فتح الإعلان عن ترشيح رجل الدين المتشدد إبراهيم رئيسي، الذي عرف خلال الآونة الأخيرة بأنه رجل المرشد الأعلى علي خامنئي، التساؤلات حول أسباب إبراز دوره في الوقت الحاضر، بينما يرى البعض بأنه قد يكون الخليفة المحتمل للمرشد المريض المصاب بسرطان البروستات.

ووفقاً لوكالة "تسنيم" الإيرانية، قال صولت مرتضوي، المتحدث باسم رئيسي، خلال جلسة "الجبهة الشعبية لقوى الثورة الإيرانية" وهي تجمع لقوى التيار الأصولي المحافظ، صباح الخميس، أن إبراهيم رئيسي قدم استقالته من الهيئة المشرفة على الانتخابات وأعلن ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية".

ويتولى رئيسي حالياً ثلاثة مناصب بأمر مباشر من خامنئي، وهي عضويته في مجلس الخبراء، ونائب عام بمحكمة رجال الدين الخاصة، و"سادن العتبة الرضوية في مشهد".



واشتهر رئيسي داخلياً بعضويته في "لجنة الموت" التي شكلت عام1988 بأمر من مرشد النظام الأول روح الله الخميني والتي قامت بإعدامات جماعية لعشرات الآلاف من السجناء السياسيين.

متى برز نجمه؟

وبرز نجم إبراهيم رئيسي "57" عاماً، منذ أن قام المرشد الإيراني في مارس 2016، بتعيينه مشرفا على مؤسسة "آستان قدس رضوي" وهي التي تشرف على إدارة ضريح الإمام الرضا الشهير في مدينة مشهد، والمؤسسات المالية الضخمة التابعة لها، وذلك عقب وفاة رجل الدين عباس واعظ طبسي، الذي تولى المهمة لـ 37 عاماً.

ويمثل "آستان قدس رضوي" أحد المؤسسات الكبرى التابعة للصناديق الخيرية الضخمة التابعة بدورها لمؤسسة "بنياد" وهي من المؤسسات الاقتصادية الضخمة التابعة لبيت المرشد، والمعفاة من الضرائب وتشكل نسبة كبيرة من الاقتصاد غير النفطي الإيراني تصل أموالها إلى 20% من إجمالي الدخل الوطني.

وتبلغ قيمة عقارات "بنياد" اليوم نحو 20 مليار دولار شاملة حوالي نصف الأراضي في مدينة مشهد، كما إن الشركات التي تمتلكها تشمل شركات كبيرة مثل رضوي للنفط والغاز، شركة رضوي للتعدين، ماهاب قدس، ومجموعة مابنا وشهاب خودرو.

ويتميز "آستان قدس رضوي" بامتلاكه عدداً من المؤسسات والشركات التابعة وحيازات الأراضي في جميع أنحاء البلاد، حيث أنشأ طبسي خلال 37 عاماً إمبراطورية اقتصادية وثقافية بمليارات الدولارات في مشهد، ثاني أكبر مدينة في إيران والوجهة الرئيسة للسياحة الدينية.

ولفتت الأنظار نحو رئيس بشكل أكبر عندما قام قادة الحرس الثوري وعلى رأسهم قائد هذه الميليشيات محمد علي جعفري، وقائد قيلق القدس قاسم سليماني، وقائد الباسيج السابق اللواء محمد رضا نقدي، بزيارته في مشهد، حيث اعتبرت قوى إصلاحية أن هذه الزيارة كانت بمثابة مبايعة لرئيسي بمباركة المرشد خامنئي.

رئيسي رجل المرحلة

يرى العديد من المتابعين للشأن الإيراني بأن نظرة على السيرة السياسية لإبراهيم رئيسي، تدل على أنه رجل المرحلة بالنسبة للمرشد الأعلى، علي خامنئي، حيث إنه أصبح لاعباً أساسياً في السياسة الإيرانية.

وقضى الرجل جل نشاطه في الجهاز القضائي في إيران حتى أن تم تعيينه منذ 14 شهراً سادنا للعتبة الرضوية بمشهد، تلك المؤسسة الثرية والمتنفذة جداً في الحياة السياسية والدينية والاقتصادية في إيران.

إبراهيم رئيسي عين كمدعٍ عام لمدينة همدان في عام 1980 وكان عمره 20 عاماً فقط وفي العام 1985 عين مساعداً للمدعي العام في طهران، حتى أصبح في العام 1988 عضو "لجنة الموت" مع أعضائها الآخرين، حسين علي نيري ومرتضى إشراقي ومصطفى بور محمدي، والتي دبرت وأشرفت على عمليات إعدام الآلاف من السجناء السياسيين، بأمر مباشر من الخميني.

وتدرج رئيسي في المناصب القضائية بسرعة كبيرة حيث عين منذ العام 1989 حتى 1994 المدعي العام في طهران وبين 1994 لغاية 2004 كان رئيسا للجنة التفتيش في البلاد، وبعدها تم تعيينه كمساعد أول في السلطة القضائية لفترة 10 سنوات، قبل أن يتولى رئاسة العتبة الرضوية بمشهد العام الماضي، كما أصبح منذ 3 سنوات المدعي العام للمحكمة الخاصة برجال الدين.

مرشح لخلافة خامنئي

ويرى متابعون أن ترشيح رئيسي لانتخابات الرئاسة يعتبر اختباراً لشعبيته كونه خليفة محتمل لخامنئي، حيث إن خامنئي نفسه شغل منصب رئاسة الجمهورية الإيرانية لدورتين "1981 – " قبل أن يتم تنصيبه كمرشد أعلى بعد وفاة الخميني عام 1989.