ذات السياق، تحدث السيسي في البيت الأبيض قائلاً إن "مصر ستقف بجانب الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب"، ليرد ترامب "سنفعل ذلك معاً ونقاتل الإرهاب وسنكون أصدقاء لفترة طويلة".

وقال الرئيس المصري، في حوار مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية إن "استقرار منطقة الشرق الأوسط مرتبط بالولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن المنطقة تدفع ثمناً كبيراً جداً في السنوات الأربعة الماضية "لأن الوضع بات صعباً للغاية".

فالتعاون الأمريكي مع مصر، الذي أكد عليه ترامب خلال لقائه مع السيسي، يؤكد أن مصر هي الدولة المحورية، التي تواجه الإرهاب في الشرق الأوسط، وأن الجيش المصري هو الأقوى في مواجهة الإرهاب والقضاء عليه، خاصة مع تأكيد ترامب أن التعاون العسكري بين القاهرة وواشنطن، سيكون أكثر من أي وقت مضى.

وتوقع عدد من المحللين ألا يقتصر التعاون المصري الأمريكي في مكافحة الإرهاب على ما تواجهه مصر من إرهاب في شبه جزيرة سيناء، بل قد يكون لمصر دور أكبر في بؤر أخرى من العراق إلى اليمن، وزاد البعض أن التعاون المصري الأمريكي في مكافحة الإرهاب يمكن أن يتوازى أيضاً مع موقف مشترك من تدخلات إيران في المنطقة، ومن شأن ذلك أن يعيد التوازن، بعدما بدأ أن مصر تتجه نحو دور لروسيا في المنطقة لا يقتصر على سوريا فقط بل قد يطال ليبيا أيضاً.