حل رئيس الوزراء الفرنسي برنار كازانوف، الجمعة، بتونس قادماً من الجزائر، في إطار جولة مغاربية.

وبحسب مراقبين مطلعين على العلاقات الفرنسية المغاربية، فإن هذه الزيارة وبعيدا عن التصريحات المعلنة، التي تؤكد على أنها "تندرج في إطار العلاقات الاقتصادية فضلاً عن الروابط التاريخية التي تربط فرنسا بالمنطقة"، فإن الخبراء يشيرون إلى "وجود انشغال فرنسي بالوضع الأمني والسياسي في المنطقة".

وذلك في علاقة بالانتقال السياسي الجاري في تونس وأيضا التحضير للاستحقاق الانتخابي في الجزائر، المبرمج في شهر مايو القادم، الذي يعتبر من قبل المتابعين أنه سيكون كاشفاً عن بداية الإعداد لمرحلة ما بعد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة.

كما تهتم فرنسا بالتنسيق مع الدول المغاربية وخاصة تونس والجزائر حول الملف الأمني لاسيما السيطرة على الهجرة السرية وكذلك الملف الليبي الذي يشغل كثيرا الجانب الأوروبي.

وفي هذا السياق نشير إلى وجود تطابق في المواقف تجاه الأزمة الليبية بين كل من فرنسا من جهة وتونس والجزائر من جهة أخرى، حيث يصر الطرفان على ضرورة الالتزام بالشرعية الدولية، ممثلة في دعم حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج.

بعد لقائه اليوم الجمعة، بالرئيس التونسي الباجي قائد السبسي قال المسؤول الفرنسي: إن فرنسا مستعدة "لمواصلة دعم الاقتصاد التونسي من خلال تشجيع الاستثمار وتحويل جزء من الديون إلى مشاريع تنموية في تونس"، مشيراً إلى "أهمية العمل على مزيد توفير ظروف ملائمة للاستثمار".

وأشاد رئيس الوزراء الفرنسي "بالتطور المستمر الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين والذي يعكس رصيد الثقة المتبادل والصداقة العريقة بينهما"، وفق تعبيره.

كما عبّر عن ارتياحه لنسق التعاون الثنائي في كافة المجالات لاسيما في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب، مشدداً على حرص بلاده "على مزيد تكثيف التعاون الاستثنائي مع تونس خصوصاً في مجالات التكوين وتبادل المعلومات والدعم اللوجستي باعتباره مسألة استراتيجية تهمّ البلدين بحكم التهديدات المشتركة".

ووفق بيان للرئاسة التونسية فقد أكد رئيس الوزراء الفرنسي على "أهمية التعاون الثقافي بين البلدين، مشدّداً على ضرورة مواصلة تدعيمه خاصة في أفق استعداد تونس لاحتضان قمة الفرانكفونية سنة 2020".

وأكّد الرئيس التونسي، وفق ذات البيان، على "عراقة العلاقات بين البلدين وأبدى ارتياحه لنسق التعاون المتنامي في كافة المجالات، معرباً عن ثقته في أن يتواصل هذا الزخم في العلاقات التونسية الفرنسية في الفترة القادمة".

يذكر أن رئيس الوزراء الفرنسي، برنار كازانوف، قد وصل لتونس مساء الخميس رفقة وفد هام يضمّ بالخصوص رئيس المجلس الوطني الفرنسي.